السيستاني يُجدد الثقة بولاية ثالثة للمالكي
بعد أن وصل الحراك السياسي إلى أوج تطوراته قبيل بدأ الانتخابات التي باتت على الأبواب خاصة مع قرب موعدها المحدد و الذي لا يتجاوز عدد أصابع اليد ففي هذه الأيام نشهد صراعاً عنيفاً بلغ ذروته لحد اغتيالات مرشحي الخصوم الذي يتزامن مع الحملة الكبرى لفضح السياسيين الفاسدين كونهم سبب ما يجري على العراق من فساد و خراب و دمار لم تشهده البلاد سابقاً و لكي تتم رسم خارطة ما بعد الانتخابات فقد بدأت خيوط اللعبة تتضح جلياً من قبل السيستاني و المالكي و بقية أطراف البيت الشيعي في تحالفهم المشؤوم الذي يتلقى الرعاية الكاملة من لدن السيستاني لأنه راعي العملية السياسية في العراق ، و لكي لا تذهب جهوده سدى و لضمان عدم كشف حقيقة العلاقات المشبوهة التي تربطه بالسياسيين الفاسدين أمام الرأي العام فقد أرسل السيستاني خمسين معمماً من أتباعه المقربين منه للقاء نوري المالكي لكي يتم الاتفاق على صيغة نهاية يتم من خلالها رسم خارطة جديدة تكون ذات جدوى تكمن في نزول هؤلاء المعممين إلى الشارع في محاولة إعادة الثقة بالانتخابات من جانب المواطن الذي توصل إلى قناعة تامة بعدم الجدوى من الذهاب إلى الانتخابات وهي مهزلة سياسية تزامنت مع دعم السيستاني لكل القوائم الفاسدة التي حكمت البلاد وعلى مدار 15 سنة ولم تأتي بشيء جديد يُذكر فاليوم هي ذات الوجوه السياسية الكالحة جاءت لتحكم من جديد و تحت رعاية السيستاني وكل مَنْ يعترض على هذه الأدلة الواقعية لما يجري في العراق فعليه أن يعطي المبرر الكافي لوجود هذا الكم الهائل من المعممين في اجتماع المالكي ؟ لماذا يوجد هؤلاء مع المالكي في الوقت الذي صرحت فيه المرجعية أنها لا تدعم أية قائمة أو أي مرشح و كذلك فتواها التي تقول المجرب لا يُجرب ؟ بالأمس قاسم العوادي وكيلها في السماوة يقود الحملة الانتخابية لنوري المالكي و اليوم وكيلها في العمارة هاشم الشرع يثقف للمالكي و يدعو العراقيين جميعاً لانتخاب المالكي أليس هذا تناقض واضح بين دعوة و فتوى السيستاني و أفعال وكلائه و معتمديه ؟ ثم المالكي مجرب و ثابت فساده و سرقاته المالية و خياناته العظمى و إدانته رسمياً بتهريب أموال العراق و كل المدانيين قضائياً إلى خارج العراق فلماذا يا ترى يذهب معممي السيستاني للقاء المالكي ؟ لماذا لم يذهبوا إلى العبادي أم اياد علاوي أم أسامة النجيفي أم صالح المطلك لماذا المالكي بالتحديد ؟ هذه الأسئلة تضع أمام العراقيين و العالم أجمع حقيقة واحدة لا غير فرغم كل ما صدر من المالكي من جرائم و سرقات مالية و طائفية دموية و اعتداءات مليشياته الإرهابية و خيانته العظمى و قتله الأبرياء فإن السيستاني قد وضع ثقته مجدداً بالمالكي كرئيسٍ للحكومة المقبلة بدعمه اللامحدود ليُحقق حلم الولاية الثالثة الذي ينتظرها المالكي بفارغ من الصبر و تحت رعاية السيستاني و ليجعل العراق بلد الفساد و الافساد الأول عالمياً .
بقلم الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي
التعليقات (0)