شرفات - السياسة والثقافة
عمرو رضا
5/06/2010
مبارزة فكرية حول السياسة والثقافة ومن يقود من . شهدتها اعمال اللجنة التحضيرية للقمة الثقافية العربية الاولي . وكان اللافت ان طرفي الحوار تبادلا الادوار فالسياسي الدكتور مصطفي الفقي برأ السياسة من اوزار مقولات الحرب علي الارهاب وصراع الحضارات والعولمة واعتبرها افكارا ثقافية قادت السياسة طوال العقود الماضية.
بينما اصر المثقف صلاح صمودي علي ان السياسة هي اصل البلاء وان كل ما جري من سفك الدماء كان مجرد استغلال لمقولات ثقافية كواجهة لتبرير سياسات القتل والتشريد التي تمارسها القوي الكبري بحثا عن مصالحها الاقتصادية والاستعمارية.
اللافت ان الحوار توقف ولم يلفت انتباه احد من السادة رؤساء اتحادات الكتاب العرب ومر عليهم مرور الكرام مع اشارة خفية إلي بانه لا يجب توريط القادة العرب في حوارات من هذا النوع لعدة اسباب اهمها ان بعضهم لا يستوعبها اصلا وان حوارا من هذا النوع قد يزيد مساحة كراهية بعض الحكام العرب للثقافة - هذا ما قيل نصا - بينما رأي البعض الاخر ان الامر يجب ان يقتصر علي مكاسب واضحة ينبغي اغتنامها من القمة التي لا نعرف اذا كانت ستتكرر ام لا.
المبارزة ليس مكانها القمة والمناقشات الفكرية النظرية المتعمقة ليست مهمة الحكام والامراء والملوك وهذا صحيح ولكن الاستخدام السياسي للثقافة اخطر من ان يظل اسير الندوات التي لا يحضرها احد وما طرحه الفقي والصمودي صحيح ومن المهم ان يعرض مبسطا علي الحكام العرب الذين ينبهرون في المحافل الدولية بمقولات الغرب عن الارهاب وصراع الحضارات والعولمة ويتورط بعضهم بفعل الانبهار في تقديم خدمات لوجيستية لا تخدم فحسب المشروع السياسي الغربي بل تخصم كثيرا من مقومات الهوية العربية وتشطب علي الكثير من رصيدها الحضاري.
من جهة اخري يبدو الطرح مهما اذا احسن المفكرون العرب وضع تصور لكيفية استغلال المقولات الثقافية العربية لدعم السياسات القومية المنهارة بفضل مخاصمة الثقافة ومعاداة التفكير والانسحاق تحت راية افكار المنتصر..تمّ التحديث منذ حوالي أسبوع ·
بقلم_عمرو رضا
مشرف القسم الادبى بجريدة الجمهورية
التعليقات (0)