السياحة الداخلية في الاردن ….. “هيه انت!! نزيل هون؟؟”

السياحة الاردنية رائد السياحة العربية فوفقا لاحصائيات الرسمية اللبنانية يتصدرون السياح العرب الى لبنان و بفارق كبير عن المرتبة الثانية في عامي 2008 و 2009 و كذلك نلاحظ اعداد السياح الى سوريا في العطلات الرسمية لدرجة اعلان حالة الاستنفار على الحدود و الى شرم الشيخ نفس الموضوع . و للمفارقة اصبحنا في المرتبة الثانية في نسبة النمو السياحي .فوالدي "اطال الله عمره" كان يأخذنا في العطلات الى جميع الاماكن السياحية في الاردن . و سنويا في الصيف نذهب الى العقبة (في شاليهات الضمان على الشاطىء) . و بعد تخرجي من الجامعة و فترة من العمل و قررت اخذ اجازة في الصيف و الذهاب الى العقبة و ذهبت انا و شقيقي الى العقبة و اكراما لشقيقي الطالب قررت النزول في احد فنادق العقبة ذو الشهرة على الشاطىء و كان وقتئذ (عام 1996) ذو شهرة عالية و له عدة فروع في العقبة . و بعد استلام الغرف قررنا النزول الى البحر و عندما اقتربنا من الشاطىء كان يوجد موظف مسؤول عن مدخل الشاطىء و دوشات الماء . فعندما شاهدنا قال لنا :"هيه انت!! نزيل هون؟؟" قلنا له رقم الغرفة و بعض قضاء بعض الوقت على البحر قررنا الذهاب للغذاء و فور خروجنا ذهبنا الى الدوشات و نفس الشىء "هيه انت!! نزيل هون؟؟" .

و لكن لماذا يفضل ان يقضي الاردني على مختلف مستوياته الاجتماعية اجازاته خارج البلد؟
انا شخصيا تربيت على احترام السياحة الداخلية دة في مجال السياحة العربية و العالمية فالسياح الاردنيين حسب
ذهب شقيقي الى الغرفة و انا بقيت انتظره في مطعم الفندق و جلست و بعدها بدقيقة جاء الغرسون و قال : ماذا تطلب؟ قلت له انا انتظر شقيقي عندما يحضر سوف اطلب قال ممنوع الجلوس بدون طلب غذاء . قلت له بضع دقائق فقط و بعدها بعدة دقائق رجع و اصر ان اطلب شىء لانه ممنوع الجلوس . فهنا قررت اننا لن نتغذى بالفندق و قمت غاضبا و نزلنا الى وسط البلد و تغذينا فروج بدينار !!!
و صباح اليوم الثاني عند النزول الى البحر نفس الموظف "هيه انت!! نزيل هون؟؟" فانا هنا صحت به : اجيب سلسلة و احط مفتاح الغرفة في رقبتي عشان تقتنع! و جلسنا على الشاطىء و كان وقتئذ يوجد حائط عرضه متر بارتفاع نصف متر على البحر (الحقيقة لا اعرف اهميته ممكن لصد امواج البحر العاتية!!) جلست على الحائط و يا دوب دقيقة جاء موظف و قال لي بكل عجرفة ممنوع سالته :ما هو الممنوع؟ قال الجلوس هنا (مع العلم كان يوجد اكثر من 10 اشخاص و لكن اختارني انا) قلت له لماذا رد تعليمات الادارة فرديت عليه بكل عصبية روح جيب الادارة تبعتك و تعال . و هنا قررت المغادرة على اول باص الى عمان و انا مغادر نفس الموظف "هيه انت!! نزيل هون؟؟"
و بعدها فررت عدم الذهاب الى العقبة و مقاطعتها و لم نعود الى العقبة الا عندما تم افتتاح فنادق ذو سلالات عالمية عام 2003 -2002 و بقينا سنويا نذهب اليها.
و نفس الموضوع حدث معي في البحر الميت (عام 2003) في احد الفنادق العالمية حيث بعد فترة عمل طويلة و عصيبة و ابتعاد عن الاسرة قررت اخذ يوم اجازة اقضيه في البحر الميت و ذهبت انا و زوجتي و طفلي مساء احدى الايام العاصفة في عمان لقضاء ليلة و في صباح اليوم التالي نزلت انا و طفلي الى البركة . و لاننا الزبائن الوحيدين في المسبح المترامي الاطراف . فالمنقذ استلمنا بصافرته كلة شوية طووط ممنوع لبس الطاقية طووط ممنوع نزول الاطفال هنا طووط ممنوع تصوير فيديو (زوجتي كانت تصورنا) طووط طوووط طووووط. في النهاية ذهبت اليه قلت له :" انا دافع 130 اجرة ليلة + 30 دينار عشاء+ 30 غذاء+ 10 دنانير متفرقات+بنزين اي اكثر من 200 دينار" فكرك لماذا : " لاقضي بضع ساعات بهدوء و استرخاء مع طفلي و هل تظن انه بصافرتك هذه وفرت لنا هذه الظروف!
و نفس الظروف عانيت منها مؤخرا من ضغط عمل و ابتعاد عن الاسرة خلال العام الماضي فقررت اخذ بضع ايام اجازة مع الاسرة و عندما حسبتها اذا ذهبنا الى العقبة ليومين سوف تكلف بحدود 600 دينار من فندق و وجبات و مخالفة الرادار(حيث كانت السرعة على الطريق الصحراوي 120 و فجأة تصبح 80 و بعدها بامتار الدورية) وجدت انه بزيادة بسيطة على التكلفة انه ممكن الذهاب الى شرم الشيخ في فندق 5 نجوم شامل جميع الوجبات و المشروبات . و اخذت الاسرة هناك و هذه اول اجازة اقضيها خارج الاردن . و في احدى الامسيات و جدت ثلاجة بوظة فذهبت مع اولادي و طلبت من الموظف بوظة للاولاد و لكنه اعتذر بكل رقة و ادب انهم شطبوا و اصر على ان يرضي الاولاد بمشروبات غازية او عصائر و الح الحاح شديد (مجانا) و لم يتركني الا و انا و الاولاد راضيين 100% و هنا تذكرت "هيه انت!! نزيل هون؟؟" و قررت كتابة هذه الكلمات
معن عبد الرحمن العداسي
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-188356.html
http://www.alordonia.com/2009-07-09-08-04-31/2009-07-09-08-05-40/3665-2010-02-04-23-58-11.html
http://www.watanynews.com/permalink/6237.html
http://jorday.net/news/126/ARTICLE/15016/2010-02-05.html