{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }
الجزء3
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:
{يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ }التوبة62
الشبهة التي أثارها الحاقدون :
جاء الضمير في ((يُرْضُوهُ)) مفرداُ
والصواب – حسب زعمهم- أن يقال ((يُرْضُوهُما))
يمكن الرد على الأشكال النحوي من خلال ما يأتي:
أ- لم يقل (((يُرْضُوهُما)) لان المعنى يدل عليه فحذف استخفافاً ((أي لخفة في الكلام ولسهولة النطق))
والمعنى هنا (( الله أحق أن يُرْضُوهُ )) و((الرسول أحق أن يُرْضُوهُ)) وكما قال الشاعر :
فمن بما عدنا وأنت بما عندك راض والأمر مختلف
ومعنى البيت الشعري إي نحن راضون وأنت بما عندك راض ِ (1)
ب- أنما وحد الضمير لأنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا الرسول فكانا في حكم مرضي واحد كقولك
:أحسان زيد وأجماله أفرحني وصبرني , وأي الله أحق أن يُرْضُوهُ ورسوله كذلك (2)
ج- وحد الضمير هنا ((يُرْضُوهُ)) لتلازم الرضاء ين , و أما أفراد الضمير في يُرْضُوهُ فهو أما للتعظيم
للجانب اللاهي بإفراد بالذكر أو لكونه لا فرق لا فرق بين رضا الله ورضا رسوله (3)
د- قال سيبويه : والله أحق أن يُرْضُوهُ , ورسوله أحق أن يُرْضُوهُ ثم حذف الأخير ,
وقال محمد بن يزيد ليس في الكلام حذف وإما جاء التقدير والله أحق أن يُرْضُوهُ ورسوله , على التقديم والتأخير (4)
هاء - أرادة عود الضمير على الأول , وهو اسم الجلالة , وفيه أشارة إلى الجمع بين إرضاء الله
وإرضاء الرسول على طريق (العطف ) مع التعريف بين الارضاءين عن طريق أفراد الضمير وعوده على اسم الجلالة وحده .
وكما قال ضابئ بن الحارث
فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني و قيار بها لـغـريب
فافرد الخبر في (( غريب )) مع إن اسم (إن ) اثنان , للإشارة إلى إحدى الغربتين مخالفة إلى الأخرى
, والخبر بالقطع متعلق بضمير المتكلم((فاني )) لاقترانه بلام الابتداء وهما متعلقتان ((إن )) وعلى هذا
جاء نظم الآية شاملاً فيها الجمع والفرق ,فالجمع بواو العطف , والفرق بإفراد الضمير واختصاصه لفظ
الجلالة (5)
هوامش ومصادر:
1- معني القران وأعرابه للزجاج بتحقيق د. عبد الجليل عبده شلبي 458/2
2- الكشاف لأبي القاسم الزمخشري 272/ 2
3- أعراب القران لابي جعفر النحاس
4- أعراب القران لابي جعفر النحاس التحقيق د.محمد احمد قاسم 235/2 وينظر مشكل أعراب القران لأبي مكي بن أبي طالب القيسي ,تحقيق د.حاتم الضامن :331 وينظر معاني القران للفراء 445/1
5- كتمام اللغة القرآنية محمد محمد داود :40-41
التعليقات (0)