السينما الدور المفقود
السينما أو الشاشة المرئية كما يطلق عليها البعض تقوم بدور ثقافي وتثقيفي وتوجيهي لايمكننا إغفاله أو انكارة ونحن في وطن لازالت السينما غائبة عن ميادينه لأسباب فكرية طاغية لا تعي الضرورات والمتطلبات المجتمعية .
ولو قرأنا التاريخ لوجدنا في جنبات صفحاته الخالدة تاريخ سينمائي سعودي مشرف فمع بداية عصر النهضة المباركة في عهد المليك المؤسس انتشرت السينما في بعض المدن الرئيسية في ذلك الوقت وتحديداً المنطقة الشرقية , الرياض , الطائف , مكة المكرمة , جدة , المدينة المنورة .
ثم تتابعت المدن الأخرى في انتشار السينما في الشمال والجنوب , فبدايات ظهور السينما كانت في عصر المؤسس وكانت الأفلام الوثائقية تعٌرض في الصالات أوقات الاحتفالات الرسمية , فأول بئر نفطي تم حفره وثق توثيقاً سنيمائياً وعرض عرضاً فنياً كما تقول المصادر التي تتحدث عن تاريخ الفن السعودي , ولن ينسى التاريخ ميدان حدائق نجمة بشارع الملك سعود بالطائف الذي احتضن أفلام سينمائية وثائقية كانت تعرض في أشهر الصيف ولعل أهمها مراحل اكتشاف البترول ومراحل التنقيب والحفر .
كما تم إنتاج فليم سينمائي يحكي بطولة المؤسس وجهوده في توحيد البلاد وقد مثل دور المؤسس المذيع عيسى خليل الصباغ .
الأمثلة والشواهد كثيرة على وجود السينما داخل الوطن لكن نجمها أفل أواخر العام 1396هـ لأسباب عده , فلماذا لا تعود السينما إلى الميادين وتحتضن المواهب وتقوم بدورها التنويري والتثقيفي .
يعاني الشباب بصفة خاصة وأفراد المجتمع بصفة عامة من قلة البرامج الترفيهية التي تناسبهم وعندما يٌسئل الشخص أين ستقضي إجازة نهاية الأسبوع فإن علامات الاستفهام تتطاير يمنة ويسرة فلا وجود لإجابة شافية إما بر آو مقهى آو مطعم وفي اسواء الحالات دوران في الشوارع حتى يرخي الليل سدوله , ماذا يعني وجود سينما يعني تنمية وحراك فني وثقافي وقضاء وقت الفراغ فيما يفيد , ونقصد بالسينما التي ينشدها المجتمع السينما الراقية التي لا تفسخ فيها ولا قلة أدب وعفن .
كلنا آمل في وزير الثقافة والإعلام بأن يصدر أمرة بتفعيل دور المسرح المرئي السينمائي الذي يعد احد روافد الفن السابع وفق جداول وبرامج واضحة , فثقافتنا ينقصها الكثير مسرح وسينما ومهرجانات ولقاءات فكرية , ولا يمكننا إغفال فن وإظهار آخر لأسباب إما تنظيمية آو فكرية مؤد لجة .
للسينما دور ثقافي وتوجيهي كبير لكنها غائبة عن المشهد المحلي ولعل أهم عقبة تواجهها هي عقبة الفكر الذي لم يتحرر إلى ألان والذي مازال متشبث بنظرياته القديمة التي مع مرور الزمن اكتشف المجتمع بطلان نصفها والنصف الأخر مختلف فيه ؟؟
أسال الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى ......
فاصلة : بعض المصادر التي تحدثت عن السينما في المملكة , جريدة الجزيرة عدد13258تاريخ 18/1/1430,جريدة أم القرى عدد1432تاريخ 13/1/1372هـ , ملحق المدينة الثقافي ص 22 تاريخ 24صفر 1433هـ الأستاذ عيسى علوي القصير.
التعليقات (0)