مواضيع اليوم

الشباب واستيراد الثقافات

راميار فارس الهركي

2011-10-10 08:25:40

0

مفهوم استيراد الثقافات كان مبهم لدى الكثير من الشباب العراقي خاصة والعربي عامة ، ذلك ان المجتمعات العربية تميزت ومنذ القدم ببيئة خاصة تختلف اختلافاً جذريا عن باقي البيئات الاجتماعية على وجه البسيطة.

في السنوات الاخيرة بدأت مجتمعات عربية بعملية استيراد ثقافات كانت يوم ما غريبة وغير مفهومة وجوبهت بالرفض القاطع من قبل الجميع ، اما اليوم فقد باتت هذه الثقافات جزءاً لا يتجزاء من كل تركيبة اجتماعية عربية .

والعراق هو احدى الدول ، التي ساهمت ظروفها الصعبة والمتردية على اتسيراد ثقافات جديدة ضحاياها الشباب العراقي وسط مجتمع يعد من اكبر المجتمعات العربية من حيث الالتزام بالعادات والاعراف والتقاليد المدنية والقبلية ، كما هو معروف لدى الجميع ان كل حضارة وبنية اجتماعية تمر بثلاث مراحل اساسية وهي مراحل النشوء ، والازدهار ، والانحلال ، والبنية الاجتماعية في العراق ، ونتيجة للحروب والصراعات التي ما تزال تلقي بظلالها على كل فرد من ابناء هذا البلد ، عانت الكثير من الثغرات التي نفذت من خلالها جميع الثقافات الغريبة والامور الغير محببة لدى هذا المجتمع.

والادهى من ذلك ان الجيل الجديد من الشباب ساهم وبشكل ملفت للنظر على انتشار مثل هكذا ثقافات حتى ان البعض يصف احيانا المجتمع العراقي بأنه من المجتمعات الكبرى الخاصة بأستيراد الثقافات الغريبة والسلوكيات الغير محببة ، ولا استطيع ان اجزم صحة هذا القول من عدمه لكن المؤشرات على ارض الواقع تؤكد ان الشاب العراقي اندمج وتأقلم بالثقافات المستوردة ومن الصعب ان يتخلى عنها اليوم بعد موجة الانفتاح الكبير الذي صاحب الاحتلال الامريكي وسوء الاوضاع الامنية وضعف السلطات القضائية .

فالعيش في بلد ما يزال يترنح نتيجة الحروب والصراعات السياسية والظروف الامنية يدفع بابناء الجيل الجديد الى تقمص ثقافات وسلوكيات جديدة لم تكن مألوفة لدى الاهل بهدف التعبير عن مايتخلج في صدورهم من هموم ومعاناة .

ارتداء الملابس الغريبة وطبع الاوشام على الصدور والاذرع والتفنن في قصات الشعر الغريبة والتغيير المتعمد نحو الاسوء في سلوكيات الشخص وميل البعض الى تقليد الفتيات والتلكم بلغة وعبارات غير مفهمة ، كلها ثقافة مستوردة تعكس صور سلبية على ابناء هذا المجتمع او ذاك.

انه لمن الصعب القضاء على هذه الظواهر والحد من انتشارها بين الشباب اذا لم يقومون هم انفسهم بتغير ما اعتادوا وتالفوا عليه والعودة الى ثقافتهم الاصلية دون اللجوء الى ثقافات مستوردة .

ان عملية استيراد الثقافات الغامضة والغير معروفة لا تقتصر على الشباب العراقي فقط بل وجميع الشباب العربي مما سيخلق جيل جديد من الشباب البعيد كل البعد عن الثقافة الام .


راميار فارس الهركي

كاتب وصحافي من العراق

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !