
السيّد الحسينيّ : العلماء مسؤولون عن حماية الأمن القومي الإسلامي
تسخير المنابر الدينية في خدمة السياسيين امر مؤسف وغير مقبول
أيها الأحبة : حظي العلماء دوما بمکانة خاصة في الإسلام، فوصفهم الرسول الأکرم سيدنا محمد{ص} بانهم ورثة الأنبياء. أما القرآن الکريم فقد أسبغ عليهم فيضا واضحا من القدر والتوقير عندما خاطب المسلمين في آيات عديدة: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". وفي آية أخرى "فسألوا أهل الذکر إن کنتم لاتعلمون".
من هذا المنطلق فان مسؤولية هذه الشريحة الهامة من الناس ، حساسة جدا وتتطلب من العالم طرح آرائه وأفکاره وتصوراته ومقترحاته لمعالجة أمور المسلمين، بما يوافق کتاب الله وسنة نبيه، و يتلائم وطموحات وآمال وتطلعات الأمة الإسلامية في کل أرجاء العالم.
ان جمع كلمة الأمة، ولمّ شملها، ورص صفوفها، وتوحيدها ، ومعالجة قضاياها الكبرى، هي الأولوية القصوى، والتصدي لهذه المسألة يجب أن يبدأ بالبحث في الثغرات والعوامل السلبية التي تحول دون جمع کلمة الأمة ووحدتها الفعلية على أرض الواقع.
يمكن الحديث عن سببين يحولان دون هذه الوحدة ، الاول ، خارجي ، اذ أن أعداء أمتنا الإسلامية يعلمون علم اليقين أن الصحوة الحقيقية لو عمت بلدان العالم الإسلامي، لاصبحت مصالحهم في خطر جدي . ومن هنا الانفاق الهائل على الدعاية المشوهة لصورة الاسلام . والسبب الثاني ، هو تلك الصحوة المزيفة العاملة من أجل أهداف وأجندة ضيقة ومشبوهة، وهي أشد خطرا من التدخل الخارجي ، لانها تؤمن له الارضية للانقضاض على الاسلام .
ان المطلوب من علماء الامة قيادة صحوة واقعية وغير مسيَّسة أو موجهة من أجل أغراض خاصة ، بل عاملة من اجل رفعة شأن الدين ، ابتداء من اظهار حقيقة جوهره الوسطي والمعتدل ، الذي يکتسح ويزيح کل الخطابات الأخرى المشبوهة والمغالية المنحرفة ، ويوجه في آن الامة الى طريق النهوض .
لا شك أن النقطة الأساسية للانطلاق بهذا السبيل المبارك هي في الإمساك بزمام الفتاوى والآراء المطروحة للأمة بخصوص مختلف المسائل والمواضيع والقضايا المطروحة ، بما يمكننا من اجتثاث کل الجهلاء المنحرفين الذين دخلوا عالم الفتوى الحساس، والبالغ الخطورة من دون أية أهلية مناسبة تؤهلهم لذلك ، فعملوا على تحريف الخطاب الديني بغية بما يتناسب مع نواياهم الخبيثة .
وبالانتقال الى الشأن السياسي بالمعنى الواسع للكلمة ، فان دور العلماء عظيم للغاية. فهناك خطر کبير يتهدد العالم الإسلامي، ويمس أمننا القومي والفكري والاجتماعي. وهنا يبرز الدور المحوري للعلماء في معالجة هذه المخاطر في طرح قضية الأمن القومي الإسلامي على بساط البحث ، بعد أن غيبت لعقود طويلة .وظل الأمر مناطا بکل دولة بحسب ما تراه مناسبا وملائما لها، من دون أن يکون هناك تفکير استراتيجي عام يؤکد على ضرورة وأهمية ربط قضية الأمن القومي لبلدان العالم الإسلامي بالسياق العام ، لأن أمن الشعوب الإسلامية كل لا يتجزأ .
وهكذا لو أن العلماء على صعيد الامة ككل عملوا بهذا التوجه الاستراتيجي ، لاصبح سهلا على علماء بلد ما التصدي لاي خطر داهم . ومثالنا على ذلك ، ما يحكى عن الفتنة المذهبية ، وهي الخطر الاكبر والاعظم على الامن القومي الاسلامي ، فلو حصل اجتماع وبحث على مستوى الامة ككل لهذه المسألة لاصبحت معالجتها أسهل وأيسر .
هذا هو اسلامنا هذه عقيدتنا أنا مسلم"سماحة العلامة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ اللبنانيّ".
______________________________________
Office Sayed Mohamad Ali El Husseini.
P.O.BOX : 25-5092 GHOUBEIRY 1 - BEIRUT - LEBANON.
Phone:009613961846
alsayedelhusseini@gmail.com
Skype: sayedelhusseini
http://twitter.com/sayedelhusseini
www.facebook.com/alsayedelhusseini
http://www.elaphblog.com/elhussein
التعليقات (0)