كم هو جميل الكلام المنمق عند كل السامعين وليس عند الناس البسطاء والسذج فحسب ! عندما تطرب الكلمات الجميلة أسماع الناس وهي تدغدغ مشاعرهم وأحاسيسهم خاصة وهي تنقر على أوتار تلك المشاعر وتترجمها بأجمل الألحان ليتيهوا معها في مهامه الأحلام الوردية ، ويطيروا في بحور الخيال ليرسموا من خضم هذه التخيلات والأحلام حياةً جميلة أبدية ملئها السعادة والفرح والحياة الكريمة ! تلك الحياة التي إفتقروها لعقود طويلة حتى أضحت حلماً في " كلاسيكيا " الحياة : لَيْتَهُ يتحقق ويعود ولو على مستوى الخيال والأحلام ، تتغير هذه النوتة وهذا اللحن بتغير أجواء الدورات الأنتخابية ، كما تتغير صور ألوان الخريف ! بأجمل منها في الربيع فتعطي جمالاً وروعة للناظر ، وعطرها البارد يهفوا مع النسيم يداعب الأنوف ويضفي البهجة والسرور لكل من سُرَّ بهذا المنظر في موسيقى عالمية من ملحن قديم خبر هذا الفن ومارسه وأجاده أيَّما إجادة حتى أصبح معروفاً ومشهوراً بهذا المظمار يستحق عليه لقب " المايستروا " بجدارة ، في لَحْنَهُ الجديد وأنغامه الجديدة ولكن ! بنفس " الأوتار القديمة " لكنها في هذا اللحن ! ليس كما في ألحان المرات السابقة ! هذه المرة " بصوت الشحرور " نفسه الذي يثير الألباب ويطربها ويسبر أغوار العقول ! ليعبث بها بزقزقاته وتغاريده فَيُحيلَها وينقلها من هذا العالم ! عالم الواقع : الى عالم " التيه الفارغ " عندها فقط ! يستيقض الناس مِن نَوْمَتَهُمْ ! مِن غَفْلَتَهُمْ ! مِن سَكْرَتَهُمْ ! مِن طَرَبَهُمْ ! مِن خيالاتَهُمْ ! مِن أحلامَهُمْ ! الى يَقَضَتَهُمْ بكل فزع ودهشة وإستغراب ! على صَمْتْ المعزوفة وسكون الجوق الموسيقى ! على صمت الشحرور وسكوته ! على هفهفة عصا المايسترو السحرية ! تلك العصى التي إستطاعت أن تُنَوِمْ أُناس كثر بمجرد هفهفة لِلَحن جديد !! عندها يستيقض الناس والعالم كله من تلك الغفلة ويندهشوا !! عندما يعلموا : أن هذا اللحن وهذه التغريدات وبصوت الشحرور نفسه !! إنما هي مخترع جديد لم يكتشه عصر " فن الدوبلوماسية " الحديث بعد ! إنه " مغناطيسيا " جديدة لتنويم " الشعوب " تمت تجربتها بصياغة جديدة حديثة جريئة على هذا الشعب " شعب الأحلام " " شعب النوم " " شعب الغفلة " " شعب الخيال " " شعب السكرات " " شعب الصمت " " شعب السكوت " " شعب الخنوع " " شعب الذلة " وهنا تكمن " الطامة " و " المصيبة العظمى " عندما تقع في النهاية على رؤوس الجميع وليس على رؤوس هؤلاء الناس البسطاء وحدهم !! في هذه اللحظة وحدها وبسبب هؤلاء " إسْتُغْفِلَ " كل الشعب ...
إستطاع هذا الشحرور رغم صغر حجمه ! أن يتجاوز فصائل " الغربان " بل إستطاع بذكائه أن يمتطي هذه الغربان حتى أوصلته الى ما يريد ... إستطاع أن يفاوض ويتظامن ويتحالف ويتآلف مع النسور ( آكِلَتْ الجيف ) وفق عهود ومواثيق وتنازلات ومعاقدات وأحلاف قد عَقَدَها معهم وأخلاق قائمة على الشراكة و " الحصصية " جديدة لا يعلمها إلا الله ( سبحانه ) ، ( ما خلا بوادر مرئية وتحليلات شخصية وإجتماعية ) ، حتى أنه تميز عدة مرات إشتغالة بمهام وأدوار ( القَوّادَة ) تارة في بيتها وتارة في " مواخير الدعارة " ! الكردية ! الصدرية ! المالكية ! السعودية ! الكويتية ! الأمريكية ! التركية ! وآخيرها وليس آخرها القطرية ! تحت عنوان : " المساعي الحميدة " مرةً لتقريب وجهات النظر : بين الوحوش والمتوحشين ومرة أخرى بين " الفاعل " و " المفعول به " حسب الرؤى المعتادة لدى هذا المسلك من حنكة ومكر ودهاء فاسد ، ستبقى آثار هذه " الحياكة " و " المؤامرة " و " شخوصها " الفاسدين : حاضرة في كتابة تأريخ العراق المعاصر وشواهده بالشكل الذي يُظْهِرْ جلياً التعاطي المقلوب مع هذا التاريخ ومع هذه الآثار وبالشكل الذي يُظْهِرْ حجم مأساة العراق في ظل إخفاء الحقائق والصمت والسكوت وعدم التمرد على الواقع المقلوب المؤثر في كل البنى الشعبية حتى من قبل مَن يُفْتَرَض بهم : الكشف عنه وإعلانها للناس ، كما ستبقى الأجيال الفتية الحاظرة والأجيال اللاحقة تعيش نفس حالة الركون والركود والخنوع لهذا الأثر الذي تسالم عليه هذا الجيل وتتعاطى مع واقعها وتأريخها بصورة سلبية ، نفس الذم ونفس الحال ونفس الواقع ونفس المشكلة ونفس المأسات في تعاطي الجمهور السلبي مع واقعه الوطني السابق مع الرموز " الدينية " و " السياسية " وتواطئها مع الاحتلال الأميركي ... هو التعاطي الذي دفع الشعب العراقي ثَمَنَهُ ولايزال يدفعه أنهاراً من دماء الأبرياء حتى الآن .
