مواضيع اليوم

الشاعر الدكتور عبدالحكيم الزبيدي : الجوائز لا تصنع المبدع ولكنها ....؟

عمر شريقي

2009-05-06 19:49:21

0

الشاعر الدكتور عبد الحكيم الزبيدي

 أنا شاعر مقل، ولا أدّعي أنني ناقد ،،

الجوائز لا تصنع المبدع ولكنها اعتراف بهذا الإبداع ..

هذا هو هدفي من نشر الموقع الالكتروني !!

-----------------------------------------------

حاوره : عمر شريقي

---------------------

 

الدكتور عبدالحكيم الزبيدي صوت شعري متميز له خصوصيته ،، لكأن القصيدة عنده تذّوب الشمس والسكر معا عند شروقها ، وشاعرنا شخصية أدبية متميزة فهو كاتب وشاعر وباحث له أثر أدبي كبير جدا ، ويحمل الدكتوراه في الإدارة الطبية من جامعة أبردين بالمملكة المتحدة وبكالوريوس في إدارة الخدمات الطبية من الولايات المتحدة الأمريكية ، وبكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمارات ، وشاعرنا له أعمال شعرية كثيرة فازت بعض قصائده بجوائز عديدة وله العديد من الدراسات الأدبية وأسس ويدير موقع الأديب علي أحمد باكثير على الانترنيت منذ عام 2001 .

معه كان لـ ( هماليل ) هذا الحوار فتابعوه معنا :

 خضت تجربة صحفية من خلال كتاباتك في صحف إماراتية عديدة ،، كيف أثرت التجربة الإعلامية على إنتاجك الأدبي ؟ وهل تعتقد أن خوض الأديب للتجربة الإعلامية مطلوب على الصعيد الشخصي ؟

الكتابة الصحفية في رأيي فن صعب قل من يجيده، وهو فن لا يصلح له من الأدباء إلا من يتمكن من أدواته. ولاشك أن التجربة الإعلامية تثري الإبداع لأنها تحفز على الكتابة وتدفع إلى التجويد والبحث المستمر عن الجديد.

 يقال أن كل ما هو حولك تراه بقلبك ،، فهل يجب على الشاعر أن ينظر للأمور بقلبه فقط؟ وهل ينبغي للعقل أن يلغى من الكتابة الشاعرية ،، كيف تفسر ذلك ؟

الشعر هو مزيج من العاطفة والعقل، ولكن العاطفة ينبغي أن تطغى على العقل، ولهذا قال المعري إن المتنبي وأبا تمام حكيمان والشاعر البحتري، لغلبة العقل على شعر المتنبي وأبي تمام وغلبة العاطفة على شعر البحتري. وعلى الشاعر أن يوازن بين العقل والعاطفة، وأن يتذكر أن الشعر –والأدب عموماً- يخاطب العاطفة في المقام الأول، ولكنه يخاطبها من خلال العقل.

 أنت شاعر وناقد ولك حضورك على الساحة الأدبية، أين تجد نفسك أكثر ولماذا ؟ وهل تفضل أن يجمع الأديب عموما بين أكثر من فن وشكل أدبي أم ترى أن التخصص في مجال واحد هو الأفضل؟

أنا شاعر مقل، ولا أدعي أنني ناقد فالنقد مهمة جليلة تتطلب خبرة كبيرة وملكة خاصة، وكتاباتي التي تندرج في إطار ما يمكن أن نسميه تجاوزاً بالنقد ما هي إلا قراءات جهرية وآراء شخصية. وأنا أجد نفسي في كل ما أكتبه لأنه صادر عني ويمثلني سواء على الصعيد الإبداعي أو الكتابي –النقدي. أما بالنسبة لمسألة تنوع الأديب وتخصصه فهناك من الأدباء من يملك مواهب متعددة فيجمع بين أشكال أدبية وفنية مختلفة كالشعر والرواية والمسرح، ولكنه –في رأيي- يكون متميزاً في فن واحد منها غالباً، وقل من يتميز فيها جميعاً. ولذا أرى أن الأديب الذي يركز على جانب إبداعي واحد يمكنه أن يعطي أكثر، ولكن لا مانع من أن يمارس الأديب أنواعاً مختلفة من الأدب. أما النقد فموضوعه مستقل وليس بالضرورة أن يكون كل مبدع متميز ناقداً متميزاً.

 أنت عضو في أكثر من جمعية واتحاد وشاركت في العديد من المناسبات ، ما أهمية أن يكون الأديب على تواصل مع المنابر الثقافية المختلفة ؟

الأديب فرد من المجتمع ولا يعيش معزولاً عن بيئته، والتواصل الثقافي يثري تجربة المبدع ويغذيها ويجعله فاعلاً في ثقافة مجتمعه متفاعلاً معها.

 يقال إن تحرير القصيدة من الشكل العامودي والوزن قد تسبب في فوضى وأدى إلى دخول من هب ودب إلى ميدان الشعر ،، ماذا تقول في ذلك ؟

أولاً لي تحفظ على مصطلح "تحرير القصيدة"، فالقصيدة لم تكن مقيدة أو مأسورة حتى يتم تحريرها، ورواد الشعر الحر لم يكن همهم أن يحرروا القصيدة العربية من قيود الوزن والقافية، بل أن يثروا الأدب العربي بتجارب جديدة نقلوها في الأصل عن الشعر الغربي عموماً والإنجليزي خصوصاً. فلم يكن المقصود أن تكون قصيدة التفعيلة بديلاً للقصيدة المقفاة، بل أرادوا أن يفجروا طاقة جديدة من طاقات اللغة العربية. وقد ظل الشعر العمودي –كما يطلق عليه- حاضراً إلى اليوم في الذاكرة العربية ويمارسه الشعراء، وسيظل إلى ما شاء الله. والشعر المتميز –سواء اتخذ شكل شعر التفعيلة أو الشكل العمودي- هو الذي سيكتب له الخلود والبقاء، والممارسات العشوائية أو الفوضوية –كما أسميتها أنت- ستذهب هباء.

 هل الجوائز تصنع المبدع أم أن المبدع هو الذي يصنع الجوائز ؟ وهل هناك من الأدباء الإماراتيين من ترى أنه قدم إنتاجا يستحق أن يفوز بجائزة لكنه لم يحصل عليها لسبب أو لأخر ؟

الجوائز لا تصنع المبدع ولكنها اعتراف بهذا الإبداع وتقدير له، ويجب أن نقرر هنا أن الجوائز لا تمنح إلا لمن يتقدم لها، فقد يكون هناك من يستحق الجائزة ولكنه لم يحصل عليها لأنه لم يتقدم لها أو لم يتم ترشيحه. وفي الإمارات الكثير من المبدعين الذين يستحقون الجوائز وبعضهم نالها وبعضهم سينالها إن شاء الله لو تم ترشيحه لها.

 لماذا مؤلفاتك كلها منشورة الكترونياً، ألا تفكر في طباعتها ورقياً ؟ وهل يختلف النشر الإلكتروني عن الورقي؟

لاشك أننا نعيش اليوم في عصر النشر الإلكتروني، وإن كان للنشر الورقي مكانته التي لم تتأثر ولن تتأثر. فالكتاب الورقي – في رأيي- هو الأطول عمراً وهو الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه المراجع والكتب التي نرغب في الاحتفاظ بها للتاريخ. أما النشر الإلكتروني فهو الشكل الأكثر انتشاراً فهو يخترق الحدود المكانية ويصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولذلك فهو شكل مطلوب لسهولة وسرعة الانتشار. أما عن مؤلفاتي المنشورة إلكترونياً فمنها ما سبق نشره في الصحف والمجلات ومنها ما هو منشور في المواقع الإلكترونية فقط، وقد صدر لي مؤخراً كتاب ورقي بعنوان: "اليهود في مسرح علي أحمد باكثير" وكنت قد نشرته إلكترونياً منذ عدة أعوام. كذلك صدر لي مؤخراً عن هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة ديوان شعري بعنوان "اعترافات متأخرة" حوى قصائد بعضها سبق نشره إلكترونياً وورقياً وبعضها لم يسبق نشره.

 بمناسبة الحديث عن النشر الإلكتروني، المعروف أنك أنشأت موقعاً على شبكة الإنترنت عن الأديب العربي الكبير علي أحمد باكثير، هل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة؟ ما الهدف منها؟ ولماذا باكثير بالذات؟

الهدف من إنشاء الموقع الإلكتروني عن الأديب باكثير (http://www.bakatheer.com) هو التعريف بهذا الأديب الكبير الذي لم ينل حقه من التقدير رغم مضي ما يقرب من أربعين عاماً على وفاته. وقد حقق الموقع كثيراً من الأهداف منذ إطلاقه عام 2001م، فقد استفاد من الموقع حتى الآن ثمانية من الباحثين والباحثات الذين أعدوا أطروحات ماجستير ودكتوراه عن أدب علي أحمد باكثير وهم من مختلف الجنسيات من الأردن، والمغرب ومصر، والسعودية، وباكستان وإيران والهند. أما لماذا باكثير فلأنه –في رأيي- الأديب العربي الوحيد الذي جمع بين شرطي الفنان والمسلم معاً، فقد تميز أدبه بفنية عالية المستوى مع الالتزام بالقيم الإسلامية والمثل العليا، وكان صاحب رسالة في جميع ما يكتبه، وروايته الشهيرة (وا إسلاماه) أكبر مثال على ذلك.

