مواضيع اليوم

الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل

حسن الطوالبة

2011-11-14 13:52:35

0

 المجتمع الذي ينقص عدد الشباب فيه, هو مجتمع خامل لا يقوى على التطور والنمو ولذلك تحرص الدول على تحقيق الموازنة في مكونات المجتمع. وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية, كانت أول معضلة تواجه بعض الدول مثل ألمانيا هي قلة عدد الشباب فيها, ولذلك فتحت باب الهجرة على مصراعيه من دول الجنوب. وبالذات من تركيا والبلدان العربية .

أما في الأقطار العربية فأنها تزخر بالشباب , رغم ما قدمته من تضحيات دفاعا عن الأرض العربية , وبالذات ارض فلسطين والجولان وسيناء وجنوب لبنان . ولكن قلما نجد اهتماما من الحكومات العربية بالشباب, بل هم عرضة للاضطهاد والفقر والبطالة والحرمان الفكري والسياسي والاجتماعي. ونتيجة هذا الحرمان تراكمت العقد والاحتقان, حتى جاءت اللحظة المناسبة, فكان الانفجار الذي عم معظم الأقطار العربية من المغرب إلى مصر ثم بلدان المشرق العربي.

الانتفاضات الشبابية فتحت عيون المسئولين على أهمية الشباب. في حين أن الشباب موجودون ولم ينالوا أي اهتمام. وقد كتبت أكثر من مقالة حول الشباب , وضرورة الاهتمام بهم , ومنحهم قدرا من الحرية , وبالذات حرية الرأي والقول والانتماء إلى الأحزاب . ولكن الحزبية إلى وقت قريب كانت تهمة قد تؤدي بقائلها إلى نتائج لا تحمد عقباها . وخلال تدريسي مادة التربية الوطنية , وبالذات في حصة قانون الأحزاب كنت اسأل من ينتمي إلى الأحزاب , كان الجواب " تريد تورطنا , نريد أن نعيش , نريد السلامة ."

المهم أننا في الأردن استوعبنا الدرس. وبدأنا العلاج , وكان الملك عبد الله الثاني هو قائد الانفتاح على الشباب والمجتمع معا , وداعيا إلى الإصلاح الحقيقي , ولاسيما  الإصلاح السياسي ,بإقرار قانون الانتخاب جديد يلغي قانون الصوت الواحد . وقانون أحزاب جديد أيضا. لا يضع عقبات كبيرة أمام التجمعات الشعبية التي ترغب في تأسيس الأحزاب.والأمر موكول للحكومة , وهي في امتحان أمام الملك والشعب.

وكخطوة على الجدية في هذا الأمر , فقد حضر جلالته مؤتمر , الشباب في البحر الميت . وتكلم بوضوح وصراحة عن أحقية الشباب في الانتماء إلى الأحزاب , ومشاركتهم في الحياة السياسية العامة .

لماذا الاهتمام بالشباب ؟

ـ لأن الشباب يعيش فترة أطول بالمقارنة مع غيره من مراحل عمر الإنسان الأخرى, لذا فان الفترة التي توكل للشباب في بناء المستقبل المطلوب ضمن عملية التغيير ستكون أطول. وعليه لا يكفي أن يجري الاهتمام بالشباب , في إطار عملية الاهتمام ألعامه التي تجري لعموم المجتمع , ولكي يساهم الشباب بشكل فعال في عملية التغيير ,فهم بحاجة إلى تركيز خاص في الاهتمام , والى برنامج خاص , بالإضافة إلى البرنامج العام الخاص بكل المجتمع . من اجل أن يكون دورهم دورا ايجابيا وفعالا في عملية التغيير . وبذلك تكون صياغتهم صحيحة .ولما  كانت عملية التغيير طويلة, والشباب عمرهم طويل, فهم المؤهلون لهذا الدور الذي يتطلب زمنا أطول.

ـ لان الشباب أقدر على التعامل مع مستجدات التطور التقني والعلمي, وأكثر حيوية في الحركة داخل المجتمع.وأكثر تحملا للمصاعب , ولاسيما إذا تسلحوا بالإيمان الوطني . صحيح أن الكبار أكثر تجربة  , ولكن نمط معالجاتهم تتناسب مع عمرهم .

فالقيادة الناجحة للشباب هي منهم, وليس ممن هم اكبر منهم سنا. وهذا لا يعني إلغاء دور كبار السن, بل إن دورهم ينحصر في الإرشاد, ووضع خبراتهم أمام الشباب.

ولا يجوز التطير من بعض الانحرافات السلوكية لدى الشباب, لان هذه الثغرات في سلوكهم متأتية من سلبيات المجتمع, وهي متناسبة ومتوازنة في حجمها ونوعها مع عمرهم الشبابي. ومهما قيل عن هذه الثغرات عند الشباب, فهي اقل بالقياس إلى مقدار ثغرات السلوك لدى الأفراد الأكبر سنا. وعليه فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار

كيفية استعداد الشباب لعملية التكيف والتطور مع تأثيرات الأفكار الجديدة في عملية التغيير .

ـ إن عملية الأعداد الفكري والثقافي ,من أهم مرتكزات بناء  الشباب , وتبدأ عملية الإعداد من الصفوف الأولى في الروضة مرورا بكل مراحل الدراسة حتى أعلى مرتبة علمية في الجامعة . ولكن للأسف إن هذا الموضوع لم يأخذ الاهتمام اللازم

من المعنيين بالعملية التعليمية والتربوية والإعلامية, ويعد درس التربية الوطنية درسا ثانويا يكمل الدروس الأخرى ويزيد معدلها بدون جهد حقيقي, أو تفاعل ميداني لتطبيق مادة التربية الوطنية.

ـ تكونت لدى الشباب نظرة سلبية عن الأحزاب عندنا, لكثرة ما تم تشويهها من قبل الأجهزة الأمنية. ووصل الأمر حد " شيطنتها ", ولذلك فمن الصعوبة أن يقبل الشباب على الانضمام إلى الأحزاب القائمة بالشكل المرجو. وقد يكون أمامهم فرصة

تكوين أحزاب شبابية , قائمة على الإيمان الوطني والقومي , لتجسيد مبادئ الثورة العربية الكبرى .

 بالمقابل فان الأحزاب القائمة أمامها فرصة ذهبية للكسب الحزبي من الشباب , إذا توفرت لديهم قدرة إقناع الشباب بمبادئ أحزابهم , واليات عملها . إن الأحزاب القائمة لديها مبادئ وعقيدة لا يجوز تخطيها لأنها من الثوابت , وما عدى ذلك كل شيء قابل للتطور , لأنه لا توجد نظريات جامدة بالمطلق , وقد أثبتت الأيام زوال النظريات الجامدة , واضطر أصحابها إلى التجديد والتطور .

إن التطور من سمات العصر الحديث , ومن لا يؤمن بالتطور مآله الفشل . والشباب

 يقبلون على التطور بطبعهم . ولذلك فهم الأقدر على صياغة خطهم الفكري دون تدخل يفسد المسار الشبابي. والأمل أن يتخلى الشباب عن التعصب العشائري الذي افسد الحياة الجامعية خلال السنوات الماضية. وان يعتنوا بالثقافة العامة إلى جانب الاختصاص. والدعوة المخلصة هي رفع الوصاية عن الشباب , وخاصة من الجهات الأمنية المعنية . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !