بعد التحية والسلام .. أرجو أن تكون في غاية السلطنة والانسجام .. ويعيش الولاء والالتحام مع جنابكم والحزب وكمان المدام .. ولو انك عارف ولامؤاخذة خطورة الالتحام اليومين دول .
أما مسألة الوزير الفاسد فهي أقل وصف لسعادتك , لولا أننا لانريد أن نصدم أعين القاريء الكريم بالأوصاف التي تستحقها , ولاأعتقد أن هذا الوصف يقلقك , ففضلاعن أنه حقيقة فقد تعودتم وتعود الشعب أن يناديكم به طوال الوقت سرا أو علنا سواء سمعتوه أو تجاهلتموه .
وفي الحقيقة لم أكن أرغب في تناول موضوعات شخصية ، لولا أن الموضوع تحول من خاص الى عام ، مما يستدعي تداوله وتناوله ، فهو يمس مئات وآلاف من المصريين في الخارج ، بل وملايين في الداخل .
أما صلب الموضوع فبعد خمسين يوم من تقديم العبد لله طلبا - للمرة الثانية - للسفارة المصرية للحصول على جواز سفر عادي ( زي بقية خلق الله بما فيهم المجرمين وقتالين القتلة ) ، وبعد مرور أكثر من أربع سنوات ونصف على استقالتي من العمل بوزارة الخارجية المصرية ( بعد 14 سنة من الخدمة بها ) ، لم نتلق ردا حتى الان على طلبي ومازالت وزارتك والوزارات المتواطئة ترفض حصولي على حقي في المواطنة ، رغم أني لم أرتكب أي جريمة ولست مطلوبا ، الا بجريمة الاستقالة - بطبيعة الحال – والتي لم يغفرها نظام الحكم الهتلري القائم في مصر حاليا والدي تقومون بتأمينه وخدمته ليل نهار كأي خادم أو قل كأي عبد مطيع ، وعلى فرض أني ارتكبت جرما بالاستقالة فأنا أريد جواز السفر لأعود للوطن لكي تأخدوا حقكم مني ، أرأيت في حياتك مجرما أكثر سذاجة واخلاصا مني !!!
الأمر ليس بجديد بالنسبة لي فهي المرة الثانية التي أتقدم فيها بالطلب ، كانت الأولى بعد الاستقالة مباشرة في فبراير 2005م. وكان الرد مشروطا بشرطين الأول ألا يكتب في خانة الوظيفة ( دبلوماسي سابق ) وقد قبلناه على مضض ، والشرط الثاني أن تكون مدة صلاحية جواز السفر لمدة عام واحد فقط وأن يتم تجديده بمعرفة الأجهزة المختصة بالقاهرة وليس السفارة المصرية ( ككل خلق الله ) ، وهو الشرط الذي لم نقبله ، لأنه كان بمثابة العقاب على الاستقالة وبغرض الحرمان من الحقوق الدستورية ولي الذراع ، ومن حينها لم أحصل على أي جواز سفر حتى الآن .
السيد الوزير الفاسد لست حتى المقصود من مقالي هذا ، بل المقصود هو نظام حكم فاسد ، انتهك كل حقوق الانسان بما فيها حق المواطنة والانتماء.
السيد الوزير الفاسد نفتخر أننا لم نرتكب أي جرم سوى الاستقالة واعلان رفضنا للفساد ونظام حكم الفساد الذي تستظلون به وتحمونه أيما حماية ، بل نحن نعترف بهذه الجريمة ونفتخر بها ونصر عليها ، ولو كنا أمثالكم لظللنا في مناصبنا ولترقينا الى أعلى الدرجات ، لكننا نرفض أن نشتري دنيانا بآخرتنا ، أو أن نبيع ضمائرنا بثمن بخس دراهم معدودة ، أو أن نخون هذا الشعب وهذا الوطن الدي منحنا كل شيء .
وكما قلت فالموضوع ليس شخصيا ، فللأسف فقد تفشى الداء وصارت الحكومة الفاشية تتصرف كالعاهرة تصدر وثائق الهوية والسفر لمن تريد وتهوى ، وتضرب بالقوانين عرض أي حائط في الكنانة ، وأعرف العديد من الحالات المماثلة لاخوة مواطنين في بلاد عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر رئيس تحرير هذا الموقع ( جبهة انقاذ مصر ) رغم حصوله على حكم من المحكمة الإدارية العليا للحصول على جواز سفره، وغيره من أبناء هدا الوطن الذين لم يقترفوا تهمة سوى التعبير عن آرائهم ، لم يسرقوا ولم يرتشوا ولم ينهبوا كما يفعل أعضاء حزبكم الحاكم ، لم يرفعوا سلاحا ولاحتى حجرا ، لم يرفعوا الا أصواتهم للدفاع عن هذا الشعب المسكين .
السيد الوزيرالفاسد : لسنا نحن المسؤولين عن اغراق الآلاف في العبارات ، ولا سقوط البنايات المغشوشة ، ولم نتسبب في اصطدام القطارات ، ولاقتل الآلاف والملايين بالمبيدات والأسمدة والبذور والمحاصيل الفاسدة ، لسنا المسؤولين عن انهيار التعليم ، ولا بيع القطاع العام بتراب الفلوس وقبض العمولات بالدولار ، ولسنا المسؤولين عن انتشار التهاب الكبد الوبائي والفشل الكلوي والسرطانات بسبب الأغذية الفاسدة والتلوث في الماء والهواء .. لسنا المسؤولين عن أكياس الدم الفاسدة ، ولا خروج مصر من الساحة السياسية وفشل السياسة الخارجية ، لسنا المسؤولين عن بيع الغاز المصري للعدو الاسرائيلي بتراب الفلوس لكي يبني المزيد من المستوطنات ويضرب من جديد غزة بالطائرات بينما يضع كبار رجال الأعمال المصريين أعضاء الحزب الوطني العمولات في حساباتهم المتضخمة بالفساد والحرام ، لسنا المسؤولين عن الرشوة والفساد التي انتشرت في عهدكم المجيد ، لسنا المسؤولين عن هروب كبار المقترضين اللصوص من صالة كبار الزوار في المطار ، ولسنا نحن المسؤولين عن بيع المصانع للشركات الاحتكارية الغربية والاسرائيلية ، وبيع آلاف الأفدنة من أرض مصر للاقطاعيين الجدد وتحويل أصحاب البلد الى عبيد للأجانب وأصحاب رؤوس الأموال مرة أخرى ، لسنا المسؤولين عن حصار غزة أو غزو العراق ، بل لسنا نحن حتى المسؤولين عن انهيار الرياضة وخروجنا بصفر من الترشيح لتنظيم كأس العالم ...
لسنا نحن !! المسؤولون أنت تعرفهم جيدا فهم زملاؤك وشركاؤك وأسيادك في الحكم وفي الحزب .
نعم نحن مسؤولون عن المعارضة ورفض الخيانة ، نعم نحن نعترف بأننا لم نقبل ولن نقبل اهانة الوطن واهدار كرامة المواطنين ، ونحن مصرون على استرجاع مصر لمكانتها ودورها الريادي الحضاري .
نعم نحن نعاني في الخارج بسبب انتهاككم لحقوقنا وحقوق اخواننا داخل الوطن ، لكننا لن نسلم لكم ولن نتراجع أمام طغيانكم مهما زاد .
السيد الوزير الدنس نعرف أن خطتكم تقوم على سجن المعارضين في الداخل وتشريد الموجود منهم في الخارج وتحويلهم الى لاجئين وخنق الشعب في مجمله ، وقطع أواصر الجميع عن الجميع وفصل الشعب عن الشعب وتمزيق لحمته ، لاضعاف ارتباطه وتنظيمه ومعنوياته ، لكي تنعموا وتأمنوا وتستمروا في نهب الشعب والوطن في طمأنينة تحسدكم عليها عصابة الأربعين حرامي .
وان كنا نألم فان عزاءنا أن أهلينا في الداخل يعانون أشد مما نعاني تحت براثنكم ومخالبكم وأنيابكم ، ونحتسب عند الله من قضى نحبه من أهلينا مجاهدين ومجاهدات دون أن نتمكن من رؤيتهم ونسأله سبحانه العون لمن ينتظر منهم .
وان كان أهل الداخل يتعرضون لحملة وحشية من الاذلال الاقتصادي والسياسي ويعيشون في سجن كبير والكثير منهم مسجل على قائمة الممنوعين من السفر ، فاننا في الخارج نتعرض لانكار حقوقنا الأساسية والمطاردة ومسجلون على قائمة ترقب الوصول ، وهذا هو حال مصر الآن ولله الأمر من قبل ومن بعد ، فهم أسرى الداخل ونحن منفيو الخارج الذين يمنع عنهم ورود ماء الوطن وأن ينهلوا من مائه العذب .
أمن العدل أنهم يردون الماء صفوا وأن يكدر وردي
السيد الوزير النجس لست أنت من نريد اعلامه أو مراجعته فأمثالكم لايتراجعون ولايفكرون ولايتوبون ، وانما المقصود هم بني أوطاننا وجلدتنا ، ليعرفوا أننا لم نخنهم بالغيب ، وأننا على العهد، عهد الوطن وعهدهم لم نخن ولم نبع ولم نساوم ، وأننا نعاني كما يعانون ونألم كما يألمون ، وأن بقاءنا في الخارج ليس للحصول على المنفعة أو الرفاهة ولم يكن باختيارنا ، بل نحن معهم ونقاسي بعيدا عن الأهل والسند بعيدا عن شوارع الوطن عن حواريه عن هوائه ، وأننا نتحرق للعودة لكي نكون معا في الخندق نقاتل هدا العدوان وهدا الطغيان ، اننا في نفس السجن واياهم هم بقوا في الداخل بينما كان قدرنا أن نكون في الخارج .
ولم لا ... السيد الرئيس الفاسد .. تحية طيبة وبعد
يحيى زكريا نجم
دبلوماسي سابق مستقيل
كاراكاس - فنزويلا
22 / 11/ 2009م.
التعليقات (0)