في بداية الحديث لابد من أن نذكر جانباً بسيطاً من رحمة النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أثناء المعارك التي خاضها المسلمون ووصيته في قتلى ( المشركين ) ومراعاة ذويهم, فقد نهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن المُثْلَة, فقد ورد عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم) إنه قال (إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور).
وعن عبد الله بن زيد قال: "نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن النُّهْبَى، والمُثْلَة" , وقال عمران بن الحصين رضي الله عنه: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَحُثُّنَا عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَانَا عَنْ الْمُثْلَةِ".
ورغم ما حدث في غزوة أحد من تمثيل المشركين بحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه ) عَمِّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه لم يُغَيِّر مبدأه، بل حرص على النهي عن المُثلة حتى مع المشركين، ولم يَرِدْ في التأريخ حادثة واحدة تكشف لنا : إن المسلمين مَثَّلوا بأحدٍ من أعدائهم, وقد يَتَّخِذُ البعض قاعدة المعاملة بالمثل. مبرّراً لهم ليفعلوا ما يشاءون في أعدائهم، محاربين كانوا أو مدنيّين، ولكنَّ الإسلام لا يُقِرُّ القسوة أو الظلم مهما كانت المبرّرات، ولذلك لا يُطبق هذه القاعدة مع المدنيين للدولة المحاربة، حتى لو آذوا المدنيين في بلادنا!.
لكن رغم هذا النهي الواضح والصريح من النبي الرحمة الذي هو القرآن الناطق وهو قمة الهرم في الإسلام, نجد السيستاني فقيه السوء يمضي المُثلة بالقتلى ويشرع لعوامه الفتاوي بها , فمن منا لم يشاهد حفل التكريم لقادة مليشيا الحشد داخل العتبة الحسينية والذي أقامته و أشرفت عليه مرجعية السيستاني ووكلائها ومعتمديها, حيث قلدوا قادة مليشيا الحشد الأوسمة وأعطوهم المكافئات المالية وصورهم للإعلام على إنهم هم الحماة وهم المدافعين عن العرض والأرض والمقدسات, بينما حقيقة هؤلاء المليشياويين هي الأجرام والتعطش للدماء والقتل والتمثيل بالجثث وحرقها وتقطيع أوصالها بشكل يخالف كل وصايا النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم في آداب الحرب والقتال ومخالفين النهج الإسلامي ليعطوا صورة موحشة ودموية عن المذهب التشيع خصوصاً وعن الإسلام عموماً.
هذه هي حقيقة مرجعية السيستاني الكهنوتية التي كشرت عن أنيابها وفضحت نفسها بنفسها من خلال إحتفائها وتكريمها للمجرمين والقتلة من آكلة لحوم البشر لتشيع ظاهرة التمثيل بجثث القتلى التي نهى عنها الإسلام وقادته ورموزه, وتخالف الإسلام وتعاليمه ومبادئه, لتُثبت هذه المرجعية إنها مرجعية تستأكل بأسم الدين والإسلام وقد تركت الحق وأهل الحق وتمسكت بالباطل وأشاعت القتل وسفك الدماء, مرجعية عملت ومنذ سنوات على إذلال الشعب العراقي وإدخاله في دهاليز المعارك والحروب وسفك الدماء حيث قال المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الثانية من بحث " السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد " والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات ( التحليل الموضوعي للعقائد والتاريخ الإسلامي )...
{{... يقول النبي " صلى الله وعليه وآله وسلم " .. (سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا إسمه يسمون به وهم أبعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة إليهم تعود) وإلا كيف نتصور, كيف يتصور الإنسان البسيط شخص يدعي المرجعية يأتي ويُكرم ويُلبس القلادة ويُقلد الوسام لشخص يظهر علناً يقطع الأشلاء, يمثل بالجثث, كيف نتصور هذا؟! أي مرجعية وأي علم وأي عمامة هذه ؟! ...}}.
نعم هذا ما أقدمت مرجعية السيستاني على فعله, تقدم الهدايا والتكريم لكل شخص يقدم على التمثيل بالجثث ومن ثم يحرقها ويقطعها أوصالاً , لتبعث برسالة إلى كل عناصر مليشياتها التي تشكلت وبفتوى الحشد السلطوي الطائفي منها بأن " مثلوا بالجثث وأحرقوها " حتى وإن كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والإسلام والأخلاق قد نهوا عن ذلك فخذوا دينكم من السيستاني الكهنوت!! هذه هي الرسالة التي بعثتها مرجعية السيستاني لمليشياتها الإجرامية, وهذا الفعل في الوقت ذاته يُثبت للجميع كيف إن هذه المرجعية تحاول أن تضحك على الناس ومشاعرها وتلتف عليهم بخطابها التخبطي التي تدعوا فيه إدعاءاً الالتزام بآداب الحرب, فهي توصي من على وسائل الإعلام بشيء وتفعل على الواقع شيء آخر, وكما قلنا تكريمها وإحتفائها بآكلي لحوم البشر خير دليل وبرهان على دمويتها ومخالفتها الصريحة للتعاليم الإسلامية العليا .
https://www.youtube.com/watch?v=tEAjzBQXz1g
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (0)