علي جبار عطية
الأربعاء 21-09-2011
اتذكر فلماً مصرياً كوميديا تقوم قصته على زيارة مرتقبة لاحد الوزراء لدائرة خدمية وكيف تفعل هذه الزيارة فعلها وتبث الحركة والنشاط في المسؤولين فيعمدون الى اجراء اعمال صيانة وادامة وتنظيف في البناية ثم وهذا الأهم تحسين علاقتهم بالمراجعين فيعملون بروفات لطريقة تعامل مثالية مع المواطن فاذا راجع احد المواطنين موظفاً يقف الموظف على رجليه ويجلس المراجع ويقول الموظف: اهلاً بالسيد المواطن ويأمر عامل الخدمة بجلب عصير او شاي!
وبالطبع فان مثل هذا التعامل يعد من الخيال العلمي او اللاعلمي في دولة مثل دولتنا لهذا لم استغرب بل الاصح لا استغرب ان يصدر اي تصرف مهين لمن يراجع دائرة حكومية ابتداءً من الاستعلامات وحتى آخر غرفة فيها .. لان المبدأ العام هو ان المواطن يجب أن ينال قسطه من الاذلال والمهانة شاء ام ابى.
قبل ايام كنت في مراجعة رسمية لوزارة سيادية وبعد اللتيا والتي حصلت على ورقة اذن بدخول هذه الوزارة وهنا بدرت مني التفاتة لا ارادية ونظرت الى شاشة تلفزيون بلازما مفتوحة على قناة العربية وهي تنقل آخر اخبار التطورات في ليبيا ولما كان الخبر متناقضاً فهو من جهة يشير الى انتصار الثوار ومن جهة اخرى الى تصدي القوات الحكومية للمتقدمين فما كان مني الا ان هززت يدي تعجباً واستفهاماً، وبينما انا منصرف واذا بالموظف المسؤول عن اعطاء اذن الدخول يصيح بي: لماذ تهز بيدك!
وهنا استحضرت في داخلي المثل الشعبي الذي يقول (اللي بعبه طلي يمعمع) واجبت فوراً لكي لا يتطور الموقف: لست المقصود انما أنا اعلق على الاخبار! ورحت افكر ملياً في هذا الموقف وهو لا يستحق اكثر من اشارة، لكن توصلت الى ان الموظف يعرف انه مقصر ولذلك ظن اني متذمر من تصرفه، ومن جانب آخر اقول: اذا كان الموظف بمثل هذه الحساسية، فلماذا يصيح بالمراجعين ويزجرهم؟ فمتى نصل الى مرحلة يكون فيها المواطن سيداً حقاً لا اسيراً ولا متهماً؟
التعليقات (0)