السيد قائد السبسي رئيس وزراء تونس الحالي من الرعيل السياسي الأول في تونس ووزير في عهد أبورقيبة يؤمن بمنجزات الرئيس التونسي التاريخية وأرائه التقدمية بما فيها تحرير المرأة وتعميم التعليم والأنفتاح الأقتصادي والعالمي . وكان أبورقيبة مناضلا وطنيا ناجحا صريحا متحضرا رغم أنه أصبح حاكما دكتاتورا في أخر حياته كبقية الرؤساء العرب والذنب ليس ذنبه هو ذنب المحيطين من نصحاء السوء وأصحاب المصالح وتقديس الشعب له . كان الحبيب أبو رقيبة يحب ليبيا ويجاهر ويفتخر بأنه من أصل ليبي ووالده هاجر من مصراتة ، ولكنه تونسي قح ركز كل جهاده وكفاحه وإنجازاته من أجل تونس . إصطدم مع القذافي وهو الوحيد الذي أعطاه درسا بأخطأئه بحضوره وأمام عدسات وسائل الأعلام العالمية . زميله وتلميذه قايد السبسي يعتبر اليوم من أنجح الساسة العرب . لقد جاء ألى الحكم بعد ثورة الشباب في تونس وبعد أن فشل غيرة في فهم الشعب التونسي. وأستطاع وهو في الرايعة والثمانين من العمر أن يقود تونس الى الديمقراطية والحرية ، والأنتخابات الأخيرة كانت أعظم منجزاته . لقد إستمعت الى مقابله له في محطة الجزيرة فكان موفقا متزنا يتكلم بهدوء دون إنفعال ، كرجل صقلته الخبرة والكفاءة والسنوات الطوال. أبدى أفكاره وأراءه بصراحة ووضوح قل أن تعرف عند الرؤساء المؤمنين بانفسهم . ولم ينحاز الى حزب دون أخر. وأكد إن قرار الشعب التونسي ساد في النهاية وهو خاضع له . وأن تونس لن ترجع إلى الوراء ولن يستطيع أحد أن يرد عقارب ساعة الشعب التونسي الى الوراء . وأوضح أن حزب النهضة الذي نجح في الأنتخابات بنسة تؤهله للحكم صرح ووعد بأنه لن يغير المنجزات الحضارية والتقدمية التي حققتها تونس بما في ذلك مجال دور المراة المتقدم الذي وصلت إليه المراة التونسية التي تعتبر في مقدمة المرأة العربية من حيث مشاركتها ومساواتها بالرجل. كما أعلن إنه لا يرغب في الأستمرار في الحكم ولكنه لا يمانع في العمل مع كل الأحزاب بما فيها حزب النهضة الاسلامي .إن تونس كانت السباقة في الثورات العربية وسباقة في تسلم الشعب للسلطة في إنتخابات حرة نزيهة لم يعرفها العرب في تاريخهم المعاصر بشهادة المراقبين ورجال الأعلام العالميين . فهنيئا لشعب تونس وعقبال للشعب الليبي إن شاء الله .
ليبيا مرت بنفس مراحل الأستقلال والحكم الدكتاتوري والثورة التي مرت بها تونس . فقد قاد إستقلال ليبيا ملك نزيه صالح ورغم المشاكل والشوائب التي سادت الحياة الديمقراطيةفي اول عهدها فقد كانت البلاد تحبو بخطوات ثابتة نحو إكتمال مقومات الدولة الحديثة والديمقراطية بعد مشاركة الشباب المتعلم في الحكم. ورغم كل المعوقات كانت البلاد تتمتع بالحريات الشخصية والأقتصادية ومراعاة حقوق الأنسان وسيادة القانون والمساواة بشكل لم يعرفه العالم العربي أنذاك . وقد إنتهى الحكم الملكي بأنقلاب ضباط متامرين بقيادة ضابط عرف بالتهور والجنون فاوقفوا عجلة التقدم والانفتاح . وسرعان ما سيطرالطاغية على زملائه وعلى البلاد وأصبح الحاكم الدكتاتوري الوحيد . وسخر كل إمكانيات وثروات البلاد لخدمة طموحاته الخيالية وأحلامه الشيطانية وافكاره الماسوية وثوريت الحكم لأبنائه .وقد قامت ثورة الشباب يوم 17 قبرلير فواجهها الطاغية وأبناؤه ومساعدوه والمسئولون في الحكومة وبطانته وأزلامه بالعنف والقمع والقتل والتدمير والأغتصاب يشكل لم يعرف في التاريخ المعاصر. واليوم تقف ليبيا على أعتاب ما حققته الثورة التونسية . وقد وقع الأختيار على الدكتور عبد الرحيم الكيب كأول رئيس للحكومة المؤقتة لتكون السلطة التنفيذية في البلاد مسئولة أمام المجلس الأنتقالي الذي يتولى سلطات السيادة والسلطات التشريعية في البلاد فقط . والعبء اليوم يقع على كاهل حكومة السيد عبد الحفيظ الكيب للعمل بسرعة لتوطيد الأمن وإزالة أثارالعدوان كالعناية بالجرحى ورعاية أسر الشهداء وبناء ما تدمر وتشجيع المجتمع المدني وأصدار قوانين إنشاء الأحزاب السياسية والهيئات المدنية وحرية الاعلام ووسائل الاعلام الشعبية وتنظيم وسائل الأعلام الرسمية . وإعداد البلاد لأنتخابات المؤتمر الوطني السلطة الشرعية المنتخبة للبلاد الذي سيتولى وضع الدستور وإجراء الأنتخابات البرلمانية والرئاسية . اني أتمنى للدكتور عبد الرحيم الكيب إبن ذلك الرجل الطيب الكريم المخلص لوطنه وعمله الأستاذ عبد الحفيظ الكيب كل نجاح وتوفيق .وأن يساعده الله على هذه المهمة الصعبة الشبه مستحيلة. أمل أن لا تدخل حكومتة الأنتقالية في إتفاقيات أو إلتزامات دولية مع المحافظة على الألتزامات الدولية القائمة ووقف الألتزامات المالية والأقتصادية المشكوك في صحتها أو أعادة النظر فيها . وأن لا تتخذ الحكومة المؤقتة قرارات تربط البلاد لفترة تتعدى الفترة الأنتقالية . وتترك كل ذلك للمؤتمر الوطني والبرلمان المنتخبين . وأن تسارع وزارة العدل بوضع أزلام القذافي الخطيرين تحت الحراسة والرقابة ، وتقديم من عرف منهم بالقتل والقمع والتعذيب والأستغلال والدعاية الكاذبة والتطبيل والأشادة الوقحة بالطاغية وأولاده وخدمتهم وطاعتهم له دون الله ، للتحقيق إلى النائب العام والقضاء . وتقوية اللحمة الوطنية وفض الخلافات والمنازعات بالتفاوض وتفهم أطراف النزاع . وأن تعمل الحكومة الأنتقالية المؤقتة على إقامة النظام الأداري والأمني بوجه السرعة والتعامل مع الثوار بالتشاوروالأقناع وتقبل مقترحاتهم وأرائهم بسعة صدر، فهم من حررالبلاد وبدل النفس والنفيس لتحقيق ما توصلنا إليه ، لتسليم شئون الأمن والدفاع الى الشرطة والجيش بعد تنظيمها وإعادة نشاطهما قي أقرب وقت ممكن . كما نأمل أن يستفيد الدكتور عبد الرحيم الكيب بخبرات السيد الباجي قائد السبسي رئيس وزراء تونس وخطواته في نقل البلاد بنجاح الى مرحلة الأنتخابات . كما على أعضاء الحكومة الموقتة الأستفادة من خبرة بعض الليبيين المعروفين دوليا . ففي مجال التنمية مثلا يمكن الأستفادة من أب التنمية الليبيية والاقتصادي الدولي والخبير العالمي للطافة والنفط الدكتورعلى عتيقة وزير التخطيط في العهد الملكي ، والذي وضع أخرخطة خماسية مثالية في ذلك العهد لم يستطع نظام القذافي تحقيقها في 42 عاما .وهو لا زال في كامل الصحة أطال الله في عمره . وفي ليبيا كثير من الخبرات العملية والكفاءات العلمية . وأقترح ان يعقد مؤتمر يضم معظم هؤلاء أصحاب الفكر والرأي والخبرة والعلم من داخل البلاد وخارجها للأستفادة من أرائهم ودراساتهم ومقتراحاتهم وتقديمها للحكومة الأنتقالية وللمؤمر الوطني العام والحكومات الليبية القادمة بعد المرحلة الأنتقالية . كما أدعو الحكومة على تفعيل أو تعديل القوانين التي تم إعدادها في العهد الملكي ومنها القانون الجنائي والقانون المدني ونظام القضاء ، وغيرها من القوانين التي أشرف على وضعها الأستاذ الكبير عبد الرزاق السنهوري باشا الخبير العربي الأول في المجالات القانونية وفريق من أعظم خبراء القانونن العالميين وخبراء الامم المتحدة ، وكذلك القوانين التي أقرت بعد ذلك مثل قانون الخدمة المدنية والقانون الدبلوماسي وقانون الضرائب وعلاوات الأسكان وتعديل مرتبات الموظفين التي جمدها العهد السابق لعقود ، وانشاء نظام إجتماعي يكفل لجميع الليبيين دون إستتناء حياة كريمة ورعاية صحية وتعليمية وحياتية والقائمة طويلة .ولا شك أن المواكبين للحياة السياسية في الداخل والخارج من أجيال بعد إنقلاب ستمبر المشئوم أعرف بدقائق الأمور وتفاصيل حاجات البلاد من الجيل المخضرم الذي قضى عليه القذافي وكثم أنفاسة وقضى على دوره في النشاط الوطني مدة 42 عاما ، حتى (هرمنا إنتظارا لهذا اليوم بوم إنتصار الثورة التونسية كما قال ذلك التونسي الذي عبر عن شعور جيله خير تعبير
التعليقات (0)