مواضيع اليوم

السيد هنية بين المصالحة وشرايين الحياة

فلسطين أولاً

2010-01-24 07:47:19

0

السيد هنية بين المصالحة وشرايين الحياة

اسم الكاتب : صلاح صبحية

يعتب السيد اسماعيل هنية المُقال على وسائل الإعلام لأنها تتجاهل حقيقة الواقع في قطاع غزة من إنه واقع انقلابي انقسامي ، فوسائل الإعلام وحسب السيد هنية المُقال تجعل من كلمة المُقالة صفة متلازمة لحكومة الانقلاب والانقسام ، فوسائل الإعلام تقول : الحكومة المُقالة ، داخلية المُقالة ، تعليم المُقالة ، صحة المُقالة ،..... ، وهذا ما يزعج السيد هنية المُقال ، رُغم اعترافه بإقالته من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ولكنه يستدرك بأنّ حكومته المُقالة تحولت إلى حكومة تسيير أعمال ، وفي الوقت نفسه يتجاهل بأنّ الرئيس الفلسطيني كلف السيد سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة وكان ذلك ، بحيث أصبحت هي حكومة الرئيس بدلا من حكومة تسيير الأعمال التي انتهى عملها بممارسة الحكومة الجديدة لأعمالها  ، ولكنّ السيد هنية المُقال رُغم إقراره بإقالته يصحو اليوم على اسطوانة جديدة لواقع مضى عليه نحو ثلاثين شهرا ، ويسمعنا عزفاً كان السيد هنية المُقال بغنى ً عن عزفه ، فهو يعلن اليوم تجسيد الانقلاب وتجسيد الانقسام من خلال طلبه لوسائل الإعلام بأن تستخدم عبارات لا تغضب أحداً حسب رأيه ، فبدل أن نقول الحكومة المُقالة نقول الحكومة الفلسطينية في غزة أو نقول الحكومة الفلسطينية برئاسة هنية ، وهذا يتطلب بالتالي من وسائل الإعلام أن تقول بالمقابل الحكومة الفلسطينية في الضفة أو الحكومة الفلسطينية برئاسة فياض ، وبذلك يكون السيد هنية المُقال قد وصل إلى ما يريد هو وحركته ، انقلاب وانقسام متجدد ينعي المصالحة الفلسطينية إلى مقبرة التاريخ ، وتصبح غزة العزة دولة فلسطينية لها حكومة فلسطينية برئاسة السيد هنية المُقال ،هذه الدولة الغزاوية نسبة إلى الغزيين ساكني قطاع غزة كما يحلو لبعض وسائل الإعلام أن تسمي أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة والذي كان تمهيدا للسيد هنية المُقال لكي يخطو خطوة أخرى بتجسيد الانقلاب والانقسام على الأرض وهو يعلم علم اليقين بأنّ هذه الدولة الأمارة ليس لها أي مبرر لوجودوها ، ولكن يوجد مبرر لمساعدتها على الحياة والبقاء ، لأنّ أمارة بهذا الوضع يجعل الآخرين يستمرون في فرض الحصار ليس عليها وإنما على القطاع بكل سكانه من الفلسطينيين  ، مما يجعل المهتمون بالعمل الإنساني ظاهرياً وموضوعيا أن يهتموا بواقع قطاع غزة المحاصر مما يدفعهم إلى تنظيم قوافل شرايين الحياة ، والذي يجعل عملهم الإنساني هذا خدمة لسياستهم الذاتية في بلدانهم لتحقيق مصالح خاصة على حساب شعب فلسطيني محاصر في قطاع غزة ، وفي الجانب الذاتي لكلٍ من السيد هنية المُقال ومنظمي قوافل شرايين الحياة تلتقي المصالح التي تخدم كل الأطراف ، الانقلابيون الانقساميون بقيادة هنية المُقال يلتقون مع منظمي قوافل شرايين الحياة ويلتقون مع العدو الصهيوني ،  فالحصار المفروض على قطاع غزة من قبل العديد من الأطراف لا يمكن كسره وفكه بمزيدٍ من تكريس الانقلاب والانقسام الذي يُبقي على الحكومة المُقالة  ، ولا يمكن كسرالحصار وفكه من خلال قوافل شرايين الحياة التي وجد منظموها فيها ضالتهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية في بلدانهم  ، ولا يمكن للعدو الصهيوني أن يسمح لأية جهة كانت بكسر الحصار وفكه ، لأنّ العدو الصهيوني يريد أن يُبقي حالة قطاع غزة هي الهاجس اليومي لكل الشعب الفلسطيني ، وأن تطغى حالة القطاع على كل جوانب الوضع الفلسطيني لأنّ الحالة الإنسانية أهم من الحالة السياسية ، وإن كان يسمح باختراق الحصار من قبل قوافل شرايين الحياة وذلك من أجل استمرار الحالة الإنسانية   ، وبذلك تتفق الأطراف الثلاثة بشكل ضمني على أنّ الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة  هي حالة إنسانية ، هي حالة جوع ٍ  وفقرٍ ومرض ٍ  وحرمان ولا تحلّ إلاّ من خلال المساعدات الإنسانية التي يمكن تنظيمها تحت عنوان شريان الحياة ، وبالتالي فهذا ينسينا الحصار السياسي الذي يعيشه قطاع غزة .

 

      وإذا كان السيد هنية المُقال قد عمل جاهداً على انقسام وانفصال قطاع غزة عن الضفة ، فأنه لم يكتف بذلك بل كرّس الانقسام والانفصال داخل القطاع نفسه وذلك من خلال محاولاته المستمرة بالانقضاض على فصائل منظمة التحرير وحرمانهم من مساعدات قوافل شرايين الحياة ، وبالتالي كانت التضحية بالمصالحة الفلسطينية الفلسطينية  من أجل الهيمنة الحمساوية على كامل قطاع غزة ، فقطاع غزة المحاصر من الخارج  ،هو محاصر أيضاً  من الداخل بفعل الحكومة الفلسطينية في غزة ، هذه الحكومة الفلسطينية  ـ حسب تسمية السيد هنية المُقال ـ  التي لا تعمل من أجل خدمة كل الشعب الفلسطيني لكونها مستفيدة من مساعدات قوافل شرايين الحياة والتي جعلتها تتحكم برقاب المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة ، فالعجب الذي نراه اليوم من السيد هنية المُقال الإدعاء بأنه رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة ، ولكنه بممارساته لا يمثل كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

 فاي مصالحة يريدها السيد هنية المُقال وهو يزيد الهوة والشرخ بين أبناء الشعب الفلسطيني عندما يتحدث عن حكومتين شرعيتين في كل من القطاع والضفة ، أليس الأولى بالسيد هنية المُقال أن يعترف  ويقر بأنّ ما يسميه بحكومته ليس لها وجودا إلا في أمارته ، وإذا كان هو رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة فمن هو رئيس السلطة في غزة ، أم أنّ الرئيس أبو مازن يمارس صلاحياته من خلال حكومتين شرعيتين واحدة في القطاع والثانية في الضفة ، فالسيد هنية المُقٌال لا يريد المصالحة لأنّه يريد تدفق مساعدات قوافل شرايين الحياة إلى حركته وليس إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة ،

 

فهنيئا لك هنية المًقال بمساعدات قوافل شرايين الحياة





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !