بسم الله الرحمن الرحيم
السيد حسن الهادي أبوخريص في ذمة الله
تلقيت صباح اليوم خبر وفاة السيد حسن الهادي أبو خريص في حادث مؤلم بمزيد من الحزن والألم العميقين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. كما نشكر الصديق الأستاذ الكبير فاضل المسعودي على رثائه للأخ حسن ونقل خبر وفاته ألى أصدقائه ومعارفه .والأستذ فاضل المسعودي الصحفي والكاتب الكبير والمؤرخ المبدع جزاه الله خيرا يتابع أخبار جيلنا القديم الذي شتت شمله في بقاع العالم وحرم من خدمة بلاده والعيش بها طوال حكم الطاغية البغيض . ولم نعد نسمع عن بعضنا البعض سوى أخبارحالات الوفيات التي تتوال علينا دون إنذار وهذه سنة الله .
لقد كان حسن بو خريص من خيرة الدبلوماسيين الليبيين الذي خدموا بلادهم بأخلاص وجدارة . أذكر سنة 1958 عندما كنت سكرتيرا للسيد عبد المجيد كعبار رئيس الوزراء ووزير الخارجية وتقرر نقلي ألى لندن كسكرتيرثان في السفارة الليبية في لندن ، وطلب مني رئيس الوزراء ان أرشح له شخصا ليحل محلي فقد رشحت له السيد حسن ابو خريص وكان في وزارة الخارجية أيضا ، فقال السيد عبد المجيد كعبار رحمه الله إنه يعرف السيد حسن أبو خريص طبعا وبعتمد عليه في وزارة الخارجية ولكن يظهر إنه لا بديل له . وكان حسن ابو خريص رحمه معنا في الوفد الليبي الذي ذهب ألى لندن لأعادة النظر في الأتفاقية المالية البريطانية الليبية برئاسة رئيس الوزراء عنما كانت ليبيا الفقيرة تعيش على الهبات والمساعدات الأنجليزية والأمريكية . وكان السيد حسن سكرتير الوفد ومترجم في المفاوضات بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية السيد عبد المجيد كعبار والمستر ماكملان رئيس وزراء بريطانيا أنذاك والمستر سلويد لويد وزير خارجية بريطانيا . وبعد رجوعي من لندن والقاهرة ألى وزارة الخارجية سنة 1962 وجدته لا زال في نفس الوظيفة في مدينة البيضاء مع رئيس الوزراء المرحوم السيد محمد بن عثمان . قال لي ( سامحك الله لقد ورطتني في هذه الوظيفة التي يصعب التخلص منها وحرمتني من عملي الدبلوماسي ومن دوري في الخروج لاحدى السفارات ، ولكني تحصلت على وعد من رئيس الوزراء للسماح لي بالرجوع الى الخارجية وأقترحت عليه ان يعينك مكاني لرد الصاع صاعين )، والحمد لله لم يتم ذلك وإستقال السيد محمد بن عثمان من رئاسة مجلس الوزراء وحل محله الدكتور محي الدين فكيني . ورجع السيد حسن أبر خريص الى وزارة الخارجية ونقل بعدها إلى عدة سفارات ليبية ورقي إلى درجة سفير.وتوالت السنوات وحصل إنقلاب ستمبر المشئوم سنة 1969 وفرقتنا السنوات طوال عهد الطاغية وتشتتنا في أنحاء العالم ، ولم أسمع منه الا في سنة 2008 عن طريق الصديق السيد سادات البدري الذي كان في القاهرة وطلبت منه كصديق الأتصال بمطبعة الشروق الدولية لطبع كتابي مذكرات شاهد على العهد الملكي الليبي الذي صدر سنة 2008 ومنع من دخول ليبيا حتى الان . وقد تفضل السيد حسن أبو خريص رحمه الله بأرسال أخر صوره له مع الاخ سادات . ومنذ ذلك التاريخ أصبحنا على إتصال بالبريد اللكتروني . وكنت أمل أن أن تتاح لي الفرصة لنتلاقي لأجترار ذكرياتنا القديمة ولكنها إرادة الله ولا راد لقضائه . وبوفاة الأخ حسن فقدت صديق العمر وفقدت ليبيا رجلا من أعظم رجالها ودبلوماسيها . وإني إذ أعزي نفسي وجميع أصقائه أبعت بأحر التعازي ألى إبنائه وعائلته الكريمة داعيا الله العلي القدير أن يتغمده برحمته وغفرانه وأن يرزقنا وعائلته الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
التعليقات (0)