صرح احد المستاشرين للسيد نوري المالكي قبل ايام بان التطبير(وهو ضرب النفس بواسطة السكين او السيف), والزنجيل( وهو ضرب النفس بالسلاسل) وبعض اللممارسات الاخرى اللتي نقوم بها نحن الشيعة في ذكرى استشهاد سيد الشهداء الحسين هي ممارسات خاطئة . وقد قرات وسمعت من عدة مصادر ومنها جريدتنا العزيزة ايلاف, رد مجموعة تطلق على نفسها "لفيف من علماء الحوزة العلمية" في النجف , على هذا المستشار جاء فيه (واقتبس هنا من الخبر كما ورد في جريدة ايلاف) . "إن علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف إذ يأسفون لعدم علم السيد المتحدث بقواعد استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب الكريم والسنة المطهرة . وان مواقف المستشار تشابه مواقف "السلفيين التكفيريين المتحاملين على شعائر الامام الحسين" . وجاء في الرد ايضا - وطالب علماء الحوزة الشامي "وأمثاله أن لا يلبسوا لبوس الفقيه المفتي فيحرمون ما أحل الله ويفتون الناس بما لا يعلمون فيكونون مصداقا ل(من أفتى بغير علم) فإن لعلم الفقه رجاله كما لكل علم رجاله المتخصصون فيه" . واشاروا إلى انه "لو قدر للسيد المتحدث وغيره أن تعتريه شبهة من الشبه تجاه شعيرة من الشعائر الحسينية فإن مناقشة الشبهة ودحضها تتم في الحوزات العلمية وفي مقدمتها الحوزة العلمية في النجف الأشرف وفي مجالس البحث العلمي وليس عبر الفضائيات ووسائل الإعلام". بالاضافة الى كلام اخر ورد في ردهم على المستشار.
وقد حاولت ان اتقصى ردود المراجع الكبار في النجف وعلى رأسهم السيد السستاني دام ظله , عن طريق وسائل الاعلام , وكذلك بدخولي على موقعه على شبكة الانترنت http://www.sistani.org/ او المواقع المقربة منه مثل http://www.najaf.org/arabic/ ولكني لم اجد من قريب اوبعيد ما يدل على ان اي رد قد اتى من مكتب السيد السستاني على الشامي مستشار المالكي.
والمتمعن جيدا في رد هذه المجموعة سوف يخرج بعدة حقائق منها.
- ان من كتبوا الرد وكما جاء في الخبر ليس لهم اي علاقة بالمرجعية ولكنهم سمحوا لانفسهم بالرد نيابتا عنها . وأن هؤلاء في الحقيقة هم من المقربين من المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة رئيس الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم ,وقد داب السياسيون( اسلاميون وعلمانيون),وخصوصا المجلس الاعلى وحزب الدعوة ومنذ سقوط النظام السابق على اقحام اسم المرجعية في كل فعالية او نشاط يقومون به ويحاولون وبكل السبل ايهام الماواطنين بان المرجعية ان لم تكن هي الموجهة لهذه النشاطات فهي بالتاكيد مباركة وراضية عنها وعن افعالهم, وهذا اسلوب اصبح مكشوفا للشعب العراقي وقد عانى منه الامرين بايصال اناس الى مواقع حساسة لاهم لهم الا تحقيق مكاسب شخصية وحزبية بل وارتكابهم لجرائم ضد الشعب العراقي وضد من يحاول الوقوف بوجه اطماعهم يندى لها جبين البعثيين وازلام صدام . وقد انتبهت المرجعية لذلك وارسل السيد السستاني برسالة الى المالكي يحضه فيها على ردع هؤلاء, وهذه الرسالة منشورة على موقعه لمن يريد التاكد.
- الامر الثاني ان هؤلاء الكذابين اصبحوا يخافون من تعالي اصوات المثقفين والمتنورين ومحاولات بعض رجال الدين الشجعان بضرورة مراجعة بعض الممارسات اللتي تسيء الى المذهب وتضر حتى بالمغزى من احياء ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام, وانقسام الشيعة بين مؤيد ومعارض, وذلك لابقاء البسطاء والاميين واشباه المتعلمين على جهلهم وبالتالي بقائهم في مناصبهم باعتبار هؤلاء هم القاعدة اللتي تعتمد عليها الاحزاب الدينية في الانتحابات. ولذلك فهم يقولون في الرد ان مناقشة هذه المسئلة لايكون في الفضائيات.
- والامر الثالث ان السياسيين بلا استثناء ومنهم هؤلاء اللفيف لازالوا يصرون على اسلوب التخويف والترهيب باتهام من يعارضهم بانهم بعثيون وتكفيريون ووهابيون وبقيا ازلام النظام السابق.(لاحظ ان من يتهموه في البيان بالتكفيري هو احد منتسبي حزب الدعوة الديني الشيعي) واستخدام اسلوب المقارنة الكريه واللذي اصبح غير مقبول على الاطلاق بما كان يجري قبل الاحتلال. فمثلا اذا انكشفت حالة اعتقال وتعذيب في السجون الامريكية والعراقية بالادلة الدامغة خرج علينل السياسيون ليقولوا لنا الم يقتل صدام مليون عراقي , الم يسجن النظام السابق ويعذب الالاف . واذا انكشفت حالة فساد اداري او سرقة لاموال الدولة يرد السياسيون بان هذه حالات فردية لاتقارن بالسرقات اللتي كانت تحدث سابقا, ولو انتقد احد هذا السياسي او ذاك قالوا هل كان احد يستطيع انتقاد صدام ! وكان نظام صدام هو المقياس للديمقراطية, فلماذا غيرنا النظام اذا.؟ كي تاخذوا مكانه وتفعلوا فعله .
ان المسائل الفقهية والشرعية الفرعية مسائل قابلة للنقاش في كل زمان ومكان وخصوصا مسالة التطبير والزنجيل اللتي اتحدى اي احد يستطيع اثبات صحتهما ووجودهما عن طريق سنة رسول الله واهل بيته صلواة الله وسلامه عليهم اجمعين, واللذين لم اجد في كل كتب السيرة والاحاديث ان احد من الائمة قد ضرب نفسه بسيف او بالسلاسل حزنا على جده . بل اني لم ارى احدا من المراجع الكبار يفعل ذلك.فان كان الزنجيل والقامة (السيف) من الشعائر المحترمة فلماذا لا يخرج السيد السستاني او اليعقوبي او الحكيم ومن قبلهم كالسيد الخوئي رحمه الله بتقدم المطبرين واللاطمين. بل ان السيد الخميني رحمه الله قد حرمها ولم ارى في حياتي طبيبا او مهندسا يضرب بالسيف او بالسلاسل فلماذا؟. وعلى العكس اني وجدت الكثير من العلماء المسلمين الشيعة من يحض غلى ترك التطبير والزنجيل ويحرمهما .( ارجوا الاطلاع على الموقع الثانيhttp://www.najaf.org/arabic/ وقراءة وصية عاشوراء لهذا العام ).
يقول السيد محسن الامين( وهو من هو) في مقدمة كتابه الشهير المجالس السنية في مصائب العترة المحمدية.
هذا ولكن كثيراً من الذاكرين لمصابهم قد اختلقوا أحاديث في المصائب وغيرها لم يذكرها مؤرخ ولا مؤلف ومسخوا بعض الاحاديث الصحيحة وزادوا ونقصوا فيها لما يرونه من تأثيرها في نفوس المستمعين الجاهلين بصحة الاخبار وسقمها حتى حفظت على الالسن واودعت في المجاميع واشتهرت بين الناس ولا رادع وهي من الاكاذيب التي تغضبهم «ع» وتفتح باب القدح للقادح فأنهم لا يرضون بالكذب الذي لا يرضي الله ورسوله «ص» وقد قالوا لشيعتهم كونوا( زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا) . وقد اكتسبوا هم ومن قبلها منهم واقرهم عليها الاثم المبين فان الله لا يطاع من حيث يعصى ولا يتقبل الله الا من المتقين والكذب من كبائر الذنوب الموبقة لا سيما إن كان على النبي «ص» واهل بيته الطاهرين
كما ان ما يفعله جملة من الناس من جرح انفسهم بالسيوف او اللطم المؤدي الى إيذاء البدن إنما هو من تسويلات الشيطان وتزيينه سوء الاعمال فذلك مما يغضب الحسين «ع» ويبعد عنه لا مما يقرب اليه فهو «ع» قد قتل في سبيل الاحياء لدين جده «ص» وهذه الاعمال مما نهى عنها دين جده فكيف يرضى بها وتكون مقربة اليه تعالى والله تعالى لا يطاع من حيث يعصى كما ذكرنا آنفاً . وانتحال بعض الجهال عذراً لذلك بما ينقلونه من ان احدى الطاهرات نطحت جبينها بمقدم المحمل حتى رئي الدم يجري من تحت قناعها هو من هذا البحر وعلى هذه القافية الذين مرت الاشارة اليهما وهكذا ما يجري من التمثيل والتشبيه للوقعة فأن في نفسه مشتمل على كثير من المحرمات وموجب لهتك الحرمة وفتح باب القدح للذين يحاولونه بما استطاعوا فيكون منهياً عنه بقوله «ع» : ولا تكونوا شيناً علينا . نعم التمثيل الخالي عن المحرمات والشائنات لا بأس به ولكن اين هو؟
والكثير من هذه الاراء موجودة في كتب المسلمين فهل السيد محسن الامين بعثي ام وهابي تكفيري ايضا. ?!نعم ان اقامة مجالس العزاء والتذكير بقصة استشهاد شهداء الطف واظهار الحزن عليهم واجب على كل مسلم لما للحسين من مكانة عند جميع المسلمين. ولكن كل احاديث الائمة العظام تنص على ذكر المقتل وشرح الاسباب والقاء المحاضرات الدينية والبكاء وزيارة الامام واظهار الحزن واطعام الفقراء دون اي ذكر للطم والتطبير والزنجيل.
قال الإمام علي بن موسى الرضا (ع): ( رحم الله عبدا أحيا أمرنا...فسأل...وكيف يُحيى أمركم؟ قال عليه السلام:(يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا ).
جاء في الصفحة (82) من كتاب (زين العابدين) تأليف عبد العزيز سيد الأهل ما عبارته عند ذكر ورع الإمام: (بل كان كلما جاء وقت الطعام وفتحت مصاريع الأبواب للناس ووضع طعامه بين يديه دمعت عيناه. فقال له أحد مواليه ذات مرة: يا ابن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له زين العابدين: ويحك أن يعقوب (عليه السلام) كان له اثنا عشر ابناً فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من الحزن وكان ابنه يوسف حياً في الدنيا. وأنا نظرت إلى أبي، وأخي وعمي، وسبعة عشر من أهل بيتي، وقوماً من أنصار أبي مصرعين حولي، فكيف ينقضي حزني؟..).
ان المجلس الاعلى وحزب الدعوة وكل الاحزاب الدينية هي احزاب ليست اسلامية باي شكل من الاشكال بل انها احزاب رجعية تحاول تكريس التخلف لاستغلال الناس والتشبث بالكراسي مسيئة للاسلام اللذي يحظ على احكام العقل والعلم في كل نواحي الحياة لا التطبير واللطم. قد يقول قائل ان المرجعية لم تحرم الى الان هذه المماراسات وهذا صحيح والمرجعية باعتقادي تخشى من تفسير التحريم بصورة خاطئة على انه تحريم مطلق لشعائر عاشوراء وهذا غير صحيح. كما ان الاحزاب الدينية وبالاضافة الى استغلالها الشعائر الخاطئة سياسيا فانها تستغلها ماديا وتحقق منها اموال طائلة واسست لذلك مافيات مستعدة لقتل اي احد يحرمهم منها , وانا اجزم انهم سيقتلون حتى المرجع الاعلى لو حرم هذه الممارسات والمرجعية مدركة لذلك.
التعليقات (0)