اليوم أدعياء الدين سواء كانوا " مجلسية " أو " دعوجية " أو " صدرية " كونهم المستفيدين من الوضع القائم الآن في العراق , كما يحاول الشحرور الآن " عمار الحكيم " أن يوحي للشعب العراقي ويقدم نفسه ومجلسه بديلاً لحكومة المالكي في دورة الأنتخابات " البرلمانية " المقبلة ، الحقيقة : ليس لأعتبار عمار الحكيم أكثر جدارة ومؤهلية لأدارة البلاد من المالكي وحزبه وليس كونه متمرساً أو صاحب تجربة سياسية فهذه الممارسة وهذه الأمكانية تبقى محدودة لم يكتب لها النجاح ! لأنها ليست حقيقية في مبادئها ولم يعبر مشوار المجلس السياسي الطويل عن هذه المباديء على أرض الواقع ، كلما لمسه الشارع من هذه الظاهرة !! هو الوعود وليس غير الوعود كنظائرها في العملية السياسية والأجتماعية إن لم يكن أكثر ، هذا هو الواقع لهذه الظاهرة الذي أفرزته الفترات الأنتخابية لحكم المجلس والقوائم التي إنضوت تحت لواء وبرامج المجلس السابقة ، ليس لهذا مما أثبتته التجارب السابقة في هذه الظاهرة ... بل لأنها إنتهجت برنامج وسلوك جديد أكثر سياسة و " دوبلوماسية " أكثر قرباً للأنتهازية منه الى الأعتدال الأجتماعي والموازنة والتغيير السياسي ، إستغلال وإنتهاز فشل حكومة المالكي ! هذا الفشل الذي لا تبرء أيدي البدلاء من حصوله ووقوعه كما ثبت تحرك " الشحرور " في جولاته " المكوكية " وتبعيته المشهورة الى أيران من جهة ، وتحالفه مع أذرع العمالة والخراب " الميليشياوية " من جهة أخرى ، حيث أن الجميع في خانة واحدة وبؤراً للفساد " السياسي " و " الأاخلاقي " و " الأقتصادي " وغيرها من مرافق الدولة ، الفساد المستشري في الجسد العراقي تعود عليهم بعوائد مالية ضخمة وهائلة تصب في خزائنهم التي لا تمتليء ولا تشبع أبداً كنار جهنم : ( ... هل أمتلئتي ... هل من مزيد ... ) كما ستنهال الفتاوى ( كما هو متوقع ) بين ليلة وضحاها من داخل العراق وخارجه " بعدم جواز " خروج المتظاهرين والمطالبة بحقوقهم !!! لأنهم يعرفون ويعلمون جيداً من المغتصب لحقوقهم ؟ ( دعوجي ، صدري ، حكيمي ، غيرهم ) ومع من ستقتسم هذه الغنائم ؟ وإلّا ما علاقة الولي الفقيه والحائري بالعراق ووضع العراق ؟ وغيرهم من الداخل ( كما حصل في التظاهرات السابقة 2011 ) .... تتعالى أصواتهم و يُصْدِرون الفتاوي بعدم شرعية التظاهر ؟ غَيْرَ أنّهُم يعلمون جيداً من هم مغتصبي السلطة من الشعب ؟ وهم بهذا يَحْجِرون على عقول الشعوب الاسلامية المنتهكة المظلومة !! فكيف نصبوا أنفسهم وكلاءً للأمام ( عليه السلام ) ونواباً له في غيبته الشريفة إنهم يخافون التغيير أن يطالهم إن عاجلاً أو آجلاً , إن الأحداث السياسية والأمنية الأخيرة في العراق قد أفرزت بشكل قاطع بأن أغلب رموز " المؤسسة الدينية " والسياسية والمؤسسات المرتبطة معها متفقين على نقطة أساسية واحدة , وهي إستغلال موارد الشعوب وخيراتها الى حد إذلالها وقتلها مقابل بقائهم مع حلفائهم الحكام في الداخل والخارج متربعين على صدور الشعوب .. ولكنهم مخطئون لأن أرادة الشعوب هي الأقوى وهي التي تمتلك زمام الأمور في التغيير وإتخاذ القرار الصائب بحق جلاديها من المستبدين والطغاة ولو بعد حين .
صفاء الهندي
التعليقات (2)
1 - Wast-Iraq
salaman al shamry - 2013-07-30 19:59:05
بارك الله فيك كانك في قلبي لا لهؤلاء السراق
2 - كلام سليم
صافي النشفي - 2013-08-01 13:03:51
هاذا اللون عليكي يجنن يشبه لون عيونك نظرات العالم ما تطمن احذر لا يحسدوناك هلا هلا هلا