 شكرا لكم سيدي أتمنى لكم كل السعادة والخير والمزيد من التألق والإبداع ؟

أشكر لكم تفضلكم بإتاحة الفرصة لي للالتقاء بقراء صحفية هماليل الموقرة.

---------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

قصيدة للشاعر الزبيدي

-------------------------------

 

في رثاء زايد الخيرات

----------------------

جلَّ المصابُ فما يفيضُ فـؤادي
وأصفى الكلامُ فما يسيلُ مِـدادي
جاء النعـيُّ فكـلُّ قلـبٍ ذاهـلٌ
تجري سحائبُ دمعـهِ الوخّـادِ
بات الجميع وفي الحناجرِ غُصةٌ
لم تهـنَ عيـنٌ منهمـو برقـادِ
يتقلبـون علـى الوسـادِ كأنمـا
فُرشت مضاجِعُهم بشـوكِ قتـادِ
يتساءلـون ولاتَ حيـنَ إجابـةٍ
أمضى الهُمامُ ورائـدُ الـرُّوادِ؟
أمضى الذي أهدى الحياةَ لشعبِـهِ
وهدى السُّـراةَ بفكـرهِ الوقّـادِ؟
رجلُ السياسةِ والكياسةِ والنَّـدى
صقرُ الصقـورِ وقائـدُ القـوادِ
كهفُ الأراملِ واليتامى والأبُ الـ
ـحاني وقبلةُ مقصَـدِ القُصّـادِ
كسـت البـلادَ مهابـةٌ وكآبـةٌ
وتجللـت مـن فقـده بـسـواد
تبكي إماراتُ الوفـاءِ زعيمَهـا
من شاد دولتَهـا بخيـرِ عمـادِ
تبكي عليـه سهولُهـا وجبالُهـا
وبكت عليه حواضـرٌ وبـوادي
تبكيـه أقطـارُ العروبـةِ كلُّهـا
من حضرموتَ إلى حِمى بغـدادِ
ضجّت عليـه مـآذنٌ ومنابـرٌ
تبكيـهِ فـي الأذكـارِ والأورادِ
يبكي به الإسـلامُ أكـرمَ قائـدٍ
يسمو عـن الأشبـاهِ والأنـدادِ
سبحانـك اللّهـم أمـرُك نافـذٌ
كـلُّ الأنـامِ تصيـرُ للألحـادِ

أأبـا خليفـةَ والمآثـرُ جـمـةٌ
جلّت عن الإحصـاءِ والتعـدادِ
إن طال حزنُ الشعبِ فيك فطالما
قد عاش منك تواصـلَ الأعيـادِ
لـو أن ميتـاً يُفتـدى بأحـبـةٍ
لفُديـتَ بـالأرواحِ والأجسـادِ
لكنّهـا كـأسٌ سُقيـتَ وكُلّـنـا
سهمُ المنـونِ لهـم لبالمرصـادِ
لا أبعدنـك اللهُ إنــك بينـنـا
نحملك في الأحشـاءِ والأكبـادِ
ما مات من هـذي مآثـرُ كفّـهِ
رؤيا العيانِ كشامـخِ الأطـوادِ
ما مات من غدتِ البلادُ بفضلـهِ
في وحدةٍ تسمو علـى الأحقـادِ
ما مات من أرسى دعائمَ نهضةٍ
تُهـدى مـن الآبـاءِ للأحـفـادِ
ما مات من أبقى خليفـةَ بعـده
ومحمـداً فـي فتيـةٍ أمـجـادِ
من مثلِ سلطانٍ وإخوته الألـى
جمعوا قلوبـاً حولهـم وأيـادي
فارقدْ قريرَ العينِ شعبُك سائـرٌ
يقفو خطاك على سبيـلِ رشـادِ
ستظل نبراسـاً يضـئُ طريقَـه
ويظل نهجُـك للقوافـلِ هـادي
جاد الغمامُ على ثـراك بوابـلٍ
وسقتك من فيض السَّحابِ غوادي
ومضيتَ للرحمنِ أكـرمِ مُنْـزِلٍ
رمضانُ قبلك للمواكـبِ حـادي
ونزلتَ في الفردوسِ بين خمائلٍ
خُضرٍ حوت من مُثمـرِ العِنقـادِ
في رفقةِ الهادي الكريمِ وصحبِـهِ
والأنبيـاءِ وصالحـي العُـبَّـادِ

--------------------------------------------------------------------




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !