مواضيع اليوم

السيد محمد علي الحسيني يؤكد على المعاني السامية للزواج ويجدد دعوته للتصدي لمواجهة الإسلاموفوبيا



السيد محمد علي الحسيني يؤكد عبر نداء الجمعة على المعاني السامية للزواج ويجدد دعوته لتوحيد كلمة الأمة في مواجهة التحديات ولا سيما التصدي لمواجهة الإسلاموفوبيا 

ألقى العلامة السيد د. محمد علي الحسيني خطبة عبر نداء الجمعة من بيروت، عرض فيها معاني وقيم الزواج في الإسلام انطلاقا من قوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ، مؤكدا أن الزواج هو من نعم الله على الإنسان لأنه أساس الراحة والطمأنينة والوئام في المجتمع.

ورأى الحسيني أن الزواج هو مؤسسة قائمة على أواصر المحبة والمودة التي تمتد بين القرينين فتقوى وتترسخ العلاقة الزوجية، بما يجعلها مناسبة لتربية وتنشئة الأطفال الذين سيصبحون أساس وغد المجتمع.


وشدد السيد الحسيني أن الزواج يشكل أيضا أساس استمرار وبقاء الإنسان على الأرض، بالإضافة إلى مقصد إشباع الفطرة الجنسية التي أوجدها الله في الرجل والمرأة من خلال هذا الرابط المتين والمقدس.


و أضاف: إن تأكيد الإسلام على الزواج من المبادىء الأساسية، التي ليس بوسع أحد نكرانه أو السعي إلى تأويله، خصوصا وأن الرسول الأكرم (ص) قد قال بخصوص أهمية الزواج وتحفيزه عليه: (ما بني في الإسلام أحب إلى الله من التزويج).


وتطرق السيد الحسيني في الشق الثاني من خطبته إلى الشأن السياسي، فدعا جميع القوى السياسية في لبنان إلى تسهيل عملية تشكيل الحكومة حتى لا يبقى البلد مكشوفا على المخاطر، وخصوصا من الناحية الاقتصادية والمالية التي تمس بشكل مباشر معيشة المواطنين .

وجدد الحسيني دعوته إلى إرساء أسس حل سياسي للأزمة السورية برعاية الأمم المتحدة، بما يحقق أماني وطموحات الشعب السوري الشقيق بحياة كريمة وآمنة .

واعتبر العلامة الحسيني أن التطورات الأخيرة في العراق يجب أن تكون مدعاة تفكير من مختلف المكونات السياسية في هذا البلد للالتفات إلى مطالب الشعب العراقي، بعد ما عاناه من مآس وفظائع في مواجهة هيمنة التنظيمات الارهابية ومن حقه أن ينعم بأبسط مقومات العيش الكريم .

وشدد الحسيني على ضرورة إنهاء مأساة الشعب اليمني بحل سياسي يعيد الأمور إلى نصابها ، ويسمح بأن تقوم الدولة ببناء ما خربته الحروب وتوجيه العناية الخاصة لبلسمة جراح الشعب اليمني وما يصح عن اليمن يصح أيضا عن ليبيا الجريحة .


أما في الشأن العربي والإسلامي العام، أكد العلامة الحسيني أن الأمة العربية والإسلامية مدعوة اليوم إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة في مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجهها ولا سيما التصدي لمواجهة الإسلاموفوبيا في الغرب والتي تطال العرب أيضا.


وختم الحسيني بالتأكيد على أن من واجب رجال الدين المعتدلين وكذلك الدول والمؤسسات والهيئات المعنية التعاون في ما بينها، لإطلاق حملات توعية وفعاليات فكرية وثقافية وسياسية ونشاطات إعلامية، في البلاد العربية والاسلامية والغربية، من أجل الدفاع عن ديننا الحنيف بوصفه دين الاعتدال والانفتاح والتأكيد على أن موجات التكفير والترهيب ليست من صلب الإسلام وإنما هي مظاهر شاذة تدعي الانتساب إليه، وهو منها براء.

بيروت / الجمعة 28 9 2018


نص كامل الخطبة الدينية

الزواج أساس لإشاعة الطمأنينة والوئام في المجتمع


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه المنتجبين، وبعد:

قال سبحانه وتعالى في کتابه الکريم: ﴿ومن آياته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إليها وجعل بينکم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفکرون﴾ عندما خلق الله عزّ  وجلّ الکون بما فيه کرتنا الأرضية، جعل لکل شيء هدفا وغاية، فليس هناك أيّ عبث في أيّ أمر أو مجال في کل ما قد خلقه الله تعالى، وهذا الأمر ينسحب بصورة خاصة على الإنسان، الذي فضله عزّ  وجلّ على سائر الخلق ومنحه من القدرات والمؤهلات ما لم يمنحه لغيره، وقد أنعم الله تعالى على الإنسان بنعمة الزواج التي هي أساس الراحة والطمأنينة والوئام في المجتمع.

في هذه الآية الکريمة، يصف الباري عزّ  وجلّ نعمة الزواج عندما يخاطب الإنسان، بأنه تعالى خلق زوجا للإنسان، أي قرينا ينجذب ويرتاح ويطمئن إليه، من خلال أواصر المحبة والمودة التي تمتد بينهما وتقوّي وترسخ العلاقة الزوجية، بما يجعلها مناسبة لتربية وتنشئة الأطفال الذين سيصبحون أساس وغد المجتمع .

أيها الإخوة المٶمنون والمٶمنات

بما أن الزواج يشکل أساس ونواة المجتمع، فهو يشکل أيضا أساس استمرار  وبقاء الإنسان على الأرض، لهذا فقد قال تعالى في القرآن الکريم: ﴿والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة﴾ والحديث يقول: (تناكحوا تناسلوا) فهذا أيضا مقصد هام جدّا.

هناك مقصد آخر هو أن الله ركّب في الكيان البشري الغريزة الجنسية، أو الدافع الجنسي الفطري، الذي ينطلق الرجل من خلاله، فيميل إلى المرأة وتميل المرأة إلى الرجل، بحكم الفطرة البشرية، فلا بدّ أن تشبع هذه الفطرة، لذلك جاءت الأديان لتنظم إشباع الغريزة ولا تطلق لها العنان، فنجد أن هناك من الناس وقفوا من هذا الأمر ثلاثة مواقف: هناك ناس كبتوا هذه الغريزة، كما هو الحال بالنسبة لنظام الرهبانية، وهناك ناس أطلقوا لها العنان بلا ضابط، كما فعلت الفلسفة الإباحية، وهناك النظام الذي جاءت به الشرائع السماوية وختمها الإسلام، الذي نظم ذلك عن طريق الزواج الذي سماه الله في القرآن ميثاقا غليظا وهي كلمة قالها عن النبوة ، فقال عن الأنبياء: ﴿وأخذنا منهم ميثاقا غليظا﴾، وقال عن الزوجات ﴿وأخذن منكم ميثاقا غليظا﴾، فهو رباط متين مقدس، فلا بدّ للإنسان أن يشبع هذه الرغبة الفطرية  بهذا الزواج، وهذا ما جاء في الحديث: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج). والله تعالى يقول: ﴿أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن﴾ ذلك أن حاجة الرجل والمرأة إلى بعضهما البعض کالحاجة إلى الثوب، الذي يحقق له الستر والزينة والوقاية والقرب والدفء فهذه مكانة الزوجية من كلا الطرفين.

أيها الإخوة المٶمنون والمٶمنات

إن تأکيد الإسلام على الزواج من المبادئ الأساسية، التي ليس بوسع أحد نکرانه أو السعي إلى تأويله، خصوصا وأن الرسول الأکرم “ص” قد قال بخصوص تأکيده على أهمية الزواج وتحفيزه عليه: (ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج ). وقال عليه الصلاة والسلام وهو يٶکد بأن الزواج أحد مقومات ورکائز الانتماء والاقتداء بسنته: (النکاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني). فالرسول “ص” يعتبر الزواج نصف الدين، (من تزوج فقد أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر ). وفي الوقت نفسه فقد حذر الرسول الأکرم من ترك الزواج، حتى لو کان بسبب الفقر فقال “ص”: (من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله). وأوصى الرسول الأکرم بأن لا يکون هناك تشدد ومغالاة في تزويج البنات، فقال بهذا الصدد: (إذا أتاکم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلّا تفعلوا تکن فتنة في الأرض وفساد عريض). ذلك أن الإعراض عن الزواج تدينا يعني أن الواحد يريد أن يترهّب، وهذا غير مشروع في الإسلام: (لا رهبانية في الإسلام) ولما سمع النبي عليه الصلاة والسلام بعض الصحابة الذين سألوا عن عبادة النبي “ص” فوجدوه عليه الصلاة والسلام، يقوم بعض الليل وينام بعضه، ويصوم بعض الأيام ويفطر بعضها، كأنهم تقالوا هذه العبادة، وقالوا: أين نحن من رسول الله، رسول الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فواحد قال: أنا أقوم الليل فلا أنام أبدا. والثاني قال: أنا أصوم الدهر فلا أفطر أبدا. والثالث قال: وأنا أعتزل الناس فلا أتزوج أبدا، فالنبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم وقام وخطب في الناس وقال: ( أنا أخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني). فسنته ومنهجه عليه السلام، منهج التوازن والاعتدال، فلا يجوز للإنسان أن يعرض عن هذا، مخالفا للنبي الأکرم ”ص”. ولكن إذا كان الإنسان يخاف على نفسه أن يجور على المرأة ولا يقوم بحقها، وليس عنده القدرة المالية أو ليس عنده القدرة الجنسية فيعني يجوز له هذا. ولذلك قال بعض العلماء إن الزواج تعتريه الأحكام الخمسة، لکن علينا أن ننتبه لنقطة مهمة جدّا وهي ضرورة إحسان الرجال لزوجاتهم والاهتمام بهن ورعايتهن کما أمرنا الرسول “ص”: ( خيرکم خيرکم لأهله وأنا خيرکم لأهلي). کما يقول “ص”: (أکمل المٶمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارکم خياركم لنسائكم). فالإسلام دين وضع کل قواعد وأسس الحياة، فالمرأة تقوم بمهمة الإنجاب والأمور المنزلية والاهتمام بالأطفال ورعاية الزوج، وفي المقابل لا بدّ للرجل من أن يمنحها مکانة ومنزلة خاصة ويجعلها ترکن إليه کملاذ وسند لها من کل النواحي.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، قال تعالى: ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملکم ورسوله والمٶمنون﴾.


https://www.youtube.com/watch?v=qI7bXvko8u4&feature=youtu.be




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات