مواضيع اليوم

الشارع هو مرآة حقيقة واقع الحال

إدريس ولد القابلة

2012-08-01 03:13:54

0

 

إذا أردت أن تعرف حقيقة واقع الحال عليك تتبع ما يقال في الشارع، لأنه خلافا للمسؤولين والقيمين على الأمور والمستفيدين من الفساد لا يزيف ولا يُجمّل الواقع المأسوي أو يصبغه باللون الوردي، كما أنه لا حاجة له إلى در للرماد في العيون ولا مصلحة له فيه. إن ما يروج في الشارع بعيد كل البعد الزيف المحشو في لغة خطاب الرسميين، وبعيد كل البعد عن الصحافة "الكارية حنكها" كما يُقال أو تلك التي لا تجيد إلا مهمة أن تكون بوقا لهذه الجهة أو تلك.


إن الشارع لا يتوانى عن فضح أي شيء وكل شيء مهما كانت الجهة المعنية. فالشارع لا يمكن أن تُطبُق عليه مقولة "حاميها حراميها" بأي وجه من الوجوه كما هو الحال بالنسبة للفاسدين والمفسدين والمحتالين الباحثين عن المقاعد والمناصب.


لا مصلحة للشارع إلا في الصدق والتعرية على الأمور،رغم أن شوارعنا في الأيام الأخيرة أضحت ملئ بالحمقى والمتسولين والمقصيين، والأزبال والحفر... إن لغة الشارع عميقة في التدليل على كل أنواع التعذيب النفسي والمعنوي والمادي التي يتعرض لها المواطن البسيط؛ من حكرة وتهميش ودوس على الكرامة وتجهيل وتجويع وذل وتنكيل وتسويف. إن صدق الشارع فيما يعبّر عنه مرده صدق حبّ الوطن دون مقابل ودون شروط ودون ربط بهذه المصلحة أو تلك.


لأنه ماذا تفيد برامج السكن والتطبيل التغييط لها ولا زال أكثر من 4 ملايين أسرة مغربية تعيش في مدن الصفيح والأحياء القصديرية التي تفوق 2000 حي موزعة على ربوع البلاد. وماذا عسى تفيدنا خطب رنانة عن الحق في السكن اللائق و الحق في الأجر اللائق والمساهمة في التنمية المستدامة والجهوية المتقدمة في وقت يكذب الشارع كل هذا.


إن لسان حال الشارع يقول إن مرحلة ما بعد الدستور الجديد ستظل في خبر كان ما إن لم ينزل قانونيا على أرض الواقع وبدأت تظهر نتائجه ويجني المواطن ثماره على أرض الواقع المعيش وليس "في التلفزيون" كما يُقال؛ ولعل أحسن ثمرة تنتظر الشارع جنيها هي بداية محاسبة ومساءلة من اقترفوا جرائم اجتماعية واقتصادية وبيئية في حق الجهة وساكنتها وأولئك الذين اغتنوا بفعل الفساد البيّن. ومن الثمرات التي يُنتظر جنيها معاينة برلمانيين نزهاء وطنيين وأحزاب فاعلة وشفافة صادقة مع نفسها ومنخرطيها، وتنمية اجتماعية واقتصادية يلمس آثارها المواطن البسيط. هذا عوض معاينة استمرار ضعف البنية التحتية والغش في بناء المؤسسات والمباني والمرافق العامة، و تفشي الفساد والتسيب في العديد من الإدارات والمؤسسات.


على القيمين على الأمر أن يعلموا الآن –أكثر من أي وقت مضى – أن الشارع انتصب ولن يقرّ إلا بما يعاينه من حقائق ما تحقق و يفضح كل ما طاله التأجيل والتسويف والفساد والتلاعب.


هذا هو الشارع الذي أضحى اليوم مملوء بعدد من المجانين والمتسولين والمتشردين والنيّام في زاوية من زوايا المدينة والذين يجعلون من القمامة والأزبال مطعما...


رغم كل هذا يظل الشارع أصدق في التعبير أراد من أراد وكره من كره. وإن أراد مسؤول أن تمّر "مشواره (سربيسو) على خير" كما يُقال، عليه من الآن فصاعدا الانتباه للشارع. أ
اللهم قد بلغت.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات