الشؤون الإجتماعية أذن من طين
لا أعلم أين وزارة الشؤون الإجتماعية عن الواقع , أهي في برج عاجي عالي أم أنها داخل دائرة الواقع بتفاصيلها الدقيقة , وزارة الشؤون الإجتماعية المصابة بالترهل الإداري تغرد في سرب بعيداً عن هموم الأرامل والمطلقات والمحتاجين والمهجورات والمصابين بإعاقة ,و بعيدة أيضاً عن إحتياجات الشباب فلجان التنمية الأهلية لم تقدم أي جديد للمجتمع سوى فعاليات خجولة بإدارة لم يتغير أعضائها منذ أن نشئت تلك اللجان في الأحياء والهجر فثقافة الإنتخاب أٌستبدلت بثقافة الفزعة والتوصية والواسطة وكأن ما في هالبلد الإ هالولد وهذه إشكالية ثقافية إجتماعية لها أبعادها التي لن تنتهي في ليلة وضحاها ! وزارة الشؤون الإجتماعية لم تتقدم خطوة إلى الأمام فاستراتيجية مكافحة الفقر ذات التسع مليارات وبرنامج الإسكان الشعبي التنموي لم يغير واقع الأسر المحتاجة فالصورة كما هي قاتمة سوداء لا نقط بيضاء والإعانات الشهرية الزهيدة التي لا تكاد تكفي أياماً معدودات حالها لم يزد بل شملها النقص بشروط مجحفة وكأن المال المقدم مال خاص بالوزارة وليس مال عام يحق لأي مواطن الأخذ منه بقدر حاجتة ؟ وزارة الشؤون الإجتماعية تعيش في عالم أخر غير عالم الفقراء والمحتاجين بدرجاتهم المختلفة ,والسبب في ذلك ترهلها الإداري وضياع المال بدهاليز الوزارة وغياب الخطط والبرامج والرقابة على العمل الإداري والصرف المالي , إعتمادات بمليارات الريالات ومبالغ زكوية تحول لحساب الضمان الإجتماعي ولجان تنمية وجمعيات خيرية لا أثر لها كأعمال ومشاريع ضبابية تحجب المعلومات الدقيقة وتجاوزات بدور الرعاية تنتهك الحقوق الإنسانية وأذن من طين وأخرى من عجين... وزارة الشؤون الإجتماعية بحاجة لإعادة هيكلة شاملة وبحاجة لتعديل نظامها والأنظمة المحددة لعملها واللوائح المرتبطة ببعض اللجان والجمعيات الخاضعة لرقابتها وإدارتها , وتلك مهمة الوزارة أولاً ومجلس الشورى ثانياً ولجنة التنظيم الإداري الوزارية الخاضعة لمجلس الوزراء ثالثاً , فاللوزارة حق طلب التعديلات والتنظيم وإعادة الهيكلة فلماذا لا تطلب ذلك الحق طالما أنها وعلى مدى سنوات لم تتقدم خطوة إلى الأمام في ملفات شائكة تمس فئات في أمس الحاجة للدعم والمساندة والمساعدة .. وزارة الشؤون الإجتماعية كغيرها من المؤسسات والمصالح الحكومية ترمي كرة الفشل من ملعبها لملعب آخر كرة تتقاذفها عدة جهات والمحصلة في النهاية مزيداً من الترهل ومزيداً من غياب الدور والمزيد من الضبابية المشؤومة ... ملتقيات كثيرة تنظمها وزارة الشؤون الإجتماعية من بينها ملتقيات الجمعيات التعاونية التي تقام بين فينة وأخرى بعدد من المناطق ملتقيات لم تغير واقعاً ولم تقدم أي جديد رغم توصيات المهتمين ورؤى المتخصصين والسبب في ذلك البيروقراطية الهرمية التي إذا لم تغير من طريقة تعاملها مع الأحلام والإحتياجات والرؤى والأطروحات فإنها ستشكل عبء كبير على الإدارة والإنتاج الذي لا يمكن له أن يتحقق في بيئة معقدة أذنيها من طين وعجين ...
التعليقات (0)