الشؤون الاجتماعية .. والدعم اللوجستي للفقر !

الشؤون الاجتماعية .. والدعم اللوجستي للفقر !

تركي سليم الأكلبي

السؤال المجرد قد لا يحمل في طياته أكثر مما يحتمل !
ولكن الإشكال يأتي دائما من الواقع الذي يحرك هذا السؤال
أو ذاك ومن الجمود على ذلك الواقع ..
ولذلك نتساءل ، فدعونا فقط نتساءل :

- تصر وزارة الشؤون الاجتماعية على أن المعاق الذي يتقاضى

راتبا لا يستحق سوى كرسيا متحركا يحصل عليه بعد سنة
وعليها ( توصية !) . ذلك لأن ملفه العلاقي الأخضر المبارك
تبدأ انطلاقته في رحلته الميمونة من إدارة ( الرعاية الشاملة )
من أي مدينة بالمملكة إلى الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية ومنها على بركة الله إلى مقام الوزارة في مدينة الرياض ،

 ثم ( العودة في نفس الاتجاه ) تماما كـ باص خط البلدة القديم بجدة ! وفي نهاية الرحلة يكشف موظف وزارة الشؤون الاجتماعية المكلف بتسليم ( الغنائم ) عن كرسي متحرك قيمته في صيدليات النهدي 200 ريال ،

وهو من تلك النوعية المتوافرة بحمد الله في أقسام الطوارئ بمستشفيات وزارة الصحة ؟!

فهل ستظل ( الغنائم ) هي نفس ( الغنائم ) مع الذهاب العودة في نفس

الاتجاه ؟!

- رغم أن توفير المعلومات الإحصائية ليس من ثقافتنا التخمينية
والتقديرية ، فهل ستخرج وزارة الشؤون الاجتماعية بدراسة
- تبين بشكل دقيق - مؤشر خط الفقر في المملكة ، مع إيجاد إحصائية دقيقة بعدد الفقراء في المملكة وفقا لمؤشر خط الفقر ، وإيجاد وتوثيق إحصائية دقيقة بعدد ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة ، وأنواع الإعاقة وتصنيفها ، مع إيجاد تصنيفا وتفسيرا علميا لمفهوم " احتياجات أو حاجات " ثم تعمل على تطبيق وتنفيذ كل ما يحقق تلك الحاجات بأساليب وآليات تنأ بأصحابها عن ( المعروض ) ذو الطابع الاستعطافي؟!

- وبما أن أنظمة الشؤون الاجتماعية ولوائحها وإجراءاتها
( تراثية ) فهل ستعمل وزارة الشؤون الاجتماعية على صناعة قرار يستبدل نظامها العتيق والذي لم يعد صالحا " للاستهلاك الآدمي " بآخر يتلاءم مع الأوضاع الاقتصادية والمعيشة للمستفيدين من ( معوناتها ومساعداتها ) ، ويتضمن معاييروآليات منطقية تبتعد كثيرا عن امتهان كرامة المواطن ،
وهل ما زال المستفيد من الضمان الاجتماعي يُشهد الشهود
أنه على قيد الحياة ، وهل ستقرر وزارة الشؤون الاجتماعية تغيير

مسمى( معونات ومساعدات ) إلى مسمى آخر ومفهوم آخر خلافا لمفهوم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ؟!

- وأخيرا .. هذا السؤال يدفعنا لسؤالين مهمين هما :
الأول : كيف ترى وزارة الشؤون الاجتماعية نفسها ؟ هل هي جهة خيرية ؟ أم هي فقط جهة إشرافية على عمل الجمعيات الخيرية ؟ أم أنها مؤسسة حكومية تنظم العلاقة بين الدولة والمواطن في إطار مفهوم الحقوق والواجبات .. ؟!!
والثاني : ما هو موقف وزارة الشؤون الاجتماعية من الصراع الدائر الآن بين الفقر والفقراء ..هل هي طرف في هذا الصراع؟
وإذا كانت كذلك فإلى أي جانب من الطرفين تقف وتقدم الدعم والمساندة اللوجستية ؟! وبتعبير أدق : 1500 أو 1800 أو حتى 2000 ضمانا اجتماعيا هل تدعم الفقر أم الفقير ؟!!
Turki2a@yahoo.com