الشباب المسلم الواعد أمة يهدون بالحق و به يعدلون
يتردد كثيراً مصطلح الأمة في بعض الأحيان عند كل مهتم بدراسة التاريخ أو ما شابه ذلك، فهذه المفردة تحمل بين طياتها العديد من التفرعات في معنى الذي تشير إليه، فالأمة قد عرفها أهل الاصطلاح بأنها مجموعة من البشر يربط بعضهم بعضا و تربطهم مجموعة من الروافد المشتركة بينهم كالبعد التاريخي، أو الدين أو اللغة و الوحدة الاجتماعية هي اللون الغالب عليهم فهم على يقين لا يقبل الشك بأن في الوحدة قوة و صلابة في مواجهة أعتى رياح الشر و الطغيان وفي التفرقة الذلة و الهوان و الانكسار، فعندما نقرأ التاريخ بإمعان فإنه حافل بالكثير من الأحداث التي تركت خلفها سجلاً تفتخر به الأجيال القادمة، ولنا في قصص المآسي و شتى ألوان المصاعب و العذاب الذي لاقاه المسلمون الأوائل في بداية ظهور الإسلام ففيها العضة و الحكم البليغة ذات الفوائد العظيمة، فهم أمة تسلحت بسلاح القوة و الوحدة الأخوية الصادقة فأصبحت فيما بعد منهج رسالي لكل مُصلح يسعى لإنقاذ الشباب من وهم الفساد و شبح المخدرات و الانحطاط الأخلاقي و مستنقعات السقوط الاجتماعي، ولعلنا نجد في الشباب المسلم الواعد و مشروعهم الإصلاحي و سعيهم الجاد في انتشال هذه الشريحة من منكرات الانحراف و الشذوذ الجنسي و الإفراط في تعاطي المخدرات، فنرى أن أصحاب هذا المشروع الشبابي الناجح قد أصبح قولاً و فعلاً أحد مصاديق قوله تعالى ( و ممَنْ خلقنا أمة يهدون بالحق و به يعدلون ) فهؤلاء الفتية قد طرحوا المقومات الصحيحة لبناء الفرد و الأسرة المتوافقة مع معطيات الشريعة السمحاء، أيضاً استطاعوا التصدي الحازم لكل مشاريع الفكر التكفيري لدعاة البدع و الشبهات الضالة، طرحوا بفكرهم النير جواهر الفكر الإسلامي، قدموا الأنموذج الأمثل لبناء الشاب الصالح عبر نشر ثقافة الإنسان المعتدل و منهاجه الوسطي الناجح، رسالتهم تحمل مضامين السماء فيعملون على نشر ومن خلال عدة وسائل و حسب الإمكانيات المتاحة وبما يتناسب مع قدراتهم و طاقاتهم الشبابية الوهاجة، فنرى مهرجانات الشور و الراب اللاسلامي تصدح بقيم و مبادئ ديننا الحنيف و تهدف إلى إقامة الوحدة الإنسانية و نبذ الخلافات التي لا طائل من ورائها ولا جدوى من نتائجها، فبعد النجاحات الباهرة التي حققتها هذا المهرجانات الإبداعية في كل شيء فقد نالت استحسان فئة الشباب و باتت تشكل لهم الملاذ الآمن من سلبيات السقوط في عالم الانحرافات الاجتماعية و الأخلاقية فلم تنحصر في النطاق المحلي بل تعدته إلى الإطار العالمي فقد تفاعل الكثير منهم مع هذه التحفة الفنية الشبابية فحقاً أن الشباب المسلم الواعد أمة يهدون بالحق و به يعدلون فنحن الآباء أمام مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا بأن نكون خير آباءٍ لخير الأبناء فنقدم لهم ما يحميهم من مخاطر التيه و الانحراف عبر حثهم على التوجه نحو الانخراط في طرق الشباب الصالح و الذوبان في مشاريعها المستقيمة لمشروع الشباب المسلم الواعد و كل ما من شأنه أن يعود عليهم بالنتائج الطيبة .
https://www.youtube.com/watch?v=6I9dVblLLno
بقلم /// الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)