الإسلام فضاء مترام لا نهاية لمراميه ومقاصده القيّمة والنبيلة التي تسعى للسّموّ بالإنسان وجعله يسير في طريق التکامل بالمعنيين الماديّ والروحيّ، وفي معظم الأحيان فإنّ الإنسان ولکي ينْهل من النبع الرقراق والمعطاء للإسلام، فإن من المهمّ أنْ يسعى من أجل هذا الهدف بأنْ يکْبح منْ جماح غرائزه ويجعلها ميالة "ولا نقول مقيدة" بأريج القدرات الروحية الخفية التي منحها سبحانه وتعالى لکلّ إنسان. وبذلك تتوسّع دائرة فهْمه ومدى قدراته للسيطرة على الذات، وحتى الموضوع فيما لو استمرّ في بنائه الروحيّ في الطريق الصحيح. يقول الله تعالى:﴿أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقْفالها﴾. وفي آية أخرى:﴿ وقال الرسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهْجورا﴾ والذي يرْبط بين الآيتين الکريمتين، أنّ القرآن ليس مجرّد کتاب نقرأ فيه وإنما نغوص ونبْحر فيه لکي ننْهل منه ونجسّده ونعبّر عنه في الحياة، بل من المهمّ جدّا وعندما نصل إلى طرق مسْدودة أنْ نعْرض الحالات على القرآن ونبْحث عن الحلول.. القرآن الکريم والإسلام طريق للحياة القويمة والسعادة الحقيقية.
السيد محمد علي الحسيني
التعليقات (0)