مواضيع اليوم

الشتاء العربي

mos sam

2012-09-15 15:19:34

0

كتبت هذا العنوان لتعليق لي  منذ أكثر من ستة أشهر تعليقا على  ما سمي  بالربيع العربي بعد أن بدات الفوضى في الثورات العربية للظهور وقد ذكرتني به اليوم إذاعة لندن في نشرة أخبارها الأولى واصفة ما يجري في العالم العربي اليوم بالشتاء العربي .
إستمعت إلى برامج المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء في المؤتمر الوطني   فوجدتها عبارة عن محاضرات خيالية  أو برامج حكومة طويلة الأمد لأربع أو ثماني سنوات . هل هؤلاء السادة  المرشحون يعيشون في أحلام اليقظة أم  أنهم يتلون مجرد إنشاء كتبه أكادميون يعيشون في عزلة عن الواقع   .  يا سادة حكومتكم القادمة حكومة طوارئ وأعداد للدستور وإنتخابات برلمان دائم وليست حكومة لتحقيق سياسات معينة طويلة الأمد  . الطوارئ التي أخترتم من أجلها  هي الأمن وسيطرة الحكومة على كل أرجاء ليبيا وجمع السلاح الثقيل والخفيف وتحريم حمله بما فيها السكاكين  كبقية العالم المتمدن  . لا أحد يحمل السلاح بكل أنواعه  سوى شرطة الحكومة والجيش وهو أحتكار لهما . الأمريكان سمحوا بأمتلاك السلاح الخفيف وسلاح الصيد داخل بيوتهم لكن الحملات الان تتصاعد لمنعه  بتاتا وهو دائما أحد مواضيع الحملات الأنتخابية . هكذا يستقر الأمن في بلادنا ويتم ما تسمون بالتصالح كل يخضع للقانون  وكل مجرم يحاسب وكل صاحب حق يعطى حقه .  وليست كل القوانين السارية صالحة للمرحلة الحالية ،  وقوانين الثورة يجب أن يسنها المؤتمر الوطني وتلغى القوانين التي سنت في عهد مهزلة المؤتمرات الشعبية . الشعب لا يريد خبزا ولا تعليما ولا صحة  قبل تحقيق أمنه . المواطن يريد أن ينام مستريحا وأن يخرج من بيته ليعود إلى عائلته . يريد شرطة تحترمه  وتنبهه إذا أخطا وتعاقبه إذا أجرم ، ولا تريد شبابا يدعي الثورة  يوقفهم في الشوارع ويطالبهم بجوازات سفرهم  وهم في طريقهم إلى أعمالهم داخل وطنهم . الثائر الحقيقي لا يدعي الثورة ولا يظهر للعيان تواضعا  لانه أدى واجبه الوطني ورجع إلى أهله وعمله ، وليس الثائرالمستغل الذي يطالب بالثمن والمرتب لجهاده  دون عمل يؤديه  ويهدد بالسلاح إذا منع عنه . الجنود في الحروب تحارب وتموت وتجرح وبعد إنتهاء الحرب يرجعون الى بيوتهم  وعملهم أسوة بغيرهم من المواطنين ويعالج من جرح منهم في المستشفيات التي يعالج فيها المواطنون العاديون  ويرجعون إلى عملهم الأصلي إذا كان لهم عمل , أو يبحثون عن عمل لكسب رزقهم  ولو بكنس الشوارع . والحكومة ليست ملزمة بتوفير وظيفة أو عمل لكل مواطن , الحكومة تشجع إنشاء مشاريع المصانع والمزارع والتجارة لخلق فرص العمل لمن يبحث عن عمل . والمواطن يجب أن يبحث عن العمل بنفسه حسب مؤهلاته وقدراته ولا يفرض فرضا على إدارة أو شركة  . يقولون عندنا بطالة  ونحن نستورد ملايين العمال . لدينا خريجون متعطلون ونستورد المعلمين والأطباء والمهندسين والقانونيين حتى يقوموا بأعمالنا ، ونحن نجلس على الكراسي في المكتب والمقاهي  ونقبض المرتبات والهبات  الحكومية . المرتبات يجب ان تعطى لمن يقدم عملا منتجا ، والمساعدات الأجتماعية  تعطى للمعاقين والمحتاجين والمتعطلين مؤقتا .  و القروض يجب أن تعطى لمن يريد سكنا حقا مع الأشراف المصرفي أو الحكومي على بنائه . وللمستتمر الذي يتبث أنه يريد إنشاء مشروع مدروس مضمون وترجع  القروض على دفعات من المرتب أو الأجرأو الأرباح  . هكذا تدار شئون الدول . كنت أتمنى أن نسمع من مرشحي رئاسة مجلس الوزراء مشاريع مفصلة لجمع السلاح وتقوية قوات الأمن وإنشاء جيش قوي فقط  وبالتفاصيل حتى يعرف الجميع ماذا يراد منهم  ويطمأنوا بان ما يقال مخطط للتنفيذ وليس للحفظ في دواليب المكاتب . اما الخبز والعلاج والتعليم فهو من إختصاص الحكومة البرلمانية القادمة بعد سنة وبضعة أشهر . أعضاء الحكومة الأنتقالية والمجلس الأنتقالي  كانوا يوزعون الأموال خوفا من أن يساقوا إلى السجن او يتعرضوا للأعتداء  وكنا نسمع  كلاما عاما ووعودا من نسج الخيال تذهب مع رياح الواقع الأليم.  سمعنا  الكلام الخطابي كثيرا ولم نرى شيئا حتى عم الطوفان،  وطغى حاملوا السلاح وفرضوا على الحكومة الأن  حكمهم  ومشاركتهم الحكم . وإلا ما معني إستعمال الثوار كقوات أمن يسجنون من أرادوا ويطلقون سراح أفرادهم وأصحابهم يعبثون في الأرض فسادا تحت تهديد البندقية  والشرطة الرسمية وقوات الجيش تحمي الجماعات المتطرفة التي تهدم وتفسد في الأرض  وقد رأيتهم بعيني وهم يهدمون جامع سيدي الشعاب  والشرطة تحميهم وتمنع المرور حتى يتموا تدميرهم  وهذا ما حصل في كل أرجاء البلاد . 
نحن كلنا في إعلامنا ومجالسنا المختارة والمنتخبة  ننتقد الحكومات  ونطالب بمحاسبتها وعندما تتاح فرصة التغيير نعين من كنا ننتقده ونتهمه . الم يحدث هذا في المؤتمر الوطني أخيرا ، لقد قامت الدنيا وقعدت و ثارت على المكتب التنفيذي والحكومة الأنتقالية  بتقصيرهما ووجه لهما البعض تهم الأستغلال وطالب الكثيرون بمحاسبتهما اين ذهبت البلايين ، وعندما حان الوقت للتغيير وتعيين حكومة جديدة إنتخب المؤتمرالوطني العام النائب الأول لرئيس الحكومة المؤقتة  رئيسا ،  مع إحترامي لشخصية رئيس الوزراء الجديد ومؤهلاته . ماذا يعني هذا ؟ أنها سياسة شيلني ونشيلك ، وأن  كل من أختير أوإنتخب يفكر في مصلحته ومجاملة الأخر للأخر والتمتع بكراسي الحكم والأمتيازات . أما الأمن ومصلحة الشعب فستتم مع الزمن كما يقولون . الكل يعرف إن الأمور تزداد تأزما وأن السيل قد يلغ الزبى . حتى أن العالم المتحضر الذي كان   يشيد  بثورة الشباب العربي أثناء الثورة اصبحت ليبيا في نظره عبارة عن مجموعة من المليشيات الأرهابية بشكل أسوا ما يجري في أفغانستان والعراق .  وأصبحنا نسمع في الأعلام الغربي كلمة الشتاء العربي بدلا من الربيع العربي الذي أطلقوه على الثورات العربية . وأصبحت حكومات الدول الغربية تندم  على دعمها للثورات العربية  ضد الطغاة  وسوف تحاسب على هذا من شعوبها في أية إنتخابات قادمة . واليوم بدأ الأعداد والتفكير في تدخل أمريكا وحلفاؤها في شئون الدول العربية   كما تدخلوا في أفغانستان  والعراق بحجة حفظ الأمن  والقضاء على خلايا القاعدة التي أحييت في بلاد الثورات العربية وفي ليبيا بالذات تحت مسميات  مختلفة  هدفها واحد هو هدف القاعدة وتتبع سياسات مختلفة يمليها الظواهري من مخبئه ، ألم يكن من الأخوان المسلمين في مصر ؟ بعض هذه الخلايا تسعى للوصول ألى الحكم لتنفيذ أهدافها من مركز السلطة  كالأخوان المسلمين،  وبعضها تعلن الجهاد جهارا وتنفذ أهدافها بأياديها كالسلفيين وأنصار الشريعة الخ . اليس ما حدث  في بنغازي وقتل السفير الأمريكي وأربعة من رجاله  يوم 11 ستمبربالذات دليلا على سير هذا القوى تحت شعار الأسلام في ركاب القاعدة وتنفيذ مشاريعها الأرهابية . ومع هذا نحاول تغطية الواقع بالغربال . وسوف يندم الليبيون  حيث لا ينفع الندم   .  
   
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !