الشبهات النحوية في القرآن الكريم -جزء-6-

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }

قال تعالى في محكم كتابه العزيز :

{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الشعراء16

الشبهة التي أثارها الحاقدون :

{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الشعراء16

حيث جاء اسم أن مثنى وخبرها مفرد

الصواب – حسب زعم هؤلاء - إِنَّا رَسُولاُ رَبِّ الْعَالَمِينَ

ويرد على هذا الوهم من خلال ما يأتي:

1- أنما قال( رسول ) بالأفراد لوجهين : احدهما أريد به الجنس ,فما أريد بهِ الجنس وحًد . لو أريد بهِ

العدد لثنى .

الأمر الثاني أن يكون رسول هنا بمعنى رسالة كما قال لشاعر

وما أرسلتهم برسول ....

أي برسالة والتقدير أنا ذو رسالة رب العالمين , فحذف المضاف وقيم المضاف اليه مقامه (1)

2- في أفراد (رسول ) أوجه منها :

هو مصدر رسالة : إي ذو رسول , وإنا رسالة على المبالغة

الوجه الأخر: انه اكتفى بأحدهما أذا كانا على أمر واحد

الوجه الثالث : أن موسى كان هو الأصل وهارون كان تبع له , فذكر هنا الاصل (2)

3- لكونهما ذوو شريعة واحدة فكأنهما رسول واحد و أريد بهِ بقوله أنا ( وكل واحد منا رسول )(3)

4- قال الزمخشري : والشاهد هنا رسول بمعنى الرسالة (4) كقول الشاعر:

              لقد كذب الواشون ما فُهمت                 عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول .

5- قال أبو عبيدة مجازة : أنا رسالة رب العالمين (5)
قال عباس ابن مرداس :

                     ألا من يبلغ عني خفافاً                        رسولاً بيت اهلك متقاها

قال كثير عزة

لقد كذب الواشون ......

وقال الاخفش وهذا يشبه أن يكون مثل العدو (هما عدو لي ))(6)

6- تستعمل كلمة رسول للمفرد والجمع ومن ذلك قول أبي ذوئيب الهذلي :

                ألكني إليها وخبر الرسول                           لي أعلمهم بنواحي الخبر

فستعمل الرسول هنا بمعنى الرسل (7)

مصادر وهوامش

1- البيان في أعراب غريب معني القران لابن الانباري 176/2
2- إملاء من مًن به الرحمن لأبي البقاء العكبري 167 / 2
3- البحر المحيط لأبي حيان التوحيدي :13 / السابع
4- الكشاف الزمخشري : 310-311 / 3

 5- مجاز القران لأبي عبيدة :224
6- معاني القران الاخفش الأوسط :461 وينظر أعراب القران وبيان معانيه لمحي الدين درويش 393
7- كمال اللغة القرآنية : محمد محمد درويش 47