توهم عدم المطابقة في النوع
زعموا أن القران الكريم قد خالف قاعدة المطابقة في النوع بين العدد والمعدود
اي مخالفة القاعدة الجارية في تميز العدد واسندوا لذلك ثلاث آيات:
الآية الثانية :
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الأعراف160
حيث جاء العدد مؤنثاً (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) والمعدود مذكر ((أَسْبَاطاً))
والجواب على هذا الأشكال النحوي من خلال أراء العلماء:
1- أنث اثنتي عشرة لان التقدير هو اثنتي عشرة امة (1)..
2- المعنى قطعناهم اثنتي عشرة فرقة أسباطا . من نعت (فرقة) كأنه قال : جعلناهم أسباطا وفرقناهم أسباطا فيكون بدلا من اثنتي عشرة وهو الأوجه .(2)
3- (أسباطا ) ليس تمييزا لأنه جمع , وإنما هو بدل من (اثنتي عشرة ) بدل كل من كل والتمييز محذوف , اي اثنتي عشرة فرقة , ولو كان (أسباطا ) هو التمييز عن اثنتي عشرة بتذكيرها لذكر العدد ولقيل : اثنتي عشرة بتذكيرهما وتجريدهما من علاقة التأنيث لان السبط –واحد الأسباط وهو مذكر (3)
4- قال ( اثنتي عشرة ) والسبط ذكر لان بعده أمم , فذهب الى التأنيث إلى أمم ولو كان ((اثنتي عشر )) لتذكير السبط كان جائزا (4)
5- للحذف في الآية الكريمة دلالة بلاغية .
وهو الاستغناء عن التمييز المفهوم من السياق ((قبيلة )) ((فرقة )) واثبات ما ليس مفهوما و لا عهد للمخاطبين به ,وهو أسباط ,فالعرب تعرف القبيلة وتعرف أيضا الفرقة .لكنها لا تعرف معنى السبط وهو مرادف الى معنى القبيلة عند اليهود .كما ان جاءت كلمة اسباطا بالجمع لتتناسب ومعنى التقطيع والتفرقة (5)
هوامش ومصادر:
1- املاء ما من به الرحمن لأبي البقاء : 287/1
2- معاني القران وأعرابه :للزجاج : 382/2
3- أعراب القران وبيان معانيه /الدرويش :62/3 وينظر الكشاف :58
4- معاني القران للفراء :398/1 وينظر أعراب القران للنحاس 66/2
5- كمال اللغة القرآنية لمحمد محمد داود :54
التعليقات (0)