السُنّة الحقيقية والسُنّة المُزيّفة
الكَاذِبُ الأفاق في القول بحديث الإفتراق
لا أستطيع الإقتناع بأن السنة الحقيقية تجعل الإنسان يعلم مصائر الناس في الآخرة..أو أن يحكم على الناس بأنهم جَهَلة ومذبذبين في أديانهم بمجرد توهم الداعي بمخالفتهم له، فمقاصد الدين أي دين لا تتعارض أبداً مع السلوكيات المفروضة على الأتباع، بأن الأمر بالإلتزام هو أمر في ذاته للشخص وليس للاعتقاد بوصايته على الاخرين، أو أن يُحكم عليهم بالضلال، فقد حَكَمَ بناءاَ على نظرته الضيقة، التي وإن نظر من زوايا أخري بعد فترة من الزمن في نفس المسألة فسيرى بأن من ضللهم في الماضي كانوا أفضل منه حالاً مع أنفسهم وشعوراً بإنسانيتهم واحتراماً لبشرية وعقائد الآخرين.
إن السُنة الحقيقية لا تصادر أحلام الناس في عقائدهم ولا تجعل من الناس أوصياء على جنة الرحمن أو أن يبلغوا مبلغ العلم بأهل النار، فمن عظمة الله أن اختص ثوابه وعقابه له، وأنه هو القائل أن المؤمنين وغير المؤمنين لن تُحدد مصائرهم في دار الدنيا بقوله عز من قائل.." إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد"..وقال تعالى في آية ٍ أخرى....." إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. "....
فعِلمُ الله نافذ وأنه لا حق لإنسان أن يعلم مصيرأخيه..وأن على الجميع أمر واحد، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يعمروا الأرض ولا يفسدوا فيها ، وأن يعملوا صالحا ويتجنبوا الطالح من العمل، وأن يجعلوا العدالة مقصدهم، فالإنسان لن يعرف الله إلا بالعدل مع نفسه ومع الناس وبإصلاح نفسه قبل البحث عن إصلاح الآخرين...وأن لا قناعة راسخة إلا باشتراط العدل والإنصاف..فلو لم يكن... فالقناعةُ زيف من أركان السُنة المزيفة.
سألت حينها بعد هذه القناعة..وما مصدر الحديث الثالث الذي أدخل الجميع النار إلا من سرى في فَلَكِ هؤلاء وقلدهم..سألت العلماء والباحثين وإذ بي أجد أن الحديث مكذوبٌ على رسول الله، وأنه لا صحة لحديث يقول بافتراق الأمةِ أبدا..وأن من حرص على تصحيح هذا الحديث حرص عله بوزاعِ مذهبي..ينصر طائفته بمَتنه..يضحك على عقول البسطاء الذين يتلهفون شوقا لاسم رسول الله في جُملةٍ مفيدة..فما بالك وأنت تبتدئ معهم الحديث..ب "قال رسول الله"...كانوا ولا –زالوا- يحرصون على تصحيح هذا الحديث ونسبه لرسول الله زوراً وبُهتانا، وكأنه أملهم الوحيد في التحكم على عقول ورقاب الناس..فإذا اعتقد الناس بأن الجميع أسوياء..وأنه لا إمكانية لتعيين السُنة الحقيقية إلا بفهم مقاصد الدين وبالعمل الصالح، وأن لا نتقول على رسول الله بقولٍ يُخالف منهج القرآن وآياته المُحكمة، حينها سيشعر هؤلاء بالحَرج أن مقاصد الدين لديهم ستنسف أحلامهم بالتسلط والوصاية، وأنه لا أمل بعد اليوم إلا بكدّهم واجتهادهم وأن يعملوا صالحاً، فسيف التسلط قد ولّى وانتهى.
التعليقات (0)