أصبحنا كثيرا نسمعُ بكلمة الشجرة و خاصة في هذه الأيام ... و كي نعرفها جيدا علينا ان نطرح مجموعه من الأسئلة ... فيا تُرى ما هي هذه الشجرة و هل هي ذات معنى اقتصادي ام اخلاقي ام سياسي ام زراعي؟ هل يا ترى هي من النوع المُثمر ام من النوع الغير مُثمر ... هل هي زيتونة حنونه ام سروة لعينه؟ هل هي ذات المثلُ العربي خلف الأكمة ما خلفها؟ هل هي شجرة كبيرة طويلة ام شجرة صغيرة قصيرة؟ و يا ترى كم عُمرها؟ أهو ذات العام الذي وقعت به معركة الشجرة؟! ام هي ذاتها قصيدة الشجرة او كما تُسمى الشهيد التي أُستشهد صاحبها بعد نظمُها بعشرِ سنوات و تحت إسم ذات الشجرة كانت المعركة ؟... معركة التحدي و الرفض ...
يا ترى هل يصعدُ الإنسانُ على هذه الشجرة أم هي مُخصصة للقرود فقط؟ هل بحاجة لسُلم أم لِسلالم حتى يصعد عليها ... و هل هذا السُلم بدفتين ام بدِفه واحدة يحتاج جامعه من الناس كي تُثبته و تسمح بالصعود! و هل سيعرف كيف او عرف كيف ينزل من صعد عليها؟ و يا ترى أهي شجرة في فصل الخريف و سنجدها عاريه و نصورها أم سنجدها شجرة مُزينة بأغصانها و ورقها! و كلنا يعلم و هي عاريةٌ بالخريف لا حاجةَ لنا بها فلماذا نحتفظ بها و نتركها في حدائقنا تنمو و تكبُر؟ و في ربيعها نهجُرها و نسُبها و نقول لها أنت كنت سبب البلاء و كُنت خائبة ... أنت كحمزة لا بواكي لك؟ أهي ذات الشجرة التي نرميها بالحجر فترمينا بالثمر ؟ أهي ذات الشجرة التي و بهزة بسيطة ألقت الرُطب؟ أم هي ذات الشجرة التي نُقدسها و نرسُمها على كُراستُنا؟ ... يا ترى هل سقيناها ام تركناها تموت و بحال رويناها فبأي ماءٍ و بأي يدْ؟ و يا ترى هل هي شجرة موز و تحتاج ثمارها كل هذا الوقت لتخميرها (أي منذ عام 1991) و هل تؤكل فاكهتها مُقشرة أم تُطبخ على نارٍ هادئة؟ يا ترى هل تحتاج للتقنيب و التجميل و التأريخ و اللف احيانا؟ يا ترى هل هي في فلسطين ام هي فلسطين؟ و هل هي مزروعه في الغور ام في جبال نابلس ام في بساتين يافا؟ هل هي ذاتُها شجرة البُرتقال ام الليمون أم البلوط؟ هي ليست زيتون فالكل يزرع زيتون ...
يا تُرى هل أهلها يُعطونها على الثُلث لفلاحٍ فلسطيني بسيط كي يجنيها دونما أن يعتني بها؟ فهناك من يعتني بها و من خارج وطنها! أم يجنيها فلاح روسي او اثيوبي هاجر اليها قبل نحو عام؟ يا تُرى هل هي قريبة من القُدس ... المسجد الأقصى أجئت تزوره --- أم جئته قبل الضياع تودعه... أم يا ترى هي مزروعه في حُرشٍ إستعماري ... أهي الشجرة التي ستكبُر و تعيش ام هي الشجرة التي ستموتْ و تنتهي و كلاهما زُرعا في نفس الأسبوع و تحت نفس الهدف و بِبُدلٍ رسمية؟ أهي شجرة للزينة أم للإستثمار؟ يا ليتها تكون جوابا على سؤالٍ واحدٍ فقط ... يا ليتها سياسية فنُنهي مفاوضتنا ... يا ليتها اقتصادية فنحمي منتجاتنا ... يا ليتها زراعية نحميها و نوقف قلعها ... يا ليتها أخلاقية لا تتعرى في الخريف فتُخزي زارعها ... يا ليتها شجرة حقيقية حتى نُحسن التعامل معها ... يا ليتها من الأشجار دائمة الخُضرة ... يا ليتها قريبة و ليس بعيدة ... يا ليت أصحابها الجُدد و ليس القُدامى ينتبهون لها و يُفكرون و لو مرة واحدة بأنه لا توجد شجرة تُثمرُ في أربعةِ شهور!! فما بالكم اذا كانت كل السنوات الخوالي عجاف ... فهل سنحتاج لنبيٍ يوضح لنا حقيقتها ... يا ليتها هذه المرة تكون طيبة صائبة ... يا ليتها تكون محمية بحارسها و ليس بحراميها ... يا ليتها صاحبة ظل فنجلس تحتها أخوة متحابين ... يا ليتها كنز نتقاتل عليه فنتفق على قسمته ... و مهما كان نوعها فلن تُفسد للود قضية ...
التعليقات (0)