بسم الله الرحمن الرحيم
توهم وجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم
زعموا انه في القرآن الكريم أخطاء نحوية من قبيل رفع ما خصه النصب او الجر ,او نصب ما خصه الرفع او الجر .............الخ
وفيما يلي مجموعة من شبهاتهم التي استندوا إليها :-
1- قال تعالى في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124 زعموا هنا ان هناك خطاء نحويا فقد نصب إِبْرَاهِيمَ وهو فاعل خصه الرفع وكذلك رفع المفعول (رَبُّهُ) وكذا في (الظَّالِمِينَ)وهو في ظنهم فاعل ل(يَنَالُ) ونرفع هذا الإشكال من خلال أراء العلماء وكما يلي:-
أولا:-قرأ ابو حنيفة وهي قراءة ابن عباس رضي الله عنه ((إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ))رفع إبراهيم ونصب ربه والمعنى انه دعاه بكلمات من الدعاء فعل المختبر هل يجيبه ام لا ؟
فان قلت الفاعل في القراءة الأولى المشهورة يلي الفعل في التقدير فيتعلق الضمير به إضمار قبل الذكر ,قلت الإضمار قبل الذكر إن يقال ((ابتلى ربه إبراهيم فإما ابتلي إبراهيم ربه او ابتلى ربه إبراهيم ,فليس واحد منهما بإضمار قبل الذكر (1)
أما في الأول فقد ذكر فيه صاحب الضمير قبل الضمير ذكرا ظاهرا
وأما الثاني فإبراهيم فيه مقدم في المعنى وليس كذلك ابتلى إبراهيم ربه فان الضمير فيه مقدم لفظا ومعنى ولا سبيل إلى صحته (2)
ثانيا:-سبب بلاغي وهو إفادة الاهتمام بمن وقع به الابتلاء او من المعلوم فان الله هو المبتلي , وإبراهيم عليه السلام هو جد العرب لابنه إسماعيل , والقصة هنا مسوقة إلى دفع العرب إلى إتباع سنة أبيهم ونبيهم إبراهيم في امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه (3)
2- في قراءة عبد الله (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِونَ) وقد فسر ذلك لان ما نالك فقد نلته كما تقول ((نلت خبرك )و((نالني خبرك)(4)
3- قال الزجاج :- والقراءة الجيدة هي على النصب لان المصحف هكذا وجد فيه والمعني بالرفع او النصب هو واحد لان النيل مشتمل على العهد (5)
4- هذا هو المشهور على جعل العهد هو الفاعل ,ويقرأ الظالمون على العكس , والمعنيان متقاربان لان كل ما نلت فقد نالك (6)
مصادر وهوامش:-
1-الكشاف للزمخشري:210/1
2-نفس المصدر السابق 210/1
3-كمال اللغة القرآنية لمحمد محمد داود 62
4-معاني القران للفراء :76/1وينظر إعراب القران للنحاس 97/1
5-معاني القران وأعرابه للزجاج 205/1وينظر كمال اللغة القرآنية ل د. محمد محمد داود 64
التعليقات (0)