جاء في السيرة النبوية لابن هشام الجزء الثاني ما يلي
قال ابن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير : أنه حُدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي ابن عم ، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال : نعم ؛ قالت : فإذا جاءك فأخبرني به .
فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة : يا خديجة ، هذا جبريل قد جاءني ؛ قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ؛ قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ؛ قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ؛ قالت : فتحولْ فاجلس على فخذي اليمنى ؛ قال : فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى ؛ فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم . قالت : فتحول فاجلس في حجري ؛ قالت : فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها ؛ قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ؛ قال : فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ، ثم قالت له : هل تراه ؟ قال : لا ؛ قالت : يا ابن عم ، اُُثبت وأبشر ، فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان .
قال ابن إسحاق : وقد حدثت عبدالله بن حسن هذا الحديث ، فقال : قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة ، إلا أني سمعتها تقول : أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبريل ، فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا لملك وما هو بشيطان .
الدرع هو قميص المرأة
يبدو ان الرسول كان متشككا فيما لو كان من ياتي اليه هو جبريل نفسه ام الشيطان، ويبدو انه تحدث عن هذا الشك مع زوجه خديجة ..
فارادت ان تقطع هذا الشك باليقين، وجاءتها هذه الفكرة، وهي ان الملك الصالح لا يستطيع رؤية المرأة دون خمار، اما الشيطان فيستطيع ذلك.
الفكرة في حد ذاتها قد تبدو منطقية، ولكن .. هل تخفى على شيطان؟
هل غاب عن الشيطان انه في اختبار؟ انه مجرد تساؤل.
مالذي يدرينا ان هذا هو ملاك، فلربما ان الشيطان كان يمثل دور الملاك.
عموما هذه ليست الرواية الوحيدة عن تقمص الشيطان لشخصية الوحي، فهناك رواية اخرى جاءت في عيون الأثر في المغازي والسير
وكان سبب رجوع الأولين الاثني عشر رجلاً ومن ذكر معهم من النساء فيما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوماً على المشركين " والنجم إذا هوى " حتى بلغ " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " ألقى الشيطان كلمتين على لسانه " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى " فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد وسجد القوم جميعاً ورفع الوليد بن المغيرة تراباً إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخاً كبيراً لا يقدر على السجود ويقال إن أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ تراباً فسجد عليه ويقال كلاهما فعل ذلك فرضوا بما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فأما إذ جعلت لها نصيباً فنحن معك فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم حتى جلس في البيت فلما أمسى أتاه جبريل فعرض عليه السورة فقال ما جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه " وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلا " إلى قوله " ثم لا تجد لك علينا نصيراً " قالوا ففشت تلك السجدة في الناس حتى بلغت أرض الحبشة فقال القوم عشائرنا أحب إلينا فخرجوا راجعين حتى إذا كانوا دون مكة بساعة من نهار لقوا ركباناً من كنانة فسألوهم عن قريش فقال الركب ذكر محمد آلهتهم بخير فتابعه الملأ ثم ارتد عنها فعاد لشتم آلهتهم وعادوا له بالشر فتركناهم على ذلك فائتمر القوم في الرجوع إلى أرض الحبشة ثم قالوا قد بلغنا مكة فندخل فننظر ما فيه قريش ويحدث عهداً من أراد بأهله ثم يرجع فدخلوا مكة ولم يدخل أحد منهم إلا بجوار إلا ابن مسعود فإنه مكث يسيراً ثم رجع إلى أرض الحبشة.
التعليقات (0)