تشعر إسرائيل بارتياح عميق من موقف بعض دول العالم المؤثرة التي اكتفت بموقف المتفرج على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين. والحال كذلك، يجدر التحذير من السيناريوهات الإسرائيلية المفضلة اليوم، والتي تتمحور كلها حول الهاجس الأكبر لدى إسرائيل ألا وهو المسألة الأمنية، والقائم على سيناريو فرض الأمر الواقع. ورغم حالة الإحباط في الشارع الفلسطيني ، إلا أنه من الواضح أن ثمن استمرار الوضع الراهن في غياب أفق سياسي لعملية تفاوضية بعيدة عن تأثير الاختلال الفادح في ميزان القوى لصالح دولة الاحتلال سيكون باهظا جدا بالنسبة للفلسطينيين .
السيناريوهات المفضلة إسرائيليا، تبدأ أولا بسيناريو استمرار الوضع الراهن وتعميق الإحتلال الاستعماري/ «الاستيطاني» العنصري وهو الأسهل لإسرائيل والذي تسعى بكل ما أوتيت من قوة اليوم لتطبيقه، مع استمرار محاولاتها لتكريس السلطة وتحويلها إلى وكيل إداري وأمني واقتصادي يخدم سياستها. أما السيناريو الثاني (الدولة ذات الحدود المؤقتة) فيقوم على مبدأ التسوية المؤقتة، وهو المفضل لدى حكومة (بنيامين نتنياهو) فهو يؤدي إلى إنشاء «دولة» فلسطينية بمساحة جغرافية أقل، وبأكبر عدد من السكان الفلسطينيين، ومقسمة إلى كانتونات بما يعفي إسرائيل من مسؤولياتها كدولة محتلة، كما يعفي المجتمع الدولي من حرج الوقوف متفرجاً على استمرار رفض إسرائيل لما يسمى «حل الدولتين». وهو أيضا سيناريو يمكن أيضا لإسرائيل من الاستمرار في تحويل السلطة إلى وكيل لها. أما السيناريو الثالث، المتزايد شعبيا في إسرائيل هذه الأيام، فيتمثل في «الانفصال الأحادي»، بما يمكن إسرائيل من تقرير حدودها النهائية بعد ضم «المستوطنات» الكبرى دون عبء المفاوضات. وعليه، فإن جوهر ما تقوم به إسرائيل – عملياً - على الأرض هو فرض الأمر الواقع مستفيدة من الدعوات المتتالية والضغوط الدولية للعودة إلى ......
http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=23822
التعليقات (0)