الصورة الاولى: سياسي يظهر انيقا, محمر الخدين والوجنتين, مبتشرا مطمئنا يتحدث عن كتلته وموقفها منتقدا الآخرين متوعدا بانفراج ازمة العراقيين, أما ازمته فقد حُلّت بالأساس!، الصورة الثانية: امرأة مسنة تضع يدها فوق رأسها لتتكلم عن تجربتها في جهنم البشر وبؤسها في ضنك العيش لتتنقل الكاميرا بين غرف بيتها المصفح بأوانيه البالية وبعض المفروشات التي لا تصلح ان توضع في زريبة!، في الصورتين ثمة تلازم, السياسيون والفقراء; انهم يهيمنون على الشاشات الصغيرة, فهم ابطالها ويستحقونها بجدارة لدرجة انك تلتفت لما يقولونه جيدا وتنصت باهتمام برفقة شيء من الشعور، السياسيون الذين يظهرون ببذلاتهم الأنيقة وهي توحي بترفهم والفقراء الذين يظهرون بملابسهم الرثة التي توحي ببؤسهم; مادة اعلامنا وسلعته التي لا تبور, حتى انك لتجد الكاميرات والميكروفونات تتواجد في مكانين على وجه التحديد, البرلمان العراقي ومناطق التجاوز (الحواسم)!.
البائسون المحتاجون الفقراء, سمهم ما شئت, اصبحوا مادة القنوات الفضائية اذ ما تنفك ان تتنافس عليهم للحصول على لقاء يشرحون فيه معاناتهم وحاجاتهم واهمال المسؤولين لنداءاتهم ليختموا اخيرا بمعوذات اللقاءات الكلاسيكية نناشد السادة المسؤولين بعد ان يوصوا بقول الاهم نشكر قناة الفلانية أم الفقراء والمظلومين وعلى رأسها الاستاذ فلان الفلاني ابو الفقراء والمساكين على هذه ....
http://beladitoday.com/index.php?iraq=news&id22=19485
التعليقات (0)