بقلم: احمد الملا
العبدُ هو غير الحُرّ، رَقيق مَمْلوك من سَيِّد بسَبَب مَوْلِده أو بالأَسْر أو بالبَيْع أو بنَتيجة حُكْم، هذا ما جاء في قاموس المعاني في تفسير معنى كلمة أو إسم "عب "، يقول الله –تعالى- {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} (سورة البقرة من الآية 221)، وهناك من يهب نفسه كخادم عند بعض الأشخاص ممن يملكون المكانة الدينية أو الإجتماعية أو السياسية، أما للتقرب والزلفى أو من أجل المال.
عندنا في العراق كلمة (عبد) شائعة بصورة كبيرة وهي لا تعني بالمقام الشخص أسود البشرة بل هو وكما بيَّنا هو الخادم الذي يخدم سيده وهذه الصفة صار لها رواجًا في جنوب العراق على وجه التحديد، حيث تكثر الأسماء المركبة التي تبدأ بــ (عبد) كـعبد الحسين وعبد علي وعبد الزهرة وعبد الحسن.. الخ، لكن هذا ما أثار استهجان الكثيرين بل صار سببًا للقتل والتكفير خصوصًا بعد دخول الدواعش إلى الأراضي العراقية، فكل مَن يحمل هكذا إسم ووقع بيد الدواعش فقد استبيح دمه بحجة إن هذا الإسم يدل على الشرك بالله –تعالى-!!!...
لكنه في حقيقة الأمر هذا الإسم لا يدل على الشرك، ولا يدل في معنى العبودية فيه على العبادة والتذلل والإشراك وإنما وكما بيَّنا في مطلع المقال، هو للتواضع والخدمة والتخضّع والإحترام والتقدير لصاحب الإسم ليس إلّا، فعندما يحمل شخص ما إسم (عبد الحسين) مثلًا فهذا لا يعني إنه يعبد الحسين –عليه السلام– وإنما يعني إنه خادم عند الحسين –عليه السلام- وهذه الخدمة تكون بطرق مختلفة، فهذا الإسم وكما يقول المرجع المحقق الصرخي الحسني في جواب على استفتاء رفع له عن هذا الإسم حيث كان السؤال هو :
هل يجوز أن أُسمِّي نفسي عبد الحسين وما معنى ذلك؟.
فأجاب سماحة المحقق الصرخي بقوله: لا إشكال في ذلك، مع الإلتفات إن كلمة العبد تدل على معاني عديدة على نحو الإشتراك اللفظي ومن معانيها الرق والتابع والمطيع والخاضع والمخلوق واستعمالها في المقام يراد منها الإحترام والتقدير ليس إلا ومن هنا تكون سائغة وقد قال الشاعر (وإني لعبد الضيف مادام نازلاً وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا...)) انتهى جواب سماحة المحقق الصرخي.
ومن هنا يتضح جليًّا لنا وللجميع، إن الأسماء التي تحمل صفة العبد لا يُراد منها الشرك أو الإشراك بل يراد منها التقدير والإحترام للإسم المقرون به صفة العبد، أي احترام وتقدير الحسين أو الحسن أو علي أو الزهراء –عليهم السلام أجمعين– لذلك أصبح هذا الإسم شائعًا بين محبي آل البيت -عليهم السلام- لغرض التقدير والإحترام والخدمة لهم، وليس كما يروج له عرّابي الموت وتجار الدم من قادة ورموز التكفير والطائفية....
التعليقات (0)