السيستاني يتحمل أوزار الحشد.. لأنه مؤسّسِه وزعيمِه الروحي..
الرفض الواضح والصريح والدائم بالقول والفعل والموقف لكل أنواع التقاتل أو الدعوة إليه والتحريض عليه أو تبريره أو نشر ثقافة أو فكر يكون التصادم والتقاتل نتيجة حتمية بسبب التركيبة المتنوعة التي لا يخلو منها أي شعب من الشعوب، فذلك الرفض هو من مدلولات السلم الأهلي والأمن الاجتماعي ومن قواعد تحقيقه، وهذا يعني أن السلم الأهلي هو العمل الدائم على منع وقوع الحرب الأهلية والتي هي الشر المطلق مهما كانت الأهداف والغايات والمبررات والشعارات التي تتلبس بها، ومن هنا تعتبر الفتاوى والخطابات التي تحرض وتشرعن التقاتل وتذبح السلم الأهلي والأمن الاجتماعي اخطر على المجتمعات من النتائج الكارثية الناجمة عن ذلك التقاتل، ويعتبر مطلقوها في دائرة الاتهام بجرائم حرب جماعية باعتبارهم السبب الرئيسي في إذكاء نار الحروب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر، فهم المدانون أولا وقبل مَن ينغمس في تلك الحروب لأنهم العقل المدبر لصناعتها والتغرير بمن وقع في شراكها وأحرق واحترق بنارها.
لقد بات الحشد الشعبي الذي تأسس على خلفية فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها مرجعية السيستاني الخطر المحدق في العراق، لما ارتكبه ويرتكبه من جرائم فاقت حد التصور والخيال، ضجَّت منها القواعد الشعبية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمجتمع الدولي عموما، ناهيك عن انه أصبح القوة المسيطرة على كل مقدرات العراق الأمنية والسياسية والاجتماعية وغيرها، لأنه اكتسب شرعيته من فتوى الجهاد، وقانونيته من الحكومة التي باتت عاجزة عن الوقوف بوجهه أو حتى أن تقول له أفٍ، فمرجعية السيستاني هي من تسببت في تأسيس ودعم وإسناد وحماية مليشيا الحشد الشعبي، وعليه ووفقا للضوابط العقلية والمنطقية والشرعية والأخلاقية والإنسانية وكل الأعراف والقوانين، ينبغي أن لا تقتصر خطابات الرفض والإدانة والاستنكار والاتهام والمسائلة على النتائج، ويُغَض الطرف وتخرس الألسن عن توجيه تلك الخطابات إلى السبب والمسؤول عن تلك النتائج الكارثية والذي هو فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيستاني، فعلى أصحاب تلك الخطابات أن يوجهوا كلامهم وأسئلتهم ومسائلتهم إلى السيستاني بشخصه، كمال قال المرجع العراقي العربي الصرخي في اللقاء الذي أجرته معه جريدة "العربي الجديد"، حيث كان مما جاء في حديثه ما نصه:
((من عنده كلام عن الحشد وأفعاله من ذم أو نَقْدٍ أو اتّهامات بتطهيرٍ عِرْقِيٍّ طائفِيٍّ وتهديمِ مساجد وتهجيرِ عوائل وأعمال قتل وسلب ونهب، وغيرها من دعاوى واتهامات، فَعَلَيْه أن يوجّه كلامَه وسؤالَه ومساءلتَه لشخص السيستاني، مؤسّسِ الحَشْد وزعيمِه الروحي وقائِدِه وصمّامِ أمانِهِ)).
للإطلاع على كامل الحوار من خلال الرابط التالي:
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)