بعد ان وقع الإعلام ومنذ فترة طويلة بصوره المعروفة المكتوبة والمرئية
والمسموعة في فخ التناقضات والمزاجية والإنتقائية والفضائح بشبكاتها
المترامية أطراف الخطأ والتي عاملت وللأسف الخطأ بالخطأ وصار الإعلام
رهينة المال والسياسة والتبعية ولعهود طويلة صار الأعلام يحتاج الى منقذ
ومعين ينتشله من هذا اللهاث الراكض صوب مستقبل مشوش ليدله على خطأه
فيصححه وليحفظ له هيبته ويبعده عن الصراع الأزلي بين الحق والباطل مادام
كان منحازا ً للباطل وأهله .. وحتى لا يكون أداة وقحة يستخدمها المغرضون
في تعميق جراح الوطن الحبيب والجهات الوطنية الشريفة ورموزها الذين تصدوا
لخلاص هذا الوطن من الفساد والمفسدين .. ليترسخ في أذهان المغيبين
والمهمشين والمظلومين ان الأعلام بات منصفا ً ومنزها ً ومتعففا ً تخلو
ساحته من براثن الفساد والمفسدين وليكون هذا الأنصاف في مسيرته
المستقبلية سببا ً رئيسيا ً مشرقا ً يرفض لغة الأمس السيئة الصيت وما
ستكون عليه لغة الأعلام المستقبلية من حيادية ونزاهة وصدق .. وما ستقدمه
من نتاج مهني يتصف بالمهنية والنزاهة وعدم الإنجرار وراء أجندات مشبوهة
تسعى لإستغلال الإعلام اسوأ استغلال ومنافع شخصية أو حزبية أو فئوية ضيقة
...
ولو اعددنا تحليلا ً موضوعيا ً شاملا ً لكلام المرجع العراقي العربي
السيد الصرخي وهو يخاطب الأعلام والأعلاميين في معرض حديثه في المؤتمر
الصحفي يوم 542013 لمجموعة من الصحفيين ومراسلين من عدة فضائيات وصلت
الى برانيه في مدينة كربلاء المقدسة حي سيف سعد .. لوجدنا ان سماحته يقدم
رؤية إحصائية تحمل في مفرداتها تحليلا ً علميا ً ومهنيا ً للكثير من
الحقائق التي يعيشها الإعلام بعالمه الواسع وغموضه المفرط مؤشرا ً
ابتعاده في مجمل نتاجه عن الحيادية والأستقلالية المفترض بنائهما في اساس
الإعلام ليكون رصيناً قوي البنية لا تهزه ريح عاتية او هواء نتن ..
سنجد في كلام سماحته تناسق المفردات وعمق الفكرة وإستراتيجية عميقة تحفظ
هيبة الأعلام كمهنة شريفة يعيش في كنفها الآلاف من الأعلاميين والصحفيين
مع عوائلهم وهم يرومون حياة كريمة تضمن لهم العيش الكريم وبمبدئية ثابتة
وعقيدة شريفة ..
فمن خلال ما طرحه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي من وجهة نظر ثاقبة
ممكن ان نستنتج على ضوئها الكثير من الحيثيات التي تخص الأعلام من جملتها
انه يصف الأعلاميين والصحفيين ما مضمونه (أبنائنا وأخواننا) ليحرك فينا
نحن المتلقين أحساس راقي من الأحاسيس التي فطر عليها البشر وهو أحساس
الأب الحنون الساعي الى تأمين الحياة الكريمة لأبنائه الأعلاميين وتوفير
لقمة العيش الكريمة منطلقا ً من تكلفيه وواجبه الشرعي والوطني ناهيك عن
مطالبته صراحة بضرورة استقلالية الإعلامي من ناحية المورد المالي الذي
يوفر له الحد الأدنى من العيش الهانىء .. السكن اللائق والمأكل النظيف
وغيره حتى لا يكون منقاد تحت ضغط المسؤول الفلاني او من هو مسؤول عن دفع
الأموال على أمل ان تأخذ الدولة دورها في هذا الشأن و تتكفل بتخصيص مورد
مالي ثابت لكل اعلامي من فيض خيرات وثروات وطنهم العراق الحبيب الغني
بالموارد النفطية والسياحية والأقتصادية وغيرها رافضا ً في الوقت نفسه
التعرض للإعلاميين سواء بإلحاق الأذى بهم بالمعنيين المادي او المعنوي
فتراه يشجب ويستنكر اي تطاول او اعتداء يطال أبنائنا او أخواننا
الإعلاميين) (على حد وصف سماحته) قائلا ً (نعتقد ان الإعلام انه اكبر قوة
ممكن ان تصحح الأخطاء ولابد ان يعمل الإعلامي بالمساحة التي يستطيع ان
يصل اليها مع توفير كل هذه المساحات له ليستطيع ان يحقق الهدف لكشف
الأشياء الزائفة التي فيها الخطأ والفساد وليس من الصحيح ان ننفر
الإعلامي .. علينا ان نحتضن الإعلامي ليساعدنا في أداء الرسالة الدينية
او الإجتماعية او غيرها وهنا المرجع العراقي العربي السيد الصرخي يعطي
الإعلامي حجما ً اكبر مما يتصوره الأعلاميون انفسهم فهو يرى في الإعلامي
كونه الشخص الذي يستطيع ان يكشف الأشياء الزائفة واصحابها من خلال عمله
المهني المحايد بصفته مساعدا ً حقيقيا ً لمن يتصدى لأي رسالة في هذا
االبلد سواء كانت الرسالة دينية او اجتماعية او غيرها ...
في نفس الوقت يطالبهم ان يكونوا أصحاب كلمة صادقة ومحايدة ومهنية
ويبتعدوا عن التجاذبات والإنتماءات السياسية وما ينتج عنها من تلفيق
الأكاذيب والأقاويل و فبركة الشائعات المنظمة لأهل المكيدة والمكر
والخديعة فيكونوا بهذا أبواق مأجورة يرقص على أنغامها النشاز أهل الشر
والضلال كونها تنعش تجارتهم الفاسدة و تحي مشاريع التفرقة وتنمي ثقافة
التسلط والجبروت .. ليحافظوا على دكاكينهم وسمعتهم السيئة وسطوتهم
الفارغة وجيوبهم التي تعودت على أكل مال الحرام لتكون سحت في بطونهم بعد
أن فسدت قلوبهم فالعلاقة قوية ووطيدة بين صلاح القلب وفساده وبين طعام
العبد وكسبه فكيف اذا كان الكسب حراما ً فترى قلوبهم تفسد
قال النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) (ألا وان في الجسد مضغة
اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ليتبين
لنا وبوضوح حرص المرجع العراقي العربي السيد الصرخي على لقمة أهل الأعلام
الحلال ودفع أعظم الضرر على الإنسان الإعلامي وهو أكل الحرام كونه يحرمه
العروج الى عالم الملكوت وليحفظهم وعوائلهم من الزلل والوقوع في حفر
الشيطان ومكائده
...
http://www.youtube.com/watch?v=eP6-sbg4Gjo
اللقاء الصحفي الكامل لسماحة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني
حيدر الباوي
التعليقات (0)