الانفتاح والتواصل مع مكونات المجتمع اللبناني فقد ساهم الإمام الصدر وبزخم كبير في تجسير العلاقات، وتطوير مناخات الانفتاح والتواصل بين المسلمين الشيعة وباقي الطوائف والمذاهب والجماعات الأخرى، الإسلامية والمسيحية وغيرها. وقد وجد هؤلاء في خطاب الإمام الصدر وحركته الثقافية والاجتماعية والسياسية، كل ملامح الانفتاح والتواصل والرغبة الصادقة والأكيدة في بناء العلاقات والتفاهمات. وكل من تعرف على الإمام الصدر نقل هذه الصورة عنه، وباتت من الملامح المعروفة عن شخصيته. ففي أبريل 1975م اعتبر الكاتب إلياس الديري المعلق في جريدة النهار، أنه للمرة الأولى ربما لا تصبغ حركة رجل دين بطابع طائفي، ولا توصم بوصمة التعصب. وذلك أن حركة الإمام الشيعي استقطبت حولها، وجذبت إليها الإعجاب والتقدير والتعاطف من الموارنة والسنة والأرثوذكس، واكتسبت صفة الدفاع عن حق الإنسان في لبنان، لا الدفاع عن حق الطائفة أو الطائفي (5). وبهذا النشاط استطاع الإمام الصدر أن يساهم في إخراج المجتمع الشيعي من واقع العزلة والتغييب إلى واقع الانفتاح والتواصل. النشاط الذي حرض الآخرين أيضاً على الاندفاع نحو الانفتاح والتواصل مع المجتمع الشيعي. ثالثاً: تنظيم واقع الطائفة الشيعية وبناء العلاقات الداخلية بين مكونات المجتمع الشيعي نفسه، فقد اهتم الإمام الصدر بالتعرف على مختلف الكفاءات والطاقات داخل الطائفة الشيعية، والعمل على تجميع هذه الطاقات في إطار منظم، وتحريكها باتجاه استنهاض الطائفة الشيعية من داخلها، وبواسطة مكوناتها الذاتية. وفي هذا.......
التعليقات (0)