السياسة الشعرية والسياسة الاجتماعية
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
........................
إنالأدوارالاجتماعيةالفكريةالمساهمةفيصناعةبُنىشعرية هيسماتحقيقيةلثقافةتنقلبعلى الأحكامالمسبقةالجاهزة،وهذاالرفضللقوالبالجاهزةهوالذييُذَوِّبالفروقاتِبينالشِّعروالنثر. ففيبركانالحرارةالعاطفيةالجياشةتغيبالفروقاتبينالمدلولالشِّعريوالدلالةالنثريةضمنثنائيةواعيةوليستعَدمية.
هكذايفرضإعصارالقصيدةشروطهعلىالمتلقيكماتفرضالذاكرةشروطهاعلىالنِّسيان.ويتأججالدعمالذيتقدمهالصورةُالشعريةلعناصرالشرعيةالبؤريةفيسياقالكلام. إذإنتلكالعناصرتساهمفيخلقمتواليةتكاثريةتصنعقانونهاالخاصبها،انطلاقاًمنحركاتمعرفيةدائمةالبحثعنمعنى.
والشَّاعرهومَلِكٌلاينفكيبحثعنعرشه،وهذاهوالقَلَقاللذيذ. إنهقَلَقٌينقلالأبجديةالشعريةمننمذجةالمصطلحالجاهزإلىصناعةمصطلحاتدائمةالاكتشافوالتحول.فصانعالنَّصالإبداعييكتشفذاتهفيمشروعهالأدبيمنأجلأنيكتشفَهذاالمشروعُملامحَوجهالشَّاعرواتجاهاته. فمنالممكناكتشافالذاتعنطريقاكتشافذواتالآخرين،لأنالكلمةتخرجمنذاتالشاعرلكنهاقدتعيشفيكيانآخر،وهكذانفهمالقولإنالشَّاعرماهوإلاالمتلقِّي،وهناتتعددالأناالواحدةلتشملذواتالآخرين.
فالشِّعرصوتٌوالمجتمعالكلاميصدىلهذاالصوتالصاعق.ولواتجهناإلىعلاقات النصوصالمتقابلةداخلالنَّصالرسميللتكثيفالبنائيالفذلوجدناحتميةَالصدامبينمكوناتالقصيدة،وهذاالصدامينقلالرؤيةالتعبيريةمندائرةالموازاةمعالذاتإلىدائرةمعادلةالذات،فالكلامهو الذييُقولناولانَقوله. فالشِّعرلايعطيكإحدىمفرداتهإلاإذاأعطيتَه كُلَّك. وبالتأكيدفهذالايعنيأنيتقوقعالشَّاعرعلىنفسه،ويبتعدعنباقيالعلوموالمعارف،لكنالمقصودهوأنيهبالشاعرُنفسَهللشِّعرفيلحظةالتقاءعيونهبجيشالحروفالذييزوربدوناستئذان. وتُشبهالحروفُفيهذاالسياقالثورينوابضمغناطيسيةجاذبةللأفقالشعري. ويجبأننلاحظالأدوارالتعبيريةالتيتجسدطموحاتسياسةالشِّعرفيتكوينجيلثائرضدالخرافةلأنالأبجديةالثقافيةلاتنفصلعنالثورةبأيةحالمنالأحوال. فدخولالأفقالسياسيفيالأسلوبالشعريلايستلزمبالضرورةتقييدحريةحركةالصورالفنيةوالتعابيرالرمزيةلأنالقضيةالحقيقيةتُحضِرمعهاأبجديةخيالهاأفقياًوعمودياً،ممايؤديإلىإدراكحتميةالتحويلالجغرافيفيبنائيةتاريخيةالشِّعرباعتبارالقصيدةتاريخاًجديداًوجزءاًمنروايةعجائبيةلاتعتمدعلىالسرد،بلعلىالتقاطاللحظةوتثويرهاوإحاطتهابهالةرمزيةذاتهدفغيرعبثي. ويمكنأننُفكِّكالقيمَالمتحولةفيإطارالنظرياتالاجتماعيةالهادفةإلىقلبنظامحكمالقصيدة،وتكوينِنظامجديدنابع منصيرورةالمتحوِّلاتالبنائيةالعامةوالخاصة. وهنايحدثتمازجبينالأدبوالسياسةلأنهماعاملانأساسيانفيتحريكالمجتمعروحياًومادياً.ولكنْعليناأدبنةالسياسة ( حقنهابالأدبالجامحلكييكبحتهورها )، وتسييس الأدب بالمعنىالإيجابيللكلمة(جعلهسياسياًبالقَدَرالذي يسمحبتأجيجعنفاللغةذهنياً ) .
وتأتيالنماذجالاجتماعيةالمسيطرةعلى النسقالشِّعريكخطوة لامناصمنهاإذا أردنا إعادة تشكيلالوعيالموجبوتعبئتهضدسالبيةالوعيالسلطوي المفروضعلىالنَّصمنخارجالنَّص .فمن الأهمية بمكان أن لا تخضع القصيدة لابتزاز خارجي متمثلفيالأنظمةالأبويةالتيتصيغالثقافةَوالحياةَمنمنظورأحادي استبدادي .
التعليقات (0)