مواضيع اليوم

السياسة في ثياب عاهرة

رَوان إرشيد

2012-06-25 09:05:49

0

 

 


السياسة في ثياب عاهرة


The shock of the descovery was almost too much for him….
41. Oscar Wilde


 


القدرة على التكفل بأي إنسان تعتبر ميزة البشر، و من نتائج هذه القدرات تلك التي اعتاد عليها الإنسان، أين نلمس العذوبة بين نهاية القمر، و بين الإشراق بوجه المشارفة المشرق تظهر العلامات الجليلة.
فحينما نسترسل في الحديث فإنّ لكل منا طعمه الخاص، بل و نحن في إطار الحديث ننقسم إلى متحدثين و مستمعين، أين يظهر الانقسام حتى في طريقة الجلوس و طريقة الاستماع، و ملامح الوجوه، و تلك المشاهد التي نحركها باتجاهات مختلفة التوجهات و الأيديولوجيات و المعتقدات الإستراتيجية.
في قطعة من الزمن أحمل الرشاش ذو الثمانية فوهات، و أنزل إلى الساحات ذات الثمانية أبواب، في الليلة الثامنة، من اليوم الثامن، من الشهر الثامن، من السنة الثامنة، أين أطلق ثمانية طلقات، فأسقط ثمانية رجال، و في الصباح أحمل ثمانية جثث، على ثمانية خيول، أين أقصد ثمانية مقابر، فـأحفر ثمانية قبور، و أقيم ثمانية جنائز، فكل واحد منهم ترك ثمانية أرامل، و كل أرملة لها ثمانية أيتام، و كل يتيم له ثمانية أماني و أحلام، و كل حلم له ثمانية إمكانيات للتحقق، و كل ثمانية من الثمانيات وراءها رجل واحد.

إنها ألغاز الزمن و أقدار الإنسان، تجعل منه مؤمنا تارة، و غير مصدق في الستارة الأخرى، و على النقائض تنتهي مصائر المستقبل، و يظهر الأفق الجميل ذا الثمانية أطياف، لتجتمع في شخص واحد، ذاك الفرد الذي أخذ من الدنيا حتى اكتفى من ضربات القسوة، و انقلب إلى ساحة الانتصار من غير تمييز، هذا ما جعل المجهول و المستحيل مقترنين بعضهما ببعض في أذهان البشري الضعيف، بينما المستقبل ليس إلا نوعا من الجهد في رأي المرء الذي يؤمن بما يمتلك من قدرات، لأنّ الطاقة الإنسانية هي كل ما جعل القوى المختلفة تسعى للسلطة المجيدة، لكن ثقافة التسليم المطلق تحاول عرقلة التحدي، و جعل الإنسان تابعا دون أن يدري بما يحاك من حوله، أين جرمت المقاومة، و عظّم الظلم، و في بياض المناظر مات الأمل على يد الإنسان المجروح من تحت القبة الذهبية، و هذا ما جعل الأنذال يسودون على أحفاد الرجال بتغذية أسطورة السلطان التي سيطرت على العقول، بينما هذا السلطان لا وجود له سوى في خيال النفس المستعبَدة، و أي استبداد أصبح له أتباع و سلطان، بينما هو يستعمل المايك آب من أجل إنتاج شرعية و مشرعا، لكن البشرى بسيادته ضد هذا ما يزال وعدا، تعذر أن يصبح حقيقة، و من الأسباب هي تلك المعتقدات المثقوبة بضياع الثقة بين مشردي الرأي و الفكر المسعّر، و بين هذا و ذاك تخرج علينا السياسة في ثياب عاهرة، و الثقافة في ثوب الصبيانية، بينما العلم يبدوا كملك عقيم الأمر و النهي، و بين كل هذه الخيوط توجد يد واحدة تحرك الماضي و الحاضر و تتوهم أنها تحرك المستقبل أيضا بخططها التي لا تنتهي.
إنّ موسيقى العلم و الفكر تعود إلينا بشكل آخر عندما نتحدث عن القامة العليا لأيّ حدث مضى، لكن مصير الشعوب ليس كمصير الأفراد، فالنظريات المتباينة بين ما هو عيب و محدود، لا يمكنها استيعاب ما تحمل، و الحركة الذاتية للتاريخ ليست سوى تخطيط و قدرة على التنفيذ بما هو متاح، لدى تقدير الإمكانيات البشرية هي في المقام الأول ثم تلي ذلك التقدير للحجر، و إنّ هذا لَهو مربط الفرس بين القويّ و الضعيف.

 

 

السيّد: مـــزوار محمد سعيد

 

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات