رن جرس الهاتف فرددت كالعادة أيون مين معايا ؟ فرد المتصل متسائلاً الإستاذ سلامة الياس ؟ فرددت متهكماً أهلاً يا أستاذ سلامة .. فرد المتحدث لأ يا استاذ ركز شوية .. قصدى أنت أنت الأستاذ سلامة الياس ؟ فرددت متأسفاً لا مؤاخذة يا سيدى العتب عالنظر .. أيون أنا المدعو سلامة ابن الياس .. أى خدمة ؟ فرد المتحدث الغامض ممتعضاً معاك سكرتارية مكتب السيد رئيس الوزراء .. فرددت متململاً الله يسهلك .. و أغلقت الهاتف متمتماً عالم هايفة و فاضية .. وما هي إلا ثوان معدودة حتي عاود الهاتف للرنين مرة آخرى .. وما أن رفعت السماعة حتي سمعت نفس الصوت و لكن بنبرة أكثر حدة و بادرني المتصل قائلاً فيه أيه يا أستاذ .. أقولك سكرتارية مكتب السيد رئيس الوزرا تقوللي الله يسهلك .. هوه أنا بأشحت منك .. مش كده ركز شوية ربنا يخليك .. فرددت متهكماً ماشي يا سيدى موتأسفين نعم نعامين .. بس خللي بالك لو كنت عيل سيس و غاوى حركات كذبة ابريل و كشكشها متعرضهاش .. راح تندم ندم السنين .. و هضربك علي حته تنكسف تقول للناس عليها .. فجاءني الصوت عبر الأثير وقد فاحت منه رائحة الغضب الشديد تضرب مين ؟ و فين ؟ أبوس إيدك ركز شوية .. فرددت بوس يا سيدى قصدى قول يا عمونا خير .. و للمرة الأولي أشعر بنعومة مصطنعة في نبرة الحديث مصحوبة بغيظ مكتوم و هو يقول حضرتك مدعوا لمقابلة السيد الدكتور المهندس رئيس الوزرا في إطار التشكيل الوزارى الجديد .. فهممت بغلق الخط في وجهه قبل ما أتفوه بما لا يليق .. إلا أنه بادرني قائلاً وقبل ما تقفل السكة أو تقول كلام أبيح .. حضرتك ممكن تبص من العين السحرية لباب شقتك ستجد مندوبنا في إنتظار إصطحاب سعاتك إلي لقاء السيد الدكتور المهندس رئيس الوزرا .. و بلا تردد وجدتني أنظر من العين السحرية لباب شقتي فإذا بشاب كضلفة الباب يقف أمام باب الشقة .. ففتحت الباب و سألته قائلا سعاتك ؟ فنظر إلي مبتسماً و هو يهز رأسه إجابةً علي تساؤلي .. أغلقت الباب و أنا أحادث نفسي معقولة ؟ .. و أفقت علي صوت المتصل و هو يسألني إنت فين يا أستاذ ؟ فرددت عليه متودداً معاك يا باشا أؤمرني .. فرد الأمر لله .. نرجوا تشريف سعاتك خلال نصف ساعة من الأن و أغلق الخط .. و ظللت للحظات كالمضروب علي رأسه .. وانا أتمتم رئيس و تشكيل .. أستر يارب .. و خلال دقائق معدودة كنت آخر آلاجه .. و خرجت للآخ الضلفة المندوب فوجدته مازال منتظراً و الأبتسامة لا تفارق وجهه .. و ما أن خرجنا من بوابة العمارة حتي فوجئت بسيارة سوداء فارهة أسرع إليها الأخ الضلفة فاتحاً بابها الخلفي و هو يقول مبتسماً إتفضل يا إستاذ .. وخلال الطريق من بيتي بالمعادى و حتي مقر رئاسة الوزرا بوسط البلد .. وأنا أتمتم أستر يا رب .. حتي وجدتني داخل أحدى الغرف الفاخرة يتوسطها مكتب فخم يقبع خلفه رجل لا يكاد يغلق تليفونا حتي يرن الآخر .. و ما أن رآني حتي تجهم وجهه و إنعقد حاجباه و وقف متثاقلاً و هو يمد الي يده مرحباً أهلاً يا أستاذ .. طبعاً إتأكدت دلوقتي إني مش عيل سيس .. فرددت علي الفور العفو يا هندزة .. بس إنت عارف خفة ظل الشعب المصرى .. فقاطعني قائلاً ما علينا السيد الدكتور المهندس رئيس الوزرا في إنتظارك .. إتفضل .. و سبقني إلي أحد الغرف و هو يفتح الباب و يتقدمني ثم توقف فجأة و هو يقول الاستاذ الياس سعاتك .. وسمعت صوتاً مألوفاً يقول له شكراً يا مدكور إتفضل .. ثم وجه حديث إلي قائلاً يا مرحب يا مرحب إتفضل يا استاذ .. و ما أن إقتربت من محدثي حتي تبينت ملامحه ففرت من بين شفتي كلمات لا أتذكر منها سوى يا نهار إسود أنت ؟ رئيس الوزرا بجد و لا أنا باحلم .. فرد علي لا يا خفيف ده مش حلم .. ده كابوس .. طبعاً عايز تعرف عرفنا نمرة تليفونك و عنوانك منين ؟ فأومأت برأسي مأمناً .. فقال أحنا الحكومة يا باشا ولا إنت نسيت .. فرددت مشاغل يا باشا معلش .. فقاطعني قائلاً المهم ليك في الميه يا استاذ ؟ فأنتفضت واقفاً و انا أقول مية إيه يا هندزة هوه أنا جاى رئاسة الوزرا ولا غرزة ؟أنت من بتوع الكوباية و هات الإزازة .. أستغفر الله .. فنظر إلي شذراً و هو يقول غرزة إيه و إزازة إيه يا خلل ؟ .. أنا قصدى بتفهم في الموارد المائية أو ما يستتبعها من شئون الرى و الزراعة و خلافة .. فرددت متأسفاً لا مؤاخذة يا هندزة الغربي أعمي و لو كان بصير .. بس أنا لا بأفهم في الميه و لا خلافه .. فنظر لي متحدياً و هو يقول خلاص همسكك الكهربا .. فقفزت مصعوقاً و أنا أقول كهربا لأ كهربا لأ .. إنت جايبني تعذبني .. حرام عليك .. فتمتم محوقلاً وهو يقول تعذيب إيه يا أبني .. قصدى وزارة الكهربا .. أنا عايزك معايا في التشكيل الجديد للحكومة .. إيه رأيك ؟ .. فتفلتت مني ضحكة رقيعة وانا أقول حكومة ؟.. حكومة إيه يا هندزة ؟ .. أنتوا بالكتيير تعملوا تشكيلة حلاوة المولد .. فحاول رسم الإبتسامة علي شفتيه و هو يقول طيب و الحل يا فليسوف ؟؟الكل بيهرب موالاة و معارضة وحتي الفلول .. أعمل إيه ؟.. فقلت إعمل جمعية يا هندزة وكل واحد فيكوا يقبضها مرة .. وربنا يبارك في السبوبة .. و فجأة تغيير وجه السيد الدكتور المهندس رئيس الوزرا و هتف و الشرر يتطاير من عينيه قائلاً مدكور .. مدكور .. الإستاذ هيمسك الكهربا .. فصحوت من نومي فزعاً .. مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم ..
التعليقات (0)