ما أشبه اليوم بالأمس ..
هل نقرأ التاريخ ..؟
هل يعيد التاريخ نفسه ..؟
ما فائده التاريخ والتأريخ إن لم نستقي منه العبر ..؟
و الي متي يستمر التاريخ في إعاده نفسه في ما كان يسمي بالوطن العربي ..؟
ظل السودان علي مر تاريخ طويل جزء من القطر المصري وكان ملوك مصر يلقبون ب "ملك مصر والسودان" ولكن لم يحظي السودان من حكام مصر بالرعايه والإهتمام الكافي ولم يقم أحدا من حكام مصر بالتنميه في الإقليم الجنوبي من القطر المصري مما أوجد عقيده راسخه في نفوس السودانيين مفادها أن حل جميع مشاكلهم لن يبدأ الا بالتحرر من قيد مصر وإعلان السودان دوله مستقله ذات سياده ..
وتم تعبئه الرأي العام السوداني وكافه القوي الوطنيه السودانيه بهذا الفكر وفي المقابل كانت الثوره الفتيه في مصر مشغوله عن السودان والذي كان لا يعني شيئا بالنسبه لها سوي عبئا يجب التخلص منه ..
وفي12 فبراير 1951 وقعت الحكومتان المصريه والسودانيه إتفاقية يتم بمقتضاها منح السودان حق تقرير المصير فى خلال ثلاث سنوات كفترة إنتقالية تطبيقا لبنود الاتفاق وأثناءها قامت ثوره يوليو في مصر والتي كانت تبارك بل وتتسرع إجراءات الإنفصال ثم بعد ذلك تمت أول إنتخابات نيابية فى السودان فى أواخر عام1953 و تم تعيين أول حكومة سودانية وذلك في 9 يناير1954 منهيه بذلك علاقه السودان بمصر كدوله واحده الي الأبد..
بدأت دوله السودان بإنسحاب مصر وبريطانيا من أراضيها في العام 1955 ثم تم إجراء إستفتاء أعلن عقبه قيام الدوله وإعترفت بها الأمم المتحده وجامعه الدول العربيه في العام 1956 ..
أما ما تلي ذلك هو تكرار للتاريخ ولكن بصوره أسوأ لم يتعلم أحد دروس الإنفصال فمنذ أن تولي "عبود" حكم السودان حتي ظهرت مشاكل الجنوب والذي حاول قمعها بقوه السلاح ولكنه فشل وتبعه خلفه "النميري" والذي أعلن تطبيق الشريعه والذي إنتهي حكمه بإنقلاب عسكري وخلفه "الصادق المهدي" والحرب الأهليه في الجنوب مستعره لم تتوقف ..
وأخيرا جاء "البشير" أيضا بإنقلاب عسكري إخواني" مشاركه مع "حسن الترابي" ثم إنقلب هو علي الترابي وإستفرد بالحكم وفي عهده حدثت المجاعه وواجه السودنيون المجاعه والتشرد والاباده في الجنوب والغرب ونجح البشير في القضاء علي كل الإنقلابات ضده ولكن تكرر في عهده نفس سيناريو الإنفصال الذي سبق أن تم بين السودان ومصر لينفصل الجنوب السوداني عن الشمال السوداني والآن تتم إجراءات ترسيم الحدود وتقاسم المياه والثروه .. الي آخره .. تمهيدا للإستفتاء المزمع في يناير المقبل والذي تم تهيئه كل شعب السودان له شمالا وجنوبا ..
واليوم العقيده راسخه في نفوس الجنوبيين بأن حلول كافه مشاكلهم لن تبدأ الا بالإنفصال عن الشمال ..
أما الخطوه القادمه فهي إستفتاء إنفصال دارفور في غضون السنوات القليله القادمه لتصبح دارفور دوله مستقله ..
وقد سبق أن حذرنا من هذه الخطوات في مقال سابق لنا بتاريخ 5/3/2009 علي الرابط
http://magdyawad.elaphblog.com/posts.aspx?U=988&A=13076
وكان مدعاه لأذناب النظام لمهاجمتي وما قلناه منذ حوالي العامين تحقق اليوم وهذا ما يحزنني ويحزن كل إنسان سوي ..
مجدي المصري
التعليقات (0)