دارفور لم تكن مصدر امن و لا استقرار و تنعدم الحياة المدنية في مساحتها الشاسعة لكثير من شعبها حتي فرص الحياة الكريمة الموجودة داخل مدنها الكبري محصورة علي قلة مرتبطة بنظام الخرطوم او تجار الأزمة اصحاب المقدرة للوصول للسلع اساس الحياة فيديرون بها اقتصاد مبني علي يجب ان تدفع لتحافظ علي وقوفك فوق سطح الارض, لم تظهر دارفور كمنطقة موارد بشكل رسمي حتي الان الا في احاديث التضليل و النفاق السياسي الموجه لبعث امل اصفر في لسان الشعب, علينا ان نتعامل مع تلك الحقيقة دارفور خالية من الموارد لنفهم طبيعة الصراع الدائر فيها. اذا كان الصراع ضد المركز قائم علي الاستقلال فلابد لهذا الاقليم ان ينفصل اذا اجتمعت القوي السياسية في السودان بدون البشير وجماعته و اي شخص له علاقة بالرؤية العسكرية لحل القضايا ليقرروا ما اذا كانت الوحدة افضل الخيارات ستجعل الحياة سهلة ام أن للانفصال ما يبرره لتصبح دارفور دولة ذات سيادة لاهلها كما حدث لدولة جنوب السودان..
ان السودان الديمقراطي الحر الذي نترقبه بعد سقوط نظام البشير لن يكون دولة تحارب اطرافها لتعمل المؤسسة العسكرية و تسيطر علي كل شئ بما فيها الارادة السياسية للشعب بحجة توفير امن لم تمنحه يوما للشعب السوداني وجعلت منه دولة حرب الي الأبد.. كيف يحين هذا الأبد و المؤسسة العسكرية التي هيكلها البشير لتدعم و تحافظ علي وجوده في الحكم قد حولت دارفور الي كورة تتسول بها الحكومة في قطر و تقدم السيسي ككراع عنقريب لإظهار رغبتها في مضاجعة الامير لتحمل منه حلمه ان يصبح امير المؤمنين.. كيف تدار دولة بالإعانات؟ و بعد خروج الموظفون كقوة شرائية تحدد المطلوب في السوق اصبحت الآمال في المهاجرين الجدد حتي حصولهم علي اعمال تعين الاسر في الداخل علي تحمل متطلبات الحياة.. الي متي سيظل هذا الحال ؟! العسكر يسيطرون علي كل شئ و الشعب هارب من الواقع , سأجبر علي حذف بعض المقولات مثل من المحال دوام الحال, لان حالنا هو نفس الحال الدائم العاجز عن إحداث تغيير فما ظهر من نعمة مؤقتة علي دولة البشير لا يمكن حسابه حال جديد لأنه زائف بعد ان تأكد لنا إنها نعمة علي وجه سارق مفضوح امره .. دولة العسكر في السودان هي دولة الإعانات لا تسمح للشعب ان يكون منتجا حتي لا يكون ميسور الحال ليستطيع ان يدير شؤونه بعيدا عنها..
سأختم بسؤال مباشر للسيد السيسي هل تمتلك برامج تنمية حقيقية و مستدامة تساعد الانسان في دارفور علي تخطي محنته تنتظر 350$ مليون لتنفيذها ام أنك ستساعد هذا النظام لتجاوز عجزه المالي في الربع الأخير من سنته المالية, و يا سبحان الله نفس الرقم الذي ستمنحه قطر في شهر اكتوبر ستودعه امريكا لتغطية ديون السودان جزرة نصفها الحلو عند قطر و نصفها المر من واشنطن .. نتمني ان لا يتورط السيسي مع هذا النظام لاطالة عمر شقاء الشعب السوداني و ان يتخذ موقف ايجابيا مثل موقف مؤتمر البجا امام استغلال و نفاق النظام.
التعليقات (0)