مواضيع اليوم

الشاعر الروسي مايكوفسكي -2-

عبد الهادي فنجان الساعدي
(2)

ما يكوفسكي شاعر الثورة الروسية كما هو رجل الثورة الروسية. مواقفه الثورية لا تنسى. لقد حول المنجزات الصناعية التي دعا اليها اولا بقصائد.. حولها الى اغاني ثورية وبدأت الطبقة العاملة تغنيها. من مواقفه التي توصف بالجدية، موقفه من الانتماء الى الحزب الشيوعي السوفيتي عندما وقف امام المسؤولين الحزبيين وسألهم سؤالا محيرا عندما طالبوه بواجبات التزامه بالحزب، قال لهم: هل تريدون مايكوفسكي الشيوعي المنتظم ام تريدون مايكوفسكي الشاعر؟ .. لقد صدمهم بهذا السؤال الا انهم اجابوا اخيرا بكل وضوح...نريد مايكوفسكي الشاعر..وكانت تلك نقطة البداية التي حسم بها الصراع بين التقليد والابداع.
يقول الروائي الروسي العظيم بوريس باسترناك صاحب اشهر رواية روسية في القرن الماضي "الدكتور زيفاكو" يقول لقد كان مايكوفسكي –ببساطة – خلية حية للثفافة الانسانية وكان قد رسم مستقبله.. وفي هذا المعنى فان ثوريته، ثورية مستقبلية تماما ولم تولد نتيجة الاحداث التاريخية فقط، وانما نتيجة طرازه وتكوينه وفكره وصوته، لقد كان مايكوفسكي يحلم بالثورة قبل إن تحدث، إن ثوريته، ثورية فطرية اصيلة وذاتية تماما حتى انني لا اخشى من الاعلان هنا: انها ذات طابع فردي وبمقدورها إن تتنافس مع الطراز المعترف به لثورتنا( ).
لقد ضمن الكاتب بوريس باسترناك حديثه سؤالا مهما نقل به الحيرة الى اذهان الحاضرين وهو الكاتب المعروف بجرأته في كل الميادين الثقافية وخصوصا عندما ادان الكثير من الممارسات الثورية الخاطئة ضمن رواياته العديدة وخصوصا روايته التي اشرنا اليها في مقدمة الحديث... والسؤال المهم هو "إن ذلك اذهلني فيه رأسا.. كنت اقف امام ضرورة التأمل في هذه المعجزة.. ما هو الشيء الخاص في ابداع ما يكوفسكي؟"( ).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !