نشفق علي المشايخ أصحاب الفتاوى السياسيين. وكل حزب أو دولة ما لها جيش من هؤلاء لا يعرفون دروب السياسة السيئة المتشابكة الشائكة فيفتون بما يريده حكامهم, اقتناعا بأفكار الزعيم (في حال تبرئتهم من النفاق), أو لكسب المال والمكافأة, كأنهم موظفون لدي الجهة التي يؤيدونها. ولذلك فهم دائما متعارضون بقدر تعارض جهة الانتماء, كما يعارض مفتي دولة ما, مفتي الأخرى فالحرام عند الأول حلال عند الآخر, والواجب عنده مكروه عند منافسه, وهم متعصبون لمن يتبعون إلي حد الدفاع عنهم ظالمين أو مظلومين, دون تعديل أو اعتراض, وذلك أفقدنا الثقة فيهم, وهبط بمكانتهم إلي حد تطاول العامة عليهم ووصفهم بأوصاف لا تليق. وليتهم يفتون في أمور الدين ويبتعدون عن المسائل السياسية التي تغرقهم في الزلل والتحيز. وندعوهم أن يتجنبوا مدح الحاكم, وتأييد سياسته أو الدفاع عن أفكاره واتجاهاته كلما أدار في أفواههم مفتاح الكلام.
التعليقات (0)