مواضيع اليوم

الشاعرة نجاة علي:لا إبداع بلا ثمن وجائزة طنجة منحتني ثقة القارئ

nour news

2009-07-05 21:27:33

0

الشاعرة نجاة علي:
لا إبداع بلا ثمن وجائزة طنجة منحتني ثقة القارئ


بعد فوزها بجائزة «طنجة» فوجئ الوسط الثقافي بالشاعرة نجاة علي تشنّ هجوماً حاداً على لجنة الشعر في «المجلس الأعلى للثقافة والجوائز والدولة» التي تمنحها الدولة المصرية، وتصف القيمين على لجنة الشعر بـ{مجموعة من العواجيز»، ما آثار حالة من الجدل والانتقادات الشديدة.

في حوارها لـ "نورنيوز" نفت الشاعرة ما نُقل عنها وقالت: {لم أقصد ذلك، وكل ما في الأمر أنني أبديت رأيي بموضوعية شديدة حول جوائز الدولة، خصوصاً الجائزة التشجيعية، لكن آرائي حرفت بشكل أو بآخر».

ديوانك الأول «كائن خرافي غايته الثرثرة» صادر عن «المجلس الأعلى للثقافة»، ورغم ذلك تهاجمين باستمرار لجنة الشعر التابعة لهذا المجلس. ألا ترين تناقضاً في ذلك؟

أي مبدع من حقه أن يطبع أعماله في المؤسسة الثقافية في مصر، لأن وزارة الثقافة تنتمي في النهاية إلى الدولة المصرية وليست تابعة لدولة إسرائيل.

كذلك لا ينبغي أن نتعامل مع مسألة طبع الكتب في وزارة الثقافة على أنها فاتورة على المبدع أن يدفعها بمدح الأخيرة وعدم انتقاد سياستها إذا كانت تستحق النقد.

عموماً، مواقفي واضحة من لجنة الشعر وانا أرفض المزايدة بين المثقفين على مواقفهم, وأرى أن من واجب المثقف أداء دور في ما يحدث من حوله، وكلمته بمثابة شهادة سيحاسبه عليها التاريخ مستقبلاً، وإن كان هناك ثمن لذلك فلندفعه جميعاً من دون تردد.

ماذا مثلت لكِ جائزة «طنجة» التي فزت بها أخيراً؟

إنها أول جائزة أحصل عليها من خارج مصر، وما أسعدني أنها تهتم بالشعراء الشباب، وهي جائزة من دولة المغرب صاحبة المكانة الكبيرة في قلبي، وبعيداً عن العلاقات الشخصية تم اختياري للفوز بها، ما منحني دفعة معنوية كبيرة بغض النظر عن القيمة المادية، خصوصاً أن مشاركتي كانت بالعربية والإنكليزية.

شاركت أخيراً في مهرجان «لوديف»، برأيك ماذا أعطت المهرجانات للشعر؟

لا شك في أنها تفسح المجال أمام المبدع للاطلاع على تجارب الآخرين، والالتقاء بجمهور جديد، إضافة إلى أنها تمثّل فرصاً للاحتكاك بالمبدعين وتعزيز الثقافة عبر المشاركة في مناقشات واسعة حول الأشعار التي تثري التجربة وتطورها، وتتيح أمام المبدع فرصة التعرّف إلى البلدان الأخرى وأساليب معيشة شعوبها، خصوصاً إن كانت بلداناً غربية.

هل الفرنسيون يحتفون بطريقة مختلفة بالشعر عما نحتفي به نحن العرب؟

يحتفي العرب بالشعر عبر المنصات والجمهور والقاعات المكيفة والمغلقة. ذهبت إلى مدينة صغيرة في فرنسا تسمى «لوديف»، حيث يلقي الشاعر قصائده وسط صمت تام ليس في قاعات، بل خلال أمسيات شعرية في أماكن مفتوحة بجوار نهر أو كاتدرائية أو في حديقة مثلاً، والجمهور ليس نخبوياً غالباً. إضافة إلى ذلك كله يحضر مبدأ احترام الشعر وعشقه.

من خلال تجربتي هناك وجدت أن الفرنسيين يعشقون تاريخ مصر وأهلها.

تنتظرين صدور ديوانك الثالث «مثل شفرة سكين» الذي تُرجم إلى الفرنسية. أخبرينا عنه؟

الديوان بمثابة استكمال لتجربتي ومشروعي الشعري، ويمثل مرحلة متطورة في مسيرتي. أما الترجمة فمفيدة للمبدع والعمل لأنها تجعل الأخير مقروءاً في ثقافة أخرى وعلى نطاق أكبر.

إلى الآن لم يستكمل مشروع الترجمة، وما زال الديوان في طور المفاوضات الخاصة بحقوق النشر مع دار النشر الفرنسية.

ما هي أسباب انحيازك المباشر لقصيدة النثر؟

انحزت الى قصيدة النثر، لأنها تتفق مع قناعتي الشخصية التي ترى أن الحقيقة نسبية وليست واحدة، وأنه لا يصح الاقتصار على صيغة المفرد منها. فثمة حقائق كثيرة ولا يوجد زيف مطلق, فكل زيف مثلاُ يشكّل حقيقة بالنسبة إلى آخرين. إضافة إلى ذلك تبدو قصيدة النثر أحد أكثر الأشكال الشعرية رحابة.

قال بعض النقاد إن ديوانك «حائط مشقوق» امتداد لديوانك الأول «كائن خرافي غايته الثرثرة»، وكأنه بقية مشروع خاص تعملين عليه في دأب وصبر... ما تعليقك؟

أحاول أن أكون عند حسن ظن من رأى في كتاباتي مشروعاً أعزّز مكانته بصبر، لا سيما أنني أطور قصيدتي باستمرار لأن المسائل ليست بالتمني. عموماً، بعد كتابة النص أنفصل عنه بعض الوقت، ثم أُعيد قراءته بعين الناقد لأن المبدع هو الناقد الأول لكتابته, لا سيما أنني دارسة وباحثة في الأدب العربي, لكنني بعد نشر العمل لا أتدخل في آراء النقاد أو القراء، ولا وصاية لي على النص لأنه أصبح ملكاً لمن يقرأه.

ما ردك على أنك تبدين في ديوانك الأول متأثرة بالخرافي والأسطوري؟

من قال هذا الكلام من المؤكد أنه لم يقرأ عملي جيداً. ليس في الديوان في الحقيقة أي تأثر بأية أسطورة، إلا إذا كان الناقد يقصد بكلامه أن لكل مبدع أسطورته الخاصة.

أما الكلام عن الأشباح فمحض استعارة ليس إلا. في ديواني الأول مثلاً تبدو علاقتي بأبي وبالعالم مشوهة، إنها علاقة مركبة وملتبسة جداً، وكتاباتي تحاول أن تغوص في تلك المنطقة لتكتشفها جيداً، خصوصاً علاقات الطفولة والمراهقة.

تبحثين عن الخاص والـ{يوتوبي» في غالبية قصائد الديوان؟

يبدو الاحتجاج واضحاً في كتاباتي، لأن رؤيتي للعالم قد تكون رومنسية إلى حد ما، لكن قصائدي ليست رومنسية إطلاقاً، على رغم أنها تنعي أحياناً غياب الجمال، وانعدام العالم المثالي. والعوالم الشعرية التي تطرحها كتابات الشعراء الشباب راهناً تعكس تشوهاً موجوداً في العلاقات بين البشر والكائنات، وفي مستوى ما تتحوّل إلى مرثية لعالم منهار.

نجاة في سطور

شاعرة وباحثة مصرية، حصلت على درجة الماجستير من كلية الآداب - جامعة القاهرة عن «المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة»، وفازت بجائزة «طنجة» في المغرب أخيراً.

أصدرت ديوانين، «كائن خرافي غايته الثرثرة» عن «المجلس الأعلى للثقافة» و{حائط مشقوق» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب»، وترجمت قصائدهما إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وقيد الطبع ديوان «مثل شفرة سكين» ودراسة نقدية بعنوان «بلاغة المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة».




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !