السيّدةُ الطاهرةُ خديجةُ أمّ المؤمنين رمزٌ للعِفّة.. في فكر الأستاذ المحقّق
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أول ما يَتبادر الى ذهن السامع لاسم (خديجة الكبرى، أم المؤمنين) هو معرفة صفات العفّة والطهارة التي تتمتع بهما هذه السيدة الجليلة في بيئة لم يكن فيها تشريع للحلال الحرام، كما لم تكن في تلك البيئة (بيئة الجاهلية) العفّة والطهارة والحشمة، هي الصفة البالغة للنساء في تلك الحقبة إلّا ما ندر من البيوت التي كانت تُحافظ على التوحيد دينُ إبراهيم الحنيف-عليه السلامَ
وخديجة-عليها السلام- من تلك النساء اللواتي اتسمت فيهن العفّة والطهارة، حيث كانت تلّقب بالطاهرة حين كان بعض سيدات قريش يُعاقِرْنَ الخمر مع الأسياد ويتمتعْنَ بالرقص والغناء بل حتى كانت العبودية عندهم في البيت العتيق ماهي إلّا رقص وتصفيق، فكيف بحياة الجاهلية الاجتماعية؟!!
وقد برز اسم آخر في جزيرة العرب يحمل عنوان الصادق الأمين في زمن كان الغش والخيانة من الأمور التي لا تخلو منها مجتمعات الجزيرة آنذاك،
واختارت الإرادة الإلهية من خديجة لتكون زوجة لسيد الخلق الصادق الأمين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- حيث آمنت بدينه، حينَ كفّره الناس، وصدقته حين كذّبه الناس، ونصرته حين خذله الناس، وبذلتْ ثروتها كلها لأجل النبي ودينهِ، وأنجبتْ له الذرية الصالحة فاطمة الزهراء سيد نساء العالمين، مثالًا خالدًا، وعاشت معه الصعاب والسراء والضراء، حتى حين قامت قريش بفرض الحصار على النبي وأصحابه في شعب أبي طالب كانت خديجة معه رغم كِبر سنها!!
وتوفيت في رمضان في عام الحزن تاركة رسول الله -صلى الله عليه وآله- وحيدًا بدونها،
فسلام الله عليها ورضي عنها وأرضاها،
وكان إلزامًا على كل مسلم أنْ لا ينسى تضحياتها حين كانت بأموالها تواسي فقراء المسلمين وبحياتها وعمرها تحمل مع رسول الله ثقل تكبّر قريش وغطرستهم وكيدهم،
ومن أيام رمضان ولياليه، ليالي وداع الأحبة لرسول الإنسانية، نعزي خاتم النبيين وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين والأمة الإسلامية وعلماؤنا الأعلام، لاسيما المحقّق الأستاذ الصرخي بمصاب الصديقة الكبرى خديجة -رضوان الله عليها- ونسأل الله حُسن القبول والشفاعة يوم لا تنفع الشفاعة إلّا مَن ارتضى مِن عباده المخلصين، والحمد لله رب العالمين.
https://d.top4top.net/p_8754hja21.jpg
التعليقات (0)