مواضيع اليوم

السيرة الذاتية في الادب الفلسطيني

عوني عارف ظاهر

2012-10-10 07:25:13

0

السيرة الذاتية في الادب الفلسطيني



 نابلس - من عماد سعاده - نظم صالون الدكتورة افنان دروزة الثقافي، ندوة ثقافية حول

"السيرة الذاتية في الأدب الفلسطيني"، أدارتها صاحبة الصالون، وتحدث فيها عددا من الأدباء 

والشعراء والكتاب.

 وأشارت الدكتورة دروزة في مداخلتها الى ان "السيرة الذاتية في الأدب الفلسطيني تكاد

تكون مهمشة، مع أن الذين كتبوا سيرهم الذاتية في الداخل والشتات كثيرون، وهذا يستوجب

من الجلامات الفلسطينية وخاصة أقسام اللغة العربية أن يرصدوها ويزودوا مكتبات الجامعات

ً بنسخ عنها، لتكون مصدرا لتأريخ ثقافة الشعب الفلسطيني وأدبه وتاريخه ونضاله وشعرائه

وأدبائه ورجالته ومناضليه ضد الأحتلال ومقاومته".

وتحدث المحاضر في كلية الأداب بجامعة النجاح الوطنية الدكتور عادل ابو عمشة عن فن

ً السيرة الذاتية، مشيرا ً  الى انها تعد نوعا من التاريخ، ولكنها لم تعرف عند العرب إلا مؤخرا ً  نظرا

لهتمامهم في عصر الجاهلية وبداية التاريخ إلأسلامي برواية "العنعنة"، التي تقول روي عن

فلان  وعندما اهتموا بالسيرة تخلصوا من هذه العنعنة وظهر ما يسمى بالسيرة الغيرية التي

يكتبها الفرد عن آلاخرين. 

وتابع  أنه  في  العصر  الحديث  لم  يعرف  ألادباء  العرب  السيرة  الذاتية  إلا  عندما  سافرت

البعثات العلمية إلى أوروبا، فعلى إثرها ظهرت "سيرة ألايام" لطه حسين، و"أنا" لعباس محمود

العقاد، و"زهرة العمر وسجن العمر" لتوفيق الحكيم، و"حياتي" لأحمد أمين ، و"سبعون" لميخائيل

نعيمة".   واشار ابو عمشة الى أنه في الأدب الفلسطيني كانت مذكرات يغلب عليها "الطابع

التاريخي" كمذكرات عوني عبد الهادي، والحاج أمين الحسيني، وإسحق البديري،  أما في أواخر

السبعينات من القرن العشرين وبعده، فقد أصبحت المذكرات تتناول الحياة بشكل عام حيث

ظهر منها مذكرات "البئر الأولى" لجبرا إبراهيم جبرا، و"غربة الراعي" لإحسان عباس، و"رحلة

صعبة رحلة جبلية" لفدوى طوقان، ومذكرات "عائشة عودة" المناضلة التي روت ظروف اعتقالها

القاسية وكيفية تحقيق الجنود الإسرائيلين معها وهي في السجن.

 وأوضح أبو عمشه أن السيرة الذاتية كانت في البداية تقتصر على أبناء العائلات والطبقات

الارستقراطية، ولكنها أصبحت فيما بعد ملكا للجميع حيث يستطيع أي إنسان أن يكتب سيرته

إذا كان لديه الحس  اللغوي والقدرة على البوح عن المكنون.

  وبدوره عرف الشاعر طارق عبد الكرمي السيرة الذاتية على أنها فن نثري يكتبه الكاتب ّ

ً عن نفسه مركزا على إبراز ذاته بخيرها وشرها، ويعرض فيها ذكرياته وتجاربه وآراءه في الحياة

والمجتمع، ويصور الأحداث من خلال علاقته بها وتأثره بها، وهي أقرب إلى اللون القصصي لأن

ً الكاتب يتتبع حياته عاما بعد عام، لذلك فهي تعتبر جزءا من التاريخ، لأن تاريخ أي إنسان هو

جزء من تاريخ أمته.

واضاف أن السيرة الذاتية يجب أن تتصف بالصدق والصراحة والأمانة دون تجميل للواقع، وأن

تتضمن ذكريات الطفولة والحياة التعليمية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية، والتعرض

للأحداث والوقائع وتسجيل المأثورات الشعبية من عادات وتقاليد وأساليب معيشة وحكايات

فكاهية، وتدوين أسماء شخصيات لها تماس مباشر أو غير مباشر مع صاحب السيرة".

 وأشار الى أن السيرة الذاتية وجدت قديما في ألأدب الغربي كسيرة الفيلسوف اليوناني

"جالينوس"، ثم جاءت اعترافات "جان جاك روسو" الفرنسي وغيرهما.  وفي تراثنا العربي عرفت

سيرة ذاتية لحنين بن إسحق، ثم الرازي وابن خلدون، وغيرهم.  وفي العصر الحديث جاءت سيرة

محمد عبده المصري، و رشيد رضا اللبناني، و محمد كرد علي السوري.

 وفي فلسطين ظهر كتاب "كذا أنا يا دنيا "للسكاكيني، وذكريات الشاعر اسكندر الخولي،

وإحسان عباس، وجبرا إبراهيم جبرا.  ومن عرب 1948 عرف الأديب حنا أبو حنا في سيرته

ظل الخيمة.  وفي نابلس ظهرت سيرة فدوى طوقان، وكتاب "نابلسيات" لمالك فايز المصري،

و"ذكرياتي" لنهاد المصري، و"ذكريات" لعلي خليل حمد، و"كنار من جبل النار« للشاعر لطفي

زغلول، و"فدوى طوقان كما عرفتها" للدكتورة أفنان دروزه، و"رحلتي للحج"  للشاعر طارق عبد

الكرمي، و"رحلة الجد والعرق" لوجيه الأمين.

بدوره تناول عمر الغوراني، سيرة التربوي وجيه أمين بالنقد والتحليل، واصفا إياها أنها سيرة

تربوية فقط لم تتطرق إلى الأحداث التاريخية السياسية في فلسطين مع أنه عايشها، ولم تتضمن

عاداته الإجتماعية مما جعلها سيرة عادية لإنسان مربي.

 أما المربي علي خليل، فقد اشار الى أن "السيرة الذاتية هي مسيرة تأثر وتأثير في ثلاثة محاور: 

العائلة، المهنة أو العمل والمجتمع"، معلقا أن السيرة الفلسطينية مظلومة وغير مكتشفة فهناك

مثال سيرة هارون هاشم رشيد، وسيرة محمود السمرة، و محمد علي الطاهر، و محمد عزت دروزه. 

وتساءل الدكتور وائل تكروري عن أي مدى يمكننا الوثوق بمصداقية السيرة الذاتية، سيما وأن

البعض يحاول تجميل نفسه والواقع خوفا من نقد الآخرين أو الوقوع بشباكهم وخاصة إذا ما

زالوا أحياء يرزقون؟.

 أما الدكتور عبد الرؤوف خريوش، فقد شارك بمداخلة فرق فيها بني السيرة الذاتية والمذكرات

واصفا ألأولى "بأنها رحلة عمر"، في حين وصف الثانية بأنها "عبارة عن يوميات"، وفي نهاية

الندوة قرأ الدكتور جلال عيد جلال بعض الخواطر الأدبية الطريفة نالت استحسان الحضور.

 ندوة ثقافية في نابلس حول "السيرة الذاتية في الأدب الفلسطيني«




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات