السينما التي نستحق ...اا

" ..نحن في المهرجان نعطي الفرصة لعمل غير مألوف ، ونخضعه لحكم لجنة مكونة من محترفي السينما ، ونسهل على الناس إمكانية الإطلاع على أعمال غريبة ، وعلى خطابات مختلفة ، ما يجعلنا نحترم هذا العمل .هل أعجب البعض أم لم يعجبهم ، هذا أمر آخر .." .
نور الدين الصايل / نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش .

علي مسعاد
كاتب صحفي

الحضور الباهت ، للسينما المغربية ، في مهرجان مراكش ، الأخير ، كما مهرجان دبي ، عكس بالملموس ، من وجهة نظري ، على الأقل ، " حقيقة " واقع السينما المغربية ، و "أكذوبة "التصريحات الصحافية ، التي تنشر هنا وهناك ، بمناسبة وبدونها ، عن " القفزة " التي حققتها السينما المغربية ، في زمن الدعم الحكومي .
الدعم الذي قيل فيه / عنه وبشأنه ، الشيء الكثير ، خصوصا وأن أغلب إن لم –نقل – معظم ، الأفلام ، التي استفادت من الدعم ، لم تجد طريقها إلى الجمهور العريض ، باستثناء بعض الأفلام ، التي لم تجد أحدا بانتظارها ، ولم تعمر، بالتالي ، طويلا ، في القاعات التجارية ، التي أصبحت بدورها ، تتناقص ، بشكل لافت للنظر ، تعكس ،بحق "أزمة" السينما المغربية والجمهور، وبامتياز .
الجمهور ، المتعطش لأعمال سينمائية مغربية ، تشبهه ، وليس إلى فيلم سينمائي غريب عنه ، وإن نال إعجاب نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ، باعتباره فيلم " الإطار السينمائي " وليس فيلم " المضمون السينمائي " .
الفيلم عينه ، قال عنه ، الفنان العالمي سعيد التغماوي ، نجم المهرجان و المكرم ، خلال الدورة الأخيرة ، في حديث صحفي له ، مع موفدة " المغربية" إلى مراكش : " ما قدمه الأخوان نوري في المهرجان سينما لا أعرفها حاولت تتبع الفيلم لكني لم استطع وخرجت قبل انتهاء العرض ، إنه ليس فيما مغربيا ،إنه فيلم اسباني من برشلونة أو مدريد .نحن ما زلنا بحاجة لأفلام شعبية تشبهنا ، تتحدث عنا ونفهمها .."، .

فما معنى ، إذن ، أن ندعم وبسخاء ، أفلاما مغربية " رديئة " ، أفلام " متواضعة "، لا جمهور لها ، على الإطلاق ؟ا .
ولنزيد الطين بلة ، في زمن ، تحولت فيه العديد من القاعات السينمائية ، إلى مركبات تجارية ، بعد أن هجرها العديد من عشاقها وروادها ، على امتداد الوطن ،فلمن ، إذن ، تدعم ، هذه " العينة " من الأفلام ، إن كانت رؤيتها ، ستقتصر، على جمهور المهرجانات ، لا غير ؟ا
ومهما ، كانت مبررات الجهة المنظمة ، لبرمجة ، هذا الفيلم أو ذاك ، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ، يبقى السؤال ، الأكثر تداولا ، بين أوساط المهتمين بالقطاع :
- هل ، هي ، السينما التي نستحق ؟ا .
السينما التي نستحق ، كجمهور ، هي السينما التي تشبهنا في ملامحنا وتحكي عن هموم فئة عريضة من المجتمع المغربي ، المتعطش ، لرؤية ذاته ، عبر الشاشة ، أفلام ،إن شئنا القول ، بجنسية مغربية ، تحصل على الجوائز ، ولها حضور وازن في الساحة الفنية العالمية .
فهل ، من حقنا ، أن نحلم ، هكذا حلم ، أم أن فوق السينما المغربية ، الجوائز لا تحلق ؟ا

هامش فني :
شريط السنة ، الذي اختير في المسابقة الرسمية هو: فيلم الأخوين نوري " الرجل الذي باع العالم"

Msaadali1971@gmail.com