عراق ما بعد داعش غير عراق ما قبل داعش هذا ما يصرّ عليه معظم العراقيين لكن الذي الملموس أنّ السياسة الإيرانية قد طرأ عليها الكثير من التغيير. فتحولت إيران وبسرعة فائقة من داعم رئيسي لتوجهات المالكي الى داعم لحكومة وطنية ونزعت البساط من تحت حليفها السابق ومنحت العبادي الذي رغم انتمائه لحزب الدعوة لم يؤخذ عليه أنه رجل طهران الأول في العراق. من ثمّ أصلحت ما أفسده المالكي بعلاقاتها مع الأكراد ودعمتهم عسكرياً ولوجستياً وأخيراً مدت يد الحوار للسعودية في حين هي التي كانت ترفض رغم دعوات السعودية لها.كل ذلك حصل بعد اتساع رقعة داعش وسيطرته على مناطق واسعة من العراق وأجزاء من سوريا وتهديده بالوصول الى الحدود الإيرانية
تنازل طهران المفاجئ عن المالكي فتح الباب على الكثير من التساؤلات عما إذا كانت إيران فعلاً غيرت من سياستها أم أنها مناورة للإلتفاف على الإستحقاقات في العراق وبعد تفرغها من هزيمة داعش ستستمر في سياستها المدمرة في العراق. لكن يبدو أنّ تغيير نهجها الدبلوماسي مع جيران العراق من الدول العربية يعكس حقيقة توجهات طهران فلمعرفة ما إذا كانت طهران جادة أم تناور في سياساتها في العراق يجب أن ننتظر الخطوات التالية في الدبلوماسية الإيرانية مع دول الخليج العربي فإن تحقق ذلك فإنّ إيران فعلاً قد تغيرت تريد أن تدخل الى الدول العربية من بوابة حسن الجوار والتعامل وإلا فإنه لم يتغير شيئاً والسبب في اختبار السياسة الإيرانية مع الخليج بسيط وهو يعود الى الرابط المشترك بين هذه الدول والعراق
التعليقات (0)