أخبارمتتالية و متواترة حول حالة الدم التي يعيشها العالم العربي؛بحيث تقدم الحاكم العربي في إدارته لزحف الثورة؛من مرحلة تكميم الأفواه بواسطة إعلام التمجيد إلى مرحلة الدم.الكثير من المناضلين أو بالأحرى المطالبين بالمساواة و الكرامة يتساقطون .من يقتل فهو يقتل و من يرهب فهو يرهب و من فضل الموت فهو يقتل نفسه بنفسه مقتا لظل الحاكم الذي لا ظل إلا ظله و لا كرسي إلا كرسيه الذي وسع البلاد و العباد.فالحاكم يكون ضحية لبلطجيته التي تدافع عنه بالغالي و النفيس و تكون نهايته نهاية اليعسوب تحت فارق أن موته هو و سقوطه تكون قسرية و غير إرادية.إن الأنظمة العربية بينت لنا الوجه القبيح للأنظمة الحاكمة و المستفيدين من بقاءها.إن الأخيرين هم بمثابة كيروزين أو محرك الأنظمة أو حطبها. و رغم اعتمادهم العدة و العتاد فالنهاية معروفة و هي زوال الحكم الكاذب.
يتبادر إلى أعيننا حال سوريا التي تسقط فيها الأرواح من طرف نظام الأسد.إن وضعية كهذه لا تبرر بأن نظام الأسد يحاول الإبقاء على نظامه بقدر ماهي مجرد انتقام مرحلي و بوتيرة ضوئية قبل الرحيل الحتمي.
و قبل الخروج من هذه الإطلالة لابد من الإشارة إلى أن الجامعة العربية أصبحت حكما يدير حلبة الدم و يفرض نفسه فوق الشعوب العربية و حراكها السلمي ليطيل مدة القتل و الدمار بهدف تأديب الشعوب العربية و وأد ثوراثها و تعقيم الأنظمة العربية الباقية ضد ثورات شعوبها.
إذن فأخبار الدم و سقوط الأبرياء تتناسل يوميا في مختلف البلاد العربية أمام صمت العالم و خبث الجامعة العربية.
و لكن خبرا واحدا أثار انتباهي أكثر من أخبار الدم هاته التي استأنست بها الآذان و هو خبر استقالة الرئيس الألماني بسبب فضيحة مالية كما قيل.جعلني هذا الخبر أتأمل حقيقة الديمقراطية في مواطنها الأصلية.إن الديمقراطية أخلاق قبل أن تكون لعبة سياسية.في العالم العربي الديمقراطية لعبة خشنة لا علاقة لها بالأخلاق،يمارسها سياسيون مجرمون و رديءون يتلذذون بتمزيق الأخلاق و لا يخجلون من أفعالهم المشينة؛بحيث أنهم يشبهون دون كيشوت و لكن بنوايا سيئة مع الأسف.
إن السياسي المغربي الذي يهمنا هنا مجرد شخص مفترس في صفة بشرية.إنه لا يخجل و لا يحرك ساكنا عندما يشار إليه بالفساد بالحجة و الدليل...أتذكر عباس و فضيحة النجاة.ماذا وقع لعباس الفاسي ؟لم يقع له أي مكروه ،بل بقيت قافلته السياسية تسير في الطريق و التقدم..الفراع الذي –هنشر- التعاضدية العامة و أفلسها ماذا حصل له؟الكثيرون من ناهبي المال العام و المفسدين لا زالوا في صولاتهم و جولاتهم و هم كما نقول –صح من ظالم-...
عندما أمرر إحصائية في مخيلتي ألاحظ بأن أغلب الناهبين تجمع بينهم مهنة السياسة.إن صناديق الشعب تنهب و الحل بدون خجل يكون على حساب الشعب تحت طائلة الحسابات الهيكلية و التقشف و الضرائب و التخريجات المالية الإمبريالية التي تخدم الواحد الأوحد.
قبل أمس تابعت حوارا أو حلقة بميدي 1 سات حول شركة أمانديس طنجة..كان الحوار بين الأطراف سياسيا .و القاسم المشترك هو استخدام مصطلح المواطن ؛المواطن هاهو موجود يوظفونه في أحاديثهم الشعبوية و لكنه غائب عندما يختلون بشياطينهم.من مثل هذه الأحاديث فهمت العبث الذي يطال الساحة السياسية المغربية؛فكيف يعقل أن المجلس المنتخب من طرف الطنجاويين لا قدرة له على فسخ العقدة أو إيجاد حل مع أخطبوط أمانديس لضمان كرامة نسبية للمواطن الطنجاوي.إن المسؤلين الجماعيين الطنجاويين يقرون بتواجد نهب و خروقات في حق المواطن الطنجاوي من طرف أمانديس و لكنهم عاجزون عن التدخل.هنا تتبادر إلى ذهني سلطة المخزن كما اصطلح عليها؛لها اليد الطولى على المواطن البسيط و لكن أياديها خانعة أمام أمانديس و من يسير في ركبها.
يتشدقون بسبب أو بدون سبب بالديمقراطية و لكن ما الجدوى من هذه الديمقراطية إن كان حدها الأقصى هو الثرثرة فقط في إعلامهم دون تحريك الملفات مع المحاسبة و إحقاق الحق.
من المستحيل أن نحصل على سياسيين متخلقين على شاكلة سياسيي الدول الديمقراطية الذين يقدمون استقالتهم بمجرد شيوع خبر حول تورط أحدهم في فساد.و لكن من المؤكد أن من بين أسباب فساد سياسيينا و وحشيتهم هو المواطن المغربي الخانع القانع بالفتات .و الذي لا يبالي بما يدور حوله كمن يعزف على الربابة وراء مؤخرة الجمل.
التعليقات (0)