مواضيع اليوم

السُنّة الحقيقية والسُنّة المُزيّفة

سامح عسكر

2012-05-13 15:29:20

0

 


السُنّة الحقيقية والسُنّة المُزيّفة

بدا لي وكنت أنظر في السماء أن وَهَجاً شديداً أصاب عيني، فقلت ما هذا ياتُرى وما كانت اللحظات تمضي إلا واكتشفت أن ما رأيته لم يكن إلا وهماً توهمته..فما رأيته لم يكن الحقيقة كيف ذلك وقد رأيته..هذا ما حدث...لقد رأيت سراباً ضاع في لحظة، سراباً أصاب عقلي وامتلك وِجداني حتى ظننته حقا...سيسأل سائل وما المقصود من هذه الرؤية..وما فائدة السؤال مع وهم توهمته ، ألا يجوز أن يكون السؤال نفسه وهماً..هكذا حال الإنسان حينما يصل إلى الشك في معلوماته، وأن ما تشرّبه منذ الصِغر لم يكن إلا زيفاً حقيقياً مَلَك الفؤاد وما رأى إلا الوهمَ فصُدِم.

قلت لا مناص من المُراجعة، اليوم فقط أيقنت بأن المنهج الحقيقي ليس منهج قال فلان وعِلان..بل هو قال فلان ثم قلت أنا..الأول مِنهجٌ تقليديٌ قِحّ، لا يقع فيه ذوي الألباب والبصائر وليس بحاجة إلا لإنسان رَكن عقله عند أول ركن من أركان الشارع، أما الثاني فهو منهج العُقلاء ودين المؤمنين ومذهب العارفين، لا يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها،وأن يفرض الفرضيات ويسأل السؤالات ويبحث عن الإجابات..هذا هو المنهج الصحيح.....

رأيت في الماضي أناساً حملوا على عاتقهم هم الدعوة، ينشرونها باسم السُنّة والسلف الصالح..فقصّروا الثياب وعطروا أنفسهم بأجمل العُطور وتعاونوا مع بعضهم في السراء والضراء، وأعفوا اللِحى وقصوا الشوارب وتحدثوا عن الصحابة وأن الإسلام هو الحل وأن زمن صلاح الدين سيعود، وأن الأفلام حرام والمسلسلات عبث والاغاني والموسيقى رجسٌ من عمل الشيطان، ورأيت ثلاثة أحاديث عن الرسول ما أشهرهم، يُرددهم الكبير والصغير الشيخ والغفير الطبيب والأمير....الأول.."من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد"..والثاني.."تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"..الثالث.."ستفترق أمتي إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة كلهم في النار عدا واحدة، قال الصحابة من هي يارسول الله قال ما أنا وأنتم عليه"..

فالحديث الأول كانوا يستخدمونه لضبط المبتدعة ولغلق أي محاولة للاجتهاد، والحديث الثاني لترغيب الناس في السنة، وغرس مُصطلح السُنّة في خيالهم فيفترق عند أول غياب للمصطلح فيقولون هذا الفِعل من السُنّة، يقول الثاني لا..فيقولون إذاً لا تفعله فمن أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد، وكأن الحديثان يتفقان في الجوهر ويفترقان في اللفظ...والحديث الثالث يستخدمونه ضد كل من يكسر طريقتهم في العبادة....فينصحونه بالحديث الأول والثاني..وإذا لم يعود ينهرونه بالحديث الثالث، أن ما نحن عليه كان عليه رسول الله-وهنا أستغرب كيف عرفوا ذلك ولم يروا الرسول- وبما أن رسول الله يقول بأن من لم يكن على طريقته فهو في النار فاحذر على نفسك..هنا كان القلب يرتجف إن لم تفعل مثل هؤلاء فأنت في النار.

ألم تروا أن هؤلاء يبيعون الجنة والنار..وإذا قيل لأحدهم أنت تبيع الجنة والنار يقول وما أنا العبد الذليل لكي ابيع..وكأن كلامه تبرؤاً من مقاله ويقينه..فإذا قلت له أنت قلت كذا وكذا يوم كذا وكذا..يقول نعم قلت وهذه هي سنة الرسول..يقول الله تعالى.."وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"..فإذا قلت له من أين علمت بأن هذا كان فِعل الرسول..يرد على الفور .أنني عَلِمتُ ذلك من السُنّة